أكدت مصادر شيعية في سوريا تدخل حزب الله اللبناني وإيران في الأزمة السورية من أجل "حماية" القرى والبلدات الشيعية والمقامات الدينية التي يتعرض لها "التكفيريون".وكشفت المصادر عن وجود "مراكز تدريب للحزب في البقاع اللبناني تقوم بتدريب شبان من الشيعة السوريين على القتال، ودفع رواتب لهم للقتال في سوريا". ويؤكد معارضون سوريون أن أعداد هؤلاء تقارب الـ1500 عنصر، ومثلهم من الإيرانيين يساعدون النظام في إدارة المعركة، معتبرين أن الكلام عن 5 آلاف عنصر مبالغ فيه.الدفاع عن قرى شيعية ومرقد "السيدة زينب"والجديد في هذا الخصوص، هو معلومات أكدها شيعة سوريون لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن وجود للحزب في المناطق التي يسكنها الشيعة في سوريا، بالإضافة إلى مساهمة واضحة للحزب في حماية مرقد "السيدة زينب" المشهور في ضواحي دمشق، وللتدليل على ذلك، وزع معارضون سوريون صورا لسيارة تحمل رقما لبنانياً عليها ملصق فيه صورة لشاب كتب تحتها أنه "سقط دفاعا عن مقام السيدة زينب"، قالوا إنها صورت في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت التي تقع تحت نفوذ حزب الله.كما أكّد فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر، أنه "منذ أسبوعين تقريبا، أرسل حزب الله إلى جبل القلمون عشرات العناصر"، لافتا أيضا إلى أن عناصر حزب الله منتشرون بشكل رئيسي في الزبداني وريف حمص، وتحديدا في مدينة "دبلة" المسيحية إلى جانب الشبيحة من النظام، لافتا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد معارك فاصلة بين حزب الله والجيش الحر في هذه المناطق.واعتبر المصري أن القول بدخول 5 آلاف عنصر من حزب الله أخيرا إلى سوريا مبالغ فيه، مشيرا أيضا إلى أن وجود هؤلاء في العاصمة محدود، ويقتصر على مواقع وأماكن محددة، مؤكدا أنهم يتولون مهمة حراسة مقام السيدة زينب في دمشق.شهادة شقيق شاب تدرب في أحد مراكز الحزبوقال أحمد، إن شقيقه عباس وهو سوري من بلدة نبل في ريف حلب قد التحق بمركز تدريب للحزب في البقاع اللبناني مع عدد من أبناء البلدة، وبلدات شيعية أخرى في المنطقة ليتدرب على سبل الدفاع عن أهله. وأشار إلى أن الشبان ينقلون إلى دمشق بالسيارة ومنها إلى حلب بالطائرات، ليصار بعدها إلى نقلهم عبر المروحيات العسكرية إلى البلدات التي يفترض بهم الدفاع عنها. وأشار إلى أن هؤلاء الشبان يتقاضون رواتب جيدة "للتعويض عن انقطاع أعمالهم"، كاشفا عن وجود خبراء إيرانيين أيضا يساهمون في هذا المجهود.ولا يوجد معلومات دقيقة عن عدد الشيعة في سوريا، لكن تقريرا أعدته وزارة الخارجية الأمريكية حول "الحريات الدينية" عام 2010 يشير إلى أن نسبتهم تبلغ نحو 2.5 في المائة من عدد السوريين، وهم يتألفون من الشيعة الاثني عشرية، والإسماعيلية والزيدية. وفي حين يتركز وجود "الإسماعيليين" في ريف حماه وفي مدينة السلمية تحديدا. ويتركز وجود الشيعة السوريون من المذهب الاثني عشري في محافظة إدلب، وأكبرها الفوعة، وكذلك في بعض قرى حمص وحلب مثل الزهراء ونبل التي تعد أكبر تجمع للشيعة الاثني عشرية في سوريا حيث يبلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة. كما يوجد الشيعة السوريون في دمشق في حيي الأمين والجورة في دمشق القديمة، بالإضافة إلى وجودهم في محيط "السيدة زينب". بدوره، أفاد ضابط منشق بأن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن عناصر من حزب الله وخبراء إيرانيين يوجدون في دمشق ويقيمون فيها كخبراء في مجال الإعلام والأمن، ويترددون على المؤسسات الإعلامية وعلى الأجهزة الأمنية.وذكر الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه وعندما ارتكب النظام مجزرة الحولة وانتظر حينها يوما حتى يصدر تعليقه على الأمر، تدخل الخبراء الإيرانيون الموجودون في وزارة الداخلية مستنكرين الوضع، ومتهمين تصرّف وزير الإعلام آنذاك، عدنان محمود، معتبرين أنه كان عليه أن يقول إن العصابات المسلحة ارتكبت المجزرة، الأمر الذي أدى إلى استبدال الوزير الحالي عمران الزعبي به.جثث عناصر من حزب الله للتبادلويؤكّد العقيد عارف الحمود، رئيس عمليات شهداء سوريا في الجيش الحر، أن لحزب الله مشاركة فعالة على أرض المعركة في سوريا، ويقول: "قياديون من الحزب يتولون مهمة تدريب عناصر النظام وضباطه، لا سيما من القوات الخاصة والمخابرات العسكرية والجوية، ويتركز وجودهم في منطقة الدريج بريف دمشق في (مدرسة الصاعقة والمظلات) حيث يخضعون لتدريبات تتراوح مدتها بين 3 و4 أسابيع"، لافتا إلى أن هذه المعلومات أكدها ضباط انشقوا أخيرا عن النظام.ولفت الضابط إلى أن هناك بعض الجثث لعناصر من حزب الله لدى الجيش الحر الذي يبادله بهم عناصر معتقلين لدى النظام السوري، وهذا ما حصل عندما قتل القائد "أبو العباس" مع 15 عنصرا آخرين منذ شهرين تقريبا، وتم تشييعه في لبنان، مؤكداً في الوقت عينه أن هناك قائدا آخر لا يزال موجودا لدى الجيش الحر، بعدما تم اعتقاله في منطقة السيدة زينب حيث يوجد عناصر الحزب بشكل كبير.
International
حزب الله يتدخل للقتال في قرى شيعية بسوريا
09 يناير 2013