كتب عبدالرحمن الشيخ:

استطاع الرياضيون العرب إثبات حضورهم في القارة العجوز وخاصة في كرة القدم، حيث اقتحموا غمار الدوريات الكبرى وساهموا فيها بشكل فاعل فتح الباب أمام العديد من اللاعبين الذين يريدون الأحتراف في كبرى الأندية العالمية. وأظهر اللاعبون العرب إبداعهم وتطورهم في المنافسات القوية سواء كانت ودية أو في مباريات الدوري أو في منافسات دوري آبطال آوروبا أو في منافسات الدوري الآوروبي , رغم عديد المشاكل التي تواجه اللاعبين العرب في آوروبا، سواء كانت من أنديتهم، مثل الجلوس على دكة البدلاء نصف الموسم، أو من مجتمعات الدول التي يعيشون فيها، وقد تكون المشكلة التي يوجهها اللاعبون تتعلق بالديانة آو العنصرية التي انتشرت في الآونة الآخيرة في الملاعب الأوروبية، ولعل آخرها في بطولة أمم أوروبا في بولندا وأوكرانيا.  

العربي بن مبارك "الجوهرة السوداء" وأول لاعب عربي في أوروبا كان العربي بن مبارك أول لاعب عربي يقتحم عالم كرة القدم في أوروبا، حيث لعب  في الدوريين الفرنسي والأسباني. وولد العربي بن مبارك سنة 1914 بالدار البيضاء وانتقل من نادي الاتحاد الرياضي المغربي إلى اولمبيك مرسيليا سنة 1934 حيث يعد أول عربي يلعب في أحد الدوريات الأوروبية وبرز أكثر بعد انتقاله إلى اسبانيا لينضم لفريق اتلتيكو مدريد سنة 1948 وكان أول عربي يفوز بلقب الليغا لسنتين متتاليتين 1950 و1951 وسجل له 56 هدفا جعلت النقاد يلقبونه بالجوهرة السوداء عاد ليلعب مع مرسيليا وتوفي في سبتمبر 1992 بالدار البيضاء.  

الدوري الاسباني ةمنذ لك الوقت برز كثير من اللاعبون العرب في الفرق الأوربية، ففي الدوري الإسباني لمع نجم سفيان فيغولي لاعب  منتخب الجزائر ونادي فالنسيا الإسباني، وأثبت علو كعبه هذا الموسم منذ بدايته وأصبح مع مرور الوقت من العناصر الأساسية في تشكيلة مدرب فالنسيا السابق ماوريسيو بيليغرينو و مدرب فالنسيا الآن ارنستو بالبيردي ، وحجز مكانا بين نجوم الفريق. أما على المستوى الأوروبي فقد أظهر فيغولي بوادر اللاعب الكبير من خلال مردوده الطيب، ولئن كان عداده في هذه المنافسة قد وصل إلى ثلاثة أهداف فإن مباراته ضد بايرن ميونيخ، دفعت الصحافة الإسبانية والعالمية إلى الاعتراف بقدراته والتنويه بمستواه، حيث اعتبر رجل اللقاء دون منازع. واليوم بات الجميع يتحدث عن مهارة هذا اللاعب، وتتواصل عروض الأندية الأوروبية له، حيث أبدت أندية الشياطين الحمر، باريس، سان جيرمان، واليوفي اهتماما به. أما المغربي عبدالعزيز براده، لاعب المنتخب المغربي الأولمبي (أقل من 23 عاماً) ونادي خيتافي الإسباني، فقدم هذا الموسم  مع النادي الإسباني مستوى مميزا جذب كبرى الأندية العالمية كـآرسنال و ليفربول , حيث يتميز  بالتسديد المركز والقوي. وتمكن عبد العزيز برادة من تسجيل هدف منح فريقه نقاط الفوز على حساب النادي الملكي ريال مدريد وذلك ضمن منافسات الأسبوع الثاني من الدوري الإسباني، حيث سجل هدف الفوز في الدقيقة 84 لينتهي اللقاء بفوز خيتافي 2-1 وليلحق بالريال أول هزيمة له برسم موسم 2012-2013، كان ذلك يوم 26 أغسطس 2012، وبدون شك فإن هذا الهدف أثبت القدرات الكبيرة التي يتمتع بها لاعب المنتخب المغربي الذي تلقى إشادات واسعة من طرف وسائل الإعلام الإسبانية.  

الدوري الانجليزي وفي الدوري الإنكليزي، يعد حارس منتخب عمان ونادي ويغات أتليتك علي الحبسي من أفضل حراس المرمى، وساهم الموسم الماضي في نجاة فريقه ويغان أتليتيك من الهبوط لدوري الدرجة الثانية بعد أن ظل مهددا، كما اختير الحبسي أكثر من مرة كأفضل حارس في البريمييرليغ في عدة جولات. وانتقل الحبسي  إلى نادي لين النرويجي في عام 2003، ولعب معهم حتى عام 2005. وقد شارك في تلك الفترة في 49 مباراة مع النادي. وساهم في وصول الفريق إلى نهائي الكأس المحلية عام 2004 واحتلال المركز الثالث في الدوري عام 2005، وحقق في العامين جائزة أفضل حارس في النرويج. وقد انتقل الحبسي إلى نادي بولتون واندرز الإنجليزي في يناير 2006. ولكنه لم يحرس مرمى بولتون سوى في 18 مباراة فقط وذلك حتى صيف 2010. ودفعت قلة المشاركة والبقاء احتياطيا بالحبسي إلى الانتقال لنادي ويجان أتلتيك الإنجليزي في يوليو 2010 على سبيل الإعارة لمدة موسم كامل ليعوض غياب حارس ويجان كريس كيركلاند المصاب. وتألق الحبسي مع فريقه الجديد، فضمن مركز الحارس الأساسي في تشكيلة المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز وشارك في 39 مباراة في فترة إعارته. كما توج الحارس العماني بجائزتي "أفضل لاعب بويجان خلال الموسم" و"أفضل لاعب في الفريق يخوض مباريات خارج الأرض" بعد أستفتاء جماهيري. ونتيجة لذلك التألق، توصل الحبسي لتوقيع عقد الانضمام نهائيا إلى نادي ويجان في صفقة وصلت قيمتها إلى 4 ملايين جنيه استرليني. وفي الدوري نفسه نجد أحمد المحمدي لاعب منتخب مصر ونادي هال سيتي الأنجليزي الذي انتقل بنظام الإعارة هذا الموسم من سندرلاند. وقد عانى اللاعب  خلال الفترة الماضية من عدم المشاركة بصفة أساسية تحت قيادة مارتن أونيل الأمر الذي جعله يفكر في الرحيل. وفرض أحمد المحمدي نفسه واحدا من أبرز اللاعبين منذ انضمامه الى نادي سندرلاند، و استطاع أن يبهر الجماهير على أرض الملعب منذ قدومه. وفاز أحمد المحمدي مع نادى سندرلاند الأنجليزى بجائزة أفضل لاعب في موسم 2010-2011 مع ناديه وفقا لتصويت الجماهير. انتقل بعدها المحمدي إلى نادي هال سيتي بنظام الأعارة حيث تألق معه , وأسهم في ارتقاء ناديه إلى المربع الذهبي.  

الدوري الايطالي وأثبت اللاعبون العرب حضورهم في الدوري الإيطالي ايضا، حيث امتاز المغربي مهدي بنعطية لاعب منتخب المغرب ونادي أودينيزي الأيطالي بسرعته في افتكاك الكرات و قدرته على تامين المناطق الدفاعية. وقد التحق مهدي بنعطية بالعديد من الفرق ومراكز التكوين في مقاطعة افري الفرنسية. ولقي اهتماما من طرف بعض الاندية الكبيرة امثال تشيلسي ومانشستر يونايتد، غير ان مهدي فضل اللالتحاق بمركز تكوين نادي اولمبيك مارسيليا. و في موسم 2006/2007 اعير المدافع المغربي إلى نادي تور الفرنسي الدي لعب به لموسم واحد. و خلال هدا الموسم لعب بنعطية 29 مباراة في اطار مباريات الدوري الفرنسي الدرجة الثانية. وعاد إلى مارسيليا في نهاية موسم 2006/2007 الدي اعاره مرة أخرى إلى نادي فرنسي اخر..انه نادي لوريان الدي لم يلعب له المدافع المغربي اي مباراة برسم الدوري الفرنسي الممتاز ومشاركة واحدة فقط في كاس فرنسا. و في نهاية موسم 2007/2008 وحينما انتهت مدة اعارة نادي اولمبيك مارسيليا للاعب المغربي قرر النادي الفرنسي هده المرة التخلي عن اللاعب بصفة نهائية بعد موافقته على انتقال نهائي إلى نادي كليرمون الفرنسي الدي يمارس بالدرجة الثانية. و في موسم 2008/2009 تالق مهدي بنعطية مع ناديه الفرنسي كليرمون إذ شارك في 27 مباراة تمكن من خلالها من تسجيل هدف واحد. وقد تمكن مهدي بنعطية بالفوز بجائزة أفضل لاعب واعد للموسم 2008/2009 بالمغرب. وفي الدوري الإيطالي أيضا منير الحمداوي لاعب متخب المغرب و نادي فيورنتينا، والذي جاء قادما  من نادي أياكس أمستردام الهولندي. وكان الحمداوي على وشك الانتقال للفيولا يناير الماضي، لكن عدم إنهاء إجراءات انتقال اللاعب حال دون إتمامه، وزامل المهاجم المغربي أحمد حسام "ميدو" مهاجم بارنسلي الإنجليزي الحالي في أياكس في النصف الأول من موسم 2010-2011. وبالرغم من أن الحمداوي كان من الركائز الأساسية لأياكس الذي توج بالدوري موسم 2010-2011 إلا أن خلافاته مع المدير الفني فرانك دي بوير حال دون مشاركته بصفة أساسية هذا الموسم. وسبق للمهاجم صاحب الـ27 عاما اللعب لتوتنام وديربي كاونتي الإنجليزيين، ولكن شهد ألكمار أزها فتراته. وسجل الحمداوي لألكمار 69 هدفا في 84 مباراة خاضها مع الفريق في الفترة من 2007 حتى 2010 وتوج معه بالدوري موسم 2008-2009.  

هجوم عنصري كثفت الصحافة الأوروبية في الأونة الأخيرة من حملاتها السوداء  ضد اللاعبين العرب والكرة العربية، وهاجمتهم بالفاظ خارج القوانين التي نص عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" , حيث حرصت على الإساءة عبر نشر كاريكاتيرات تسيء للاعب نفسه والديانة التي ينتمي اليها و الوطن التذي ينتمي اليه. وكان اللافت أن يتكرر الأمر، في الوقت الذي يبذل الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA"جهودا لمكافحة العنصرية في الملاعب الأوروبية ضد العرب والأفارقة رغم النجاح الكبير الذي يحققونه مع أشهر الأندية العالمية. وكانت مجلة "بيلك" السويسرية نشرت رسماً كاريكاتورياً مُسيئاً للكرة العربية، واستهدفت 4 لاعبين توانسة محترفين في الدوري السويسري، هم ياسين الشيخاوي وأمين الشرميطي ومحمد علي نفخة، بالإضافة للاعب شاكر الزواغي الذي كان يلعب مع زيوريخ قبل أن ينتقل للترجي التونسي. واستخدمت المجلة العديد من التوصيفات العنصرية والجارحة بحق اللاعبين التونسيين، إلا أن أكثر ما أثار الغضب هو الصورة التي كانت مرفقة مع التقرير وكانت عبارة عن رسم كاريكاتوري. وفي بلجيكا شنت وسائل إعلام بلجيكية حملة مشابهة بعد إعلان مالك رئيس نادي ليرس، وهو رجل الأعمال المصري ماجد سامي، عن تعاقده مع مواطنه هاني رمزي، المدير الفني السابق لمنتخب مصر الأوليمبي، لقيادة الفريق المتعثر. واعتبرت وسائل الإعلام هناك أن القرار محاولة جديدة لتمصير النادي البلجيكي، خاصة في ظل وجود اكثر من لاعب مصري محترف في الفريق. وشهدت بعض المباريات رفع لافتات وترديد هتافات عنصرية تجاه سامي ولاعبي الفريق المصريين الأربعة. وفي فرنسا أوقفت وزيرة الرياضة الفرنسية شانتال جوانو المدير الفني للاتحاد الفرنسي لكرة القدم فرانسوا بلاكوار عن العمل في خضم جدل حول مشروع مزعوم لفرض حصص على أساس عنصري في أكاديميات الناشئين. وجاء القرار على خليفة ما ذكره الموقع الفرنسي على الإنترنت "ميديا بارت دوت اف.ار" نقلا عن مصدر داخل الاتحاد الفرنسي أن بلاكوار اقترح فرض نظام حصص على أساس عرقي للحد من عدد اللاعبين المنحدرين من أصول سوداء أو عربية في أكاديميات الناشئين. وسبق للاتحاد الانجليزي أن غرم نادي نيوكاسل علي خلفية ترديد جماهيره لهتافات عنصرية ضد نجم المنتخب المصري أحمد حسام مهاجم نادى ميدلسبره السابق.