مع استمرار الحرب الأهلية في سوريا لمدة تقترب من عامين، ومع مقتل أكثر من 60 ألف شخص، وفق إحصاءات لهيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تتزايد الأسئلة حول النهاية المتوقعة للنظام، وحول مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي بعد انهيار نظام بشار الأسد. ويرصد التحليل التالي وجهة نظر المحللين السياسيين نيك باتون والش، ونيك روبرتسون في قناة «سي إن إن» حول مستقبل سوريا في 2013. من جانبه، أشار والش إلى احتمالية كبيرة بفوز الثوار، ولكن ذلك لن يتم بأن تتغير الأعلام المرفوعة في دمشق خلال ليلة وضحاها، مضيفاً «لن تتشكل الحكومة التي يريدها الشعب بانقلاب الحكومة 180 درجة، لكن النظام شهد الكثير من الضربات الموجعة في الأسابيع الأخيرة، ونتائج ذلك لم تنعكس داخل النظام فحسب، بل أثرت في القائمين على هذا النظام مما رفع معنويات الثوار». وتابع «لا يوجد أي محلل يمكنه أن يقول في هذا الوقت أن نظام الأسد يحتمل المكوث لمدة أطول».ورأى روبرتسون أن «الثوار صرحوا بأنهم لن يرتاحوا حتى يزول نظام الأسد كلياً، وأنهم غير مستعدين للتفاوض على الإطلاق، ولكن النظام لا يعطي مؤشرات على قرب رحيله».وأوضح أن «النظام السوري دخل مرحلة جديدة الآن بحيث أصبح يقاتل للحصول على موقف تفاوضي أفضل في المستقبل، عوضاً عن مقاتلته للتشبث بكل شيء».أما والش، فقد أشار إلى أن «السؤال الأكبر في هذه المرحلة يتمثل في كم الفوضى التي ستشهدها البلاد في المرحلة النهائية من نظام الأسد»، وأن المشكلة النهائية ستتمثل في كيفية تعامل القوات الثورية مع المحتجزين من العلويين».وقال إن سوريا ستشهد حالة «فراغ تام وحالة من الفوضى، وقد نرى حالات تظهر إلى الساحة كأسياد الحروب»، ولكن «ردة فعل العديد من السوريين تشير إلى تفاؤلهم لأنهم أشخاص متعلمون ووسطيون من حيث قيمهم الإسلامية، إذ يجب التذكير بأن هذه الثورة قامت للتخلص من نظامٍ عمم الفساد والظلم، وليس لتعميم القيم الإسلامية، فهي ليست إيران أو أفغانستان».وتطرق روبرتسون للحديث عن حالة الاقتصاد السوري موضحا أنه «مدمر كلياً،» وأن إنعاشه سيستغرق عدة أعوام، ولكنه توقع أن البلاد ستشهد في عام 2013 «عودة لعددٍ كبير من اللاجئين، ملايين منهم داخل البلاد، وسنرى تشرد عشرات أو مئات أو الألوف من الأشخاص الذين خسروا منازلهم، إذ تم تدمير مساحات واسعة من دمشق وحمص وحماة وحلب، وسيحتاج هؤلاء الناس الذين ظلوا دون مأوى أو طعام». أما والش فرأى أن «ما أن تضع الحرب أوزارها فإن البلاد ستشهد عودة المساعدات والغذاء، وذلك بسبب موقع سوريا الجغرافي والدول المحيطة بها».وأضاف روبرتسون أن هناك مشكلة تتعلق بالمعارضة، إذ إن المناوئين للنظام في الخارج لم يتواصلوا بالشكل المطلوب مع المعارضة الداخلية، لذا من الصعب توقع ماذا ينجم عن اجتماعهم، إذ أن الموقف الوحيد الذي يمكننا أن نراه الآن هو أنهم لن يتوقفوا عن القتال حتى زوال نظام بشار الأسد، ولا يوجد حديث للآن عن الديمقراطية، لذا من الصعب توقع ما سيحدث من أفراد يرفضون التنازل منذ الآن». وذكر والش أن العالم بدأ بالفعل في التعامل مع مرحلة ما بعد الأسد، وذلك من خلال المحاولات الأمريكية في التأثير بالحكومة الجديدة المتشكلة خارج سوريا، ومن خلال اجتماع قادة المعارضة في الدوحة أو تركيا، للتفاوض حول شكل الحكومة الجديدة.لكنه أشار إلى أن «التحدي الأكبر سيتمثل بكيفية سد الفجوة بين رجال السياسة الذين يرتدون البدلات وبين الأشخاص الذي يتضورون جوعاً في ساحة قتال دامت لعامين».كما شدد روبرتسون على انعدام الثقة بالغرب الموجودة أصلاً في الثقافة السورية، سواء تسبب بتكوينها حكم آل الأسد للبلاد لمدة 40 عاماً، أو أتت من رؤيتهم لما يحصل في البلدان الأخرى، أو تصريحات الإسلاميين المتشددين بتصرفات الغرب مع المسلمين.وفي ظل هذه الخلفية الثقافية، ذكر روبرتسون أن «الغرب لم يتدخل في الوضع السوري الحالي، لذا فإن الشعب غاضب، وأعتقد بأننا سنكوّن صداقات سريعة في سوريا، ولن نتمكن من كسب الثقة بسرعة»، وأضاف أن ذلك يمكن أن يصعب من وقوع التغييرات التي يرغب المجتمع الدولي بتحقيقها في سوريا.«سي إن إن العربية»
International
محللون يتوقعون سقوط نظام الأسد في 2013
04 يناير 2013