أجرى الحوار - فاطمة بوحسن:ما أن حطت قدماه أرض البحرين حتى أطلق تصريحاته النارية، وصل وفي حقيبته الزرقاء سيناريوهات وحقائق تتعلق بالصراع الآسيوي الذي أصبح حديث الشارع الخليجي وكأنها بطولة أخرى خارج المستطيل الأخضر.. كلما اتجه شرقاً وجد جيشاً من الصحافة يطارده، وكلما اتجه غرباً انتظرته كاميرات القنوات الفضائية برمتها.يسير كالجبل الشامخ واثقاً من نفسه في أي معركة ولا ينسحب، واضح وصريح ويملك جرأة الطرح، كما ولا يجامل عند الخطأ، يضع آمال ومصالح المنطقة الخليجية والعربية والآسيوية فوق كتفيه، لم لا فهو تلميذ من مدرسة الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح ذات العزة والشموخ والحكمة والكرامة.. باختصار إنه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد.ويسر "الوطن الرياضي” بأن تكون أول مطبوعة تجري حواراً حصرياً خلال دورة كأس الخليج الجارية في البحرين "خليجي 21 " مع القيادة الرياضية البارزة.. فدخلت عالمه الخاص وطرحت عليه أسئلة بحثاً عن إجابة، فدارت السطور ودار الحوار..- كيف رأيت استعدادات مملكة البحرين لتنظيم "خليجي 21”؟هذه البطولة انطلقت من مملكة البحرين قبل 42 عاماً وهي من الدول المؤسسة لهذه البطولة، وأبناؤها يعرفون أهدافها ومزاياها وخباياها التاريخية واليوم نلتقي للمرة الرابعة في المنامة ونشارك فيها، لذلك تم تداول خبرات التنظيم والإشراف على هذه البطولة من جيل إلى جيل، لذا فلاشك بأن هذه الخبرات والإرث العظيم ستجعلنا اليوم مطمئنين أن البحرين قادرة على استضافة البطولة والتميز فيها وانطلاقتها بشكلها الجديد، وهذه المرة نظمتها كبديلة في زمن قياسي رائع وليس كأساسية في هذه المرة بعد نقلها من العراق لأسباب أمنية، ولله الحمد فإن البحرين حققت لحد هذه اللحظة الأهداف والمضامين الجميلتين للبطولة، وكان أولها على مستوى حفل الافتتاح الذي كان مبسطاً ورائعاً وذات رونق يواكب روح العصر، وهو قرار حكيم اتخذته اللجنة المنظمة بألا يكون مكلفاً ولا يكون وقته طويلاً ولا يحمل البطولة ثقلاً حتى نضمن استمراريتها. لقد وجدنا اليوم أن الإخوان البحرينيين واللجنة المنظمة قد استطاعوا أن يترجموا اللحمة الخليجية من حفل مبسط جميل يجمع بين تاريخ البطولة وتاريخ المنطقة وتاريخ المملكة أجمع، إضافة إلى التكنولوجيا الحديثة مما نتج عنه شيء استمتعنا به ولم يأخذ من الوقت كثيراً بحيث إنه أقيمت خلاله أيضاً أحد المباريات. وبلاشك فإن تشريف جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأصحاب السمو والمعالي هذه البطولة ورؤساء المنظمات العالمية لكرة القدم أثر على البطولة دلالة على أهمية وحجم كأس الخليج سواء للبحرين أو للمنطقة أو أيضاً للعالم بوجود منظمات دولية. كما إن التكريم الملكي من العاهل المفدى لصاحب فكرة الدورة سمو الأمير خالد الفيصل ومن جسد فكرتها على أرض الواقع سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة بين وفاء مملكة البحرين وهذا شيء لا نختلف عليه. وفي محور آخر كان الحضور الجماهيري من أهل البحرين بحفل الافتتاح أكثر من رائع وكذلك الحضور لمباريات المنتخبات الأخرى التي لا يكون المنتخب البحريني منافساً بها. شاهدنا المجموعة الأولى والمجموعة الثانية حين كانت المدرجات شبه ممتلئة فهذا بحد ذاته النجاح الجماهيري. كما شاهدنا التواجد الإعلامي الكبير الذي أعتقد أنه التواجد الأكبر في أي دورة رياضية في المنطقة، سواءً من حيث أستوديوها التحليل للقنوات الفضائية أو الكمية والنوعية للمتواجدين وذلك يؤكد على أهمية هذه البطولة، لذلك ولله الحمد انطلقت بنجاحات كبيرة وكما يقولون "عداكم العيب يا هل البحرين وأنعم الله عليكم” وأبارك لجميع من ساهم في إنجاحها، خصوصاً سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وإخواننا باللجنة المنظمة واللجان العاملة والمتطوعين. ونتمنى أن يستمر هذا النجاح حتى نهاية البطولة عندما نحتفل ببطل كأس الخليج بحضور جلالة الملك. أما في ما يخص الأجواء العامة فقد قمت بزيارة فندق المجموعة الأولى "الدبلومات” والثانية "كروان بلازا " وأحسست بالجو المثالي المليء بالأفراح والتفاعل الأخوي الموجود بين الجميع، ورأيت أيضاً وجوه أجيال رياضية متسلسلة متواجدة بالبطولة وأعتقد أن هذا مكسب للبطولة واستمراريتها. - ما رأيك في من يهاجم بطولة كأس الخليج ويصفها أنها منتهية الصلاحية؟أولاً لا أعتقد أن هناك كثيرين ممن يهاجمون هذه البطولة فأنا ابن الرياضة وأسمع لكنني لم أسمع هذا الطرح من الكثيرين بل من بعض الفئات فقط، لن أدخل بوجهة نظرهم لأنه بالأخير يجب أن تحترم وجهة نظر الآخر لكنني كنت أتمنى أن يضعون نقاطاً لأسباب مهاجمتهم لهذه البطولة. رأيي أنه هذا هو النجاح بعينه عندما أرى هذا التواجد وهذا الحشد الإعلامي وأعداد الفرق وعندما أرى أن الدخل المالي يفوق المصروفات المالية بالنسبة للعمليات، لا عن ملعب أو شارع بل أتحدث بين إيراد ومصروفات، ولعل البطولة الوحيدة في المنطقة التي تحقق أرباحاً بأرقام كبيرة هي بطولة كأس الخليج من حيث الترويج والاهتمام الإعلامي واهتمام الفرق. بصراحة لا أعتقد أن أحداً لديه كل هذه الاحتفالية أو هذا العرس يجب أن يفرط بها بل على العكس يجب أن نتمسك بها ونحتضنها بقلوبنا ونسعى لتطويرها. - أنتم أبناء الشهيد فهد الأحمد وحضوركم بارز وتصريحاتكم نارية، ماذا أخذتم من الشهيد؟أخذنا من الشهيد كل شيء، فهو يرحمه الله المدرسة التي تخرجنا منها ولله الحمد، لكن نتمنى أن التصريحات تكون حول نقاط معينة بهدف إثراء البطولة ورفع سقف الجو الحماسي "الإيجابي " لها وهذا ما نحن حريصون عليه، ونتمنى أيضاً من الآخرين أن يقرؤوها بشكل منطقي وألا تقرأ بشكل حساس.- ما هي حيثيات الخلاف الكويتي - القطري؟أنا لا أرى خلافاً، فعلاقتي مع القيادة السياسية القطرية ورموزها الرياضية والشعب القطري طيبة. أنا بالفعل لا أرى خلافاً لكنني أتمنى ألا يكون هناك تفعيل أو تربص للطابور الخامس لرفع هذا السقف أو جعله كخلاف، أنا شخصياً لا أشاهد خلافاً وسأكون دائماً مع مصالح قطر في أي قضية، وهذا هو النهج الخليجي الذي بناه أصحاب الجلالة والسمو في ربط الخليج بوجود إخواننا العراقيين واليمنيين، ولا أرى أننا نبتعد عن هذه الأهداف والمبادئ، لكن أحياناً يستغل هذا التصريح أو يسمع أو يقرأ بشكل خاطئ فيخلق هذا الانطباع بأنه سلبي لدى الآخرين، ونتمنى أن يكون انطباعاً وليس حقيقة.- إذاً ما هي قضية بن همام؟ليست هناك قضية، كل ما في الأمر أنها مسألة متعلقة بالانتخابات الآسيوية ويجب ألا يغضب طرف عندما يبدي الفريق الآخر موقفه مع أي فريق، بالأخير هذه هي الديموقراطية، يجب أن أقف بصف طرف واحد فقط، ثانياً هذا ليس دوري أنا بل دور الشيخ طلال رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، لكن لا أعتقد أنه أعلن عنها صراحة أنه يريد الابتعاد عن الشيخ سلمان سواءً كأبناء عمومة أو كاثنين يعملان بكرة القدم وتخصصا بها و مارساها. أتمنى أن لا تكون الحساسية نتيجة إعلان المواقف، حيث إن هناك نوعين في الانتخابات، نوع يعد الطرفين بالدعم بينما هو يملك صوتاً واحداً وهناك نوع يستطيع أن يصرح لمن سيعطي صوته ويجب أن يحترم من يبين ولا يغش الآخرين.- يتعامل الشيخ رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع محمد بن همام العبدالله كشخصية قطرية وليست آسيوية ويستمر بالدفاع عنه كونه من نفس البلد، ما رأيك بهذا الموضوع؟أنا أعتقد أنه بما أنك رأس عليك أن تتحمل ما سيأتيك ولا نتعامل مع الرأس كقواعد شعوب. مشكلة التعامل بهذا المبدأ أنت تعمل على خلق هذه الآراء على مستوى الشعوب وهذا أكبر خطأ، يكفينا أن أصحاب الجلالة والسمو يجتمعون كل فترة ليجمعونا مع بعض ويعالجوا جميع المشكلات، فإذا كانت هناك خلافات في وجهات النظر نتمنى أن تكون خلافات مع هويتك الرياضية و ليس جنسيتك- لماذا أنت مستهدف؟"لا تستهدف الشجرة المثمرة”!!!- صحيح، لكن ما رأيك بما قيل عنك في موضوع أنك مفلس رياضياً و سياسياً؟أنا أرى نفسي أصعد كروياً ورياضياً وأيضاً أرى نفسي مرغوباً سياسياً في بلدي ولا أعلم من أين أتوا بهذه التصريحات. أتمنى أن تطرح أسباب هذه التصريحات علانية كما فعلت أنا، وكما أطرح المعلومات الحقيقة علانية وأقولها أمام مرأى الجميع، وسبق وأن أقررت في تصريحات صحافية سابقة أن خمسة من 6 دول خليجية طلبوا مني "شيلة " بن همام ولا أتوقع أن هناك صراحة أكثر من ذلك، فأتمنى من الآخرين أن يكونوا صريحين معي بنفس الدرجة. أنا مع الأسف مثلكم لا أعلم من أين يأتون بهذه التصريحات ونحن لا نبحث عن المشاكلات بل نبحث عن التقارب وحل المشكلات، لكن إذا لم نعرف الحقائق كيف نضع الحلول؟- صراع الكرسي الآسيوي طفا على السطح، من ترشح لهذا المنصب؟نتمنى مرشحاً واحداً من غرب آسيا، لكن أعتقد أن الكويت أعلنت موقفها مسبقاً بالدعم الكامل للمرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.- ذكرت صحيفة رياضية مؤخراً أن هناك بوادر اتفاق مبدأي بين الأطراف على أن تكون الولاية أول أربع سنوات للشيخ سلمان والثانية ليوسف السركال، ماذا تقول في ذلك؟لم يكن هذا الشيء إطلاقاً، كما والأهم من ذلك يجب أن لا نقلل من احترامنا لبقية دول القارة الآسيوية فنحن 12 دولة من أصل 45، كما هو معلوم هناك 33 دولة غير عربية فلماذا يتم التبادل من بيننا ونتجاهل الآخرين، فأنا أتمنى ألا يتداول هذا الشيء حتى لا يكون تفسيراً أو مؤشراً بأن هناك عنصرية عربية.- ما هي توقعاتك للمنتخب الكويتي؟"الله يساعدنا” على الإخوان السعوديين والعراقيين فالمستوى الفني حتى هذه اللحظة في الجولة الأولى أرى أنهم أفضل منا فنياً لكن سيظل أزرق أزرق والأبطال أبطال و”الله بيقدرنا”.