أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاثنين، عن اسمي مرشحيه لشغل منصب وزير الدفاع ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه)، في إطار تشكيله فريقه للأمن القومي لفترة رئاسته الثانية. وأعلن أوباما اختياره للسيناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل لخلافة ليون بانيتا في وزارة الدفاع (البنتاغون)، واختار مستشاره لمكافحة الإرهاب جون برينان رئيساً لـ"سي آي أيه" خلفاً لديفيد بترايوس.برنان واليمنويجب النظر إلى ترشيح جون برنان لقيادة الـ"سي آي أيه" كانتصار لأسلوب أوباما في مواجهة مخاطر الإرهاب. فبعد سنوات من اعتماد إدارة جورج بوش أسلوب الحرب العسكرية والانتصار على التهديد الإرهابي بتغيير النظام، كما حدث في أفغانستان والعراق، عملت إدارة باراك أوباما في ظل جون برنان مساعد الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب على شنّ حروب الطائرات بدون طيار.فخلال الأشهر الست الماضية مثلاً شنّت الطائرات بدون طيار أكثر من 20 غارة على مواقع ومنازل وسيارات لعناصر وقياديين من "القاعدة في جزيرة العرب"، وقتلت ما لا يقل عن ثمانية من قياديي التنظيم. يُذكر أن جون برنان مساعد قريب جداً من الرئيس الأمريكي وكان إلى جانبه لدى الإعداد وشنّ الغارة الأمريكية التي قتلت أسامة بن لادن، وكان رجل الاتصال بين الإدارة الأمريكية واليمن منذ بداية الأزمة السياسية بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمعارضة.ويتابع جون برنان الآن الاتصال بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ويساعد الحكومة الجديدة في صنعاء على إعادة بناء قواتها وينسق التعاون بين الأجهزة الأمريكية والأجهزة اليمنية لمحاربة القاعدة على أرض اليمن.ومن المثير للاهتمام أيضاً في ترشيح برنان، أن دور الاستخبارات الأمريكية في إيران سيكون مفصلياً، فالإدارة الأمريكية في ظل أوباما تقول إنها تستطيع مراقبة إيران عن كثب وتتأكد من أنها لن تباشر في بناء سلاح نووي. وعلم الإدارة الأمريكية عن أي تطور في المشروع النووي الايراني سيكون عن طريق المراقبة التي تشارك فيها الاستخبارات الأمريكية، كما أن الاستخبارات الأمريكية تشارك في شلّ المشروع النووي الايراني عن طريق إرسال فيروسات للكمبيوتر تعطّل أو تؤخّر آلات الطرد المركزي الايراني.هيغل وايرانأما تعيين تشاك هيغل فلا يقلّ أهمية لجهة الدلالة عن توجهات باراك اوباما في ولايته الثانية، فتشاك هيغل شخصية مستقلة وكان جمهورياً واعترض على الحشد العسكري في افغانستان اوائل عهد باراك اوباما كما اعترض على الحشد العسكري في العراق خلال ولاية جورج بوش.ويُعتبر تشاك هيغل من البعيدين عن طرح الحلول العسكرية لحلّ مشكلة ايران كما انه لا يجاري المطالب الاسرائيلية ومؤيّدي اسرائيل في كل مطالبهم. سيكون دور تشاك هيغل اساسياً في سحب القوات الاميركية من افغانستان وجوهرياً في التعاطي مع الملف النووي الايراني خصوصاً ان غالبية المؤشرات تقول ان منع ايران من الحصول على السلاح النووي سيكون من مسؤولية الولايات المتحدة. ووجود تشاك هيغل الى جانب باراك اوباما فسيعني ان الحلّ العسكري هو آخر الحلول او الحلّ الذي لا مفرّ منه.