أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن أمن الخليج من أمن مصر، وذلك خلال لقائه مع عدد من القيادات الصحفية والإعلامية العربية بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية. وأضاف أن أمن الدول العربية كلها من حولنا من أمن مصر، الذي "إذا تداعى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء، وذلك بحسب ما ورد في صحيفة "الأهرام" اليوم الثلاثاء. وردا على سؤال حول كيفية تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، شدد مرسي على أن التكامل السياسي لابد أن يسبق كل شيء. وقال: "إن العمل السياسي المتجانس هو شوط يمكن أن نقطعه بسرعة، برغم أنه يحتاج إلى مجهود، خاصة في هذه الأجواء والمتغيرات السريعة، ولابد أن نعي في الوقت نفسه أن الشعوب العربية يجب أن تقرر لنفسها ما تشاء. موضحاً أن تجانس المفهوم العام العربي لا يعني طغياناً لطرف على حساب الآخر، ولكن يجب أن يرى الكل داخله ما هو مناسب له". وأضاف الرئيس مرسي، إننا نتحرك للعمل السياسي المشترك الذي يمكن البناء عليه، فلا يمكن أن نصل إلى اتفاقية دفاع مشترك مثلاً دون تجانس سياسي، ولدينا عوامل كثيرة جداً مؤثرة في هذا الشأن، وأهمها الإعلام الذي يجب أن ينطلق من وجود حد أدنى للمصلحة العامة لا يتعارض مع المصالح الضيقة، ورجال الإعلام هم الذين يستطيعون تعظيم هذا الدور. نريد الاستقرار لهذه المنطقة ولفت الرئيس إلى أننا ـ العرب ـ لا نختلف على أننا نريد لهذه المنطقة الاستقرار الذي يشمل الاستقرار الاقتصادي والثقافي والنفسي والأمني. وأضاف أن مساحة العالم العربي وموارده وثروته البشرية يمكن أن تحقق الكثير نحو التكامل، ومن هنا يأتي دور الإعلام الذي يجب أن يكون إحدى الوسائل الأساسية في هذا الصدد. شارك في اللقاء عدد من الإعلاميين العرب، من الكويت والبحرين والعراق وسوريا، بالإضافة إلى بعض القيادات الإعلامية ورؤساء التحرير المصريين، ووزير الإعلام صلاح عبدالمقصود والمتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي. وكان الإعلاميون العرب قد شاركوا في ملتقى قادة الإعلام العربي الذي اختتم دورته الرابعة بالقاهرة أخيراً. وأكد مرسي أن مصر كانت طوال عقود طويلة المحتضن الأول والوعاء الكبير للثقافة العربية والعمل الإعلامي العربي، و"هذا تاريخ وواقع نعرفه جميعاً". وقال الرئيس: "عند الحديث عن الإعلام يكون الكلام مهماً، وعند الحديث عن الإعلام العربي يكتسب الكلام قيمة أكبر، وعندما نرى أن هذا الإعلام العربي استطاع أن يوجد لنفسه مكاناً بين الإعلام العالمي، فهو أمر لابد من تقديره، وذلك لأن مثل هذا الأمر لم يتحقق في مجالات أخرى. إلا أن الإعلام العربي استطاع ذلك بإيجابيات واضحة، وملاحظات واضحة أيضاً، ووجوده بهذا الشكل يفرض علينا أن نقدره". الإعلام يجب ألا يتعارض مع مؤسسات الحكم وأضاف قائلاً: إن المحور الإعلامي يتوازى ويجب ألا يتعارض أبداً مع مؤسسات الحكم، ما لم يكن هناك فساد، وينبغي على المسؤولين التفاعل والتواصل والتكامل مع الإعلام بكل وسائله، من صناعته إلى هيكلته، إلى مفهومه، بعد أن وصل إلى كل بيت، ولم يعد مرتبطاً بكفاءة القراءة والكتابة كما كان الحال من قبل، بعد أن انتشر الإعلام المسموع والمرئي وخلافه. وقال الرئيس: "بالتأكيد هناك مسؤولية ملقاة على الأنظمة السياسية، فعندما تتفق هذه الأنظمة فيما بينها وتتجانس يمكن أن توجه الوسائل الإعلامية لتحقيق هذا الهدف القومي من خلال ما يصاغ في وسائل الإعلام، وعندما تعمل في إطار فردي تكون محصلة النتيجة صفر". وأضاف: "أتصور أننا نحتاج إلى تحقيق بعض الأمور يأتي في مقدمتها التعاون والتجانس السياسي، بمعني أن يدرك الساسة الحد الأدنى من التوافق، فنحن نتحدث عن وحدة عربية ونتحدث مع بعضنا البعض حديثاً طيباً، إلا أن الاتفاق الوحيد نراه بين وزراء الداخلية، على الرغم من أن هناك الكثير من الأمور التي تتطلب التعاون". وفي هذا الصدد أشار الرئيس إلى أن الحالة العربية من العدوان الأخير على غزة كانت مثالية، "فلم أجد أي تقصير من الحكام العرب الذين اتصلت بهم"، مشيراً في الوقت نفسه إلى الجرح الكبير في سوريا قائلاً: "لا نستطيع أن نتحدث عن القومية ونتجاهل ما يحدث في سوريا، ولذلك فإن المطلوب من الساسة أن يهيئوا المناخ والإعلام، وذلك لأنه إذا وجد التجانس السياسي فسوف يتغير الإعلام، وبإمكان الإعلام أن يقيم حروباً بين دول، وفي الوقت نفسه هناك إعلام بناء يتحدث عن حقائق ويقيم جسوراً من الثقة". وفي هذا الصدد، أبدي الرئيس مرسي استعداده لرعاية مؤتمر دوري للإعلام بالقاهرة، سنوياً، أو نصف أو ربع سنوي، لتحقيق هذا الهدف، والعمل على تحقيق التكامل.