رفضت المعارضة السورية والدول الغربية الحل الذي اقترحه الرئيس السوري بشار الاسد للازمة في بلاده الاحد وبدا فيه واضحا عدم استعداده للتخلي عن السلطة بعد 21 شهرا من نزاع دام حصد اكثر من ستين الف قتيل.وتقدم الاسد في خطاب طويل ب"حل سياسي" دعا فيه الى مؤتمر وطني باشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة، مؤكدا ان اي مرحلة انتقالية يجب ان تتم ب"الوسائل الدستورية"، متجاهلا بالتالي الدعوات الموجهة اليه للتنحي.وبعد واشنطن، دانت فرنسا الاثنين ما اعتبرته "انكارا للواقع" في خطاب الاسد، داعية مجددا الى تنحي الرئيس السوري عن الحكم.واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان "تصريحات بشار الاسد تعكس مجددا انكار الواقع الذي يتمسك به لتبرير قمع الشعب السوري".وكانت واشنطن اعتبرت ان خطاب الاسد "هو محاولة جديدة يقوم بها النظام للتمسك بالسلطة ولا يقدم اي شيء ليمضي الشعب السوري قدما نحو تحقيق هدفه المتمثل في انتقال سياسي".واعتبرت الخارجية الاميركية ان مبادرته "منفصلة عن الواقع"، و"تقوض جهود الوسيط (الدولي) الاخضر الابراهيمي وستكون نتيجتها الوحيدة استمرار القمع الدامي للشعب السوري".وجدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التأكيد ان على الاسد الرحيل، فيما اعتبر وزير خارجيته وليام هيغ ان خطاب الاخير "اكثر من نفاق"، محملا اياه مسؤولية "القتلى والعنف والقمع الذي تغرق فيه سوريا".وراى وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي ان الخطاب "لا يعبر (...) عن اي ادراك جديد" للواقع في سوريا.ورفض الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية بشدة اقتراح الحل.واعتبر ان الخطاب يؤكد "عدم اهلية" الاسد لشغل "منصب رئيس دولة يدرك المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقه في فترة حرجة من تاريخ بلده"، مضيفا ان الاسد "لا يرى الا بقاءه هو ومنظومة حكمه الضيقة في سدة الحكم رغما عن انوف الجميع".عربيا، اقتصرت الردود حتى الآن على الرئيس المصري محمد مرسي الذي قال ان الشعب السوري يرغب بمحاكمة رئيسه "على غرار ما كان الشعب المصري يريده، (...) ونحن ندعم الشعب السوري".في المقابل، رحبت طهران، حليفة النظام السوري بمبادرة الاسد، مؤكدة ان الخطة "ترفض العنف والارهاب والتدخل الخارجي"، وتشكل "حلا شاملا للازمة".واقترح الرئيس السوري في اول خطاب علني منذ سبعة اشهر الاحد خطة سياسية تنص على ان تلتزم الدول الاقليمية والدولية المعنية بوقف "تمويل وتسليح وايواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين كافة العمليات الارهابية" على ان يلي ذلك وقف العمليات العسكرية من القوات المسلحة السورية.وتنص الخطة على ان "تباشر الحكومة القائمة باجراء اتصالات مكثفة مع كافة اطياف المجتمع السوري باحزابه وهيئاته لادارة حوارات مفتوحة لعقد مؤتمر للحوار الوطني".وفي مرحلة لاحقة، تدعو الحكومة الحالية الى مؤتمر "للوصول الى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة اراضيها ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الارهاب والعنف بكافة اشكاله"، على ان يعرض الميثاق للاستفتاءالشعبي وتنفذ بنوده "حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري".ومن آخر البنود "اجراء انتخابات برلمانية جديدة" تليها حكومة تشكل وفق الدستور.ودعا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الاثنين الحكومة الى اجتماع لوضع اليات اقتراح حل الازمة السورية الذي اعلنه الاسد، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) التي لم تحدد تاريخ الاجتماع.وقالت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات اليوم ان طرح الرئيس السوري "وطني بامتياز" وفيه "علو على الجراح".ونقلت عن مصادر مراقبة على اطلاع بالموقف الرسمي ان الغرب يفترض ان "المرحلة الانتقالية (هي) من مرحلة الرئيس الاسد الى مرحلة ليس فيها الرئيس الأسد"، لافتة الى ان هذا بالنسبة لسوريا "مرفوض شكلا ومضمونا".ورأت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها ان "الهدف مما يطرح من تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات هو استحواذ هذه الحكومة على صلاحية قيادة الجيش من الرئيس الاسد تمهيدا الى تقسيمه وتمزيقه"، مضيفة ان "هذا لن يحدث". وقالت "سورية ستظل تقاتل بهذا الجيش حتى النهاية ولن تسمح بتمزيقه".واتى خطاب الاسد بعد حركة دبلوماسية مكثفة خلال الاسابيع الماضية في محاولة لايجاد مخرج للازمة بمشاركة موسكو، حليفة الاسد. واعلن الاخضر الابراهيمي على هامش هذه الحركة ان لديه "مقترحا يمكن ان يتبناه المجتمع الدولي" لانهاء الازمة ويقوم على تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، وصولا الى اجراء انتخابات برلمانية او رئاسية.في روما، جدد البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين نداءه الى "حوار بناء" في سوريا، محذرا امام اعضاء السلك الدبلوماسي من انه "لن يكون هناك منتصرون وانما فقط خاسرون" اذا استمر النزاع في هذا البلد.ميدانيا، واصلت القوات النظامية السورية اليوم الاثنين قصف مناطق في ريف دمشق ما تسبب بمقتل خمسة اشخاص بينهم اربعة من عائلة واحدة في بلدة كفربطنا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.كما افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة عند اطراف مخيم اليرموك واطراف حي الحجر الاسود في جنوب دمشق.وقتل الاحد في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 91 شخصا هم 38 مدنيا و27 مقاتلا معارضا و26 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.
International
المعارضة السورية والدول الغربية ترفض اقتراح الأسد للحل
07 يناير 2013