عمت الاشتباكات اليوم الاثنين جلّ المناطق السورية من القنيطرة جنوبا إلى حلب شمالا, وتوسعت معها رقعة القصف الجوي والمدفعي، مما أوقع أكثر من مائة قتيل فضلا عن إعدام آخرين في دمشق وحماة.وبتجدد القتال في ريف القنيطرة جنوبي دمشق, بات الجيشان النظامي والحر يخوضان مواجهات على جبهات كثيرة دون حسم واضح في كثير منها رغم تقدم الثاني في إدلب وحلب ودرعا من خلال السيطرة على مزيد من المواقع العسكرية النظامية.وقال الحر إن اشتباكات وقعت في مناطق بريف القنيطرة مثل قرية بئر عجم, مشيرا في الأثناء إلى تعرض عدة بلدات بالمنطقة للقصف من القوات النظامية.جبهات القتالوما تزال المواجهات جارية في ريف دمشق سواء في الغوطة الشرقية أو الغوطة الغربية، حيث يحشد الجيش النظامي قواته في محاولة لاقتحام داريا والزبداني وحرستا.وقال ناشطون إن رتلا من آليات الجيش النظامي تقدم اليوم اتجاه داريا, وإن الجيش الحر يعيق تقدمها.وينتشر مئات من مقاتلي الجيش الحر في هذه البلدة, ومنها أطلقوا صواريخ أصابت مجمعا رئاسيا بالعاصمة قبل أيام. وكان الحر قد أعلن أمس سيطرته على موقعين عسكريين في محيط بلدة بصر الحرير بدرعا, وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة هناك بين الطرفين اليوم.وفي إدلب, أكد مراسل الجزيرة أن كتائب الثوار -بما فيها جبهة النصرة- أحرزت مزيدا من التقدم في محيط معسكري الحامدية ووادي الضيف المتجاورين, وهما آخر معسكرين مهمين للقوات النظامية في ريف المحافظة.كما قال المركز الإعلامي السوري إن الثوار أحرزوا تقدما كبيرا في الجبهتين الشرقية والغربية في محاولتهم اقتحام المعسكرين بعد تدمير حواجز ودبابات ومدافع وآليات للجيش النظامي، وتكبيده خسائر في الأرواح.وتواصل القتال أيضا في حلب وريفها بعد ساعات من محاولة الجيش الحر الاستيلاء على الكتيبة 599 دفاع جوي في دير حاصل. وقالت لجان التنسيق إن مقاتلا من الحر لقي مصرعه اليوم في اشتباك بحي صلاح الدين في حلب, وقتل ثان في اشتباكات مماثلة عند مستشفى الكندي.وعلى الجبهات الأخرى, تواصلت المواجهات في محيط مطار دير الزور العسكري, بينما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حقل نفطي في محافظة الرقة التي يدور قتال في ريفها منذ أسابيع.قتلى وإعداماتفي السياق نفسه, أغار الطيران الحربي النظامي اليوم على بلدات كثيرة في ريف دمشق بالتزامن مع محاولات اقتحام, موقعا عشرات القتلى والجرحى.وقال محمد السعيد عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق للجزيرة إن القصف بالطيران وراجمات الصواريخ أوقع قتلى بينهم أطفال وسيدات في دوما وداريا ومعضمية الشام.ووفقا للجان التنسيق, قتل أربعة مدنيين في كل من معضمية الشام وداريا وعربين, وثلاثة في دوما, واثنان في مسرابا, وواحد في الزبداني. وأكدت لجان التنسيق وناشطون أن القوات النظامية أعدمت ثلاثة طلاب كانت خطفتهم مساء أمس في حي جوبر بدمشق.وفي منطقة المزة بدمشق أيضا, عثر مساء أمس على أكثر من ثلاثين جثة لأشخاص أعدموا بدورهم على ما يبدو. كما اتهم ناشطون القوات النظامية بإعدام خمسة أشخاص في طيبة الإمام بحماة, وبقصف قلعة المضيق بريف المحافظة نفسها بالقنابل العنقودية.وأحصت لجان التنسيق أكثر من مائة قتيل اليوم, في حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حصيلة قريبة مما أعلنته لجان التنسيق، وقال إن بين القتلى 22 جنديا من الجيش النظامي.وسقط جل القتلى في دمشق وريفها وحلب وحماة وحمص وإدلب ودرعا ودير الزور. وأضاف المرصد أن نحو أربعين ألفا من مجموع القتلى منذ بدء الثورة, أي ما يعادل 90% من مجموع 45 ألفا, سقطوا خلال العام 2012.
International
عشرات القتلى باشتباكات وإعدامات بسوريا
31 ديسمبر 2012