عواصم - (وكالات): حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن «فرص الجرحى في سوريا للحصول على علاج تتضاءل مع استهداف الطائرات المقاتلة للمستشفيات والمنشآت الطبية، وذلك ضمن استراتيجية الرعب التي يقودها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد»، على حد وصف المنظمة.وتناولت المنظمة الإنسانية تحديداً الوضع في «إدلب، شمال سوريا، حيث عملت إحدى فرقها بالمدينة التي تعرضت لهجمات متكررة، وقالت في بيان «المنشأة الطبية الوحيدة العاملة هي عيادة سرية يديرها سكان المنطقة وبعض السوريين العاملين في المجال الطبي».وسبق أن أشارت «أطباء بلا حدود» والمعارضة السورية مراراً لاستهداف المستشفيات العامة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، من قبل طيران النظام السوري.وتابع البيان: «المستشفيات تحديداً في خطر لأنها أصبحت من الأهداف المفضلة»، علماً بأن الأمم المتحدة أطلقت، في وقت سابق، تحذيرات مشابهة.وقال بيان المنظمة «القوات الحكومية السورية تقصف المدن والقرى بشكل عشوائي ما يهدد حياة المدنيين».من ناحية أخرى، حملت دمشق أمس على الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي متهمة إياه بـ «الانحياز بشكل سافر» إلى جانب «المتآمرين» على سوريا، من دون أن تغلق الباب على التعاون معه، وذلك غداة انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ 21 شهراً. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن «سوريا تستغرب بشدة ما صرح به الأخضر الإبراهيمي لخروجه عن جوهر مهمته، وإظهاره بشكل سافر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا والشعب السوري». واعتبر الإبراهيمي أن طرح الأسد «أكثر فئوية وانحيازاً لجهة واحدة»، داعياً الرئيس السوري إلى «أن يؤدي دوراً قيادياً في التجاوب مع تطلعات شعبه بدلاً من مقاومتها». وكانت الصحف السورية الصادرة أمس وجهت انتقادات لاذعة للإبراهيمي. في هذا الوقت، يستمر الحراك الدبلوماسي سعياً للتوصل إلى حلول للأزمة السورية التي أودت بأكثر من 60 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة. وتستضيف مدينة جنيف السويسرية اليوم اجتماعاً ثلاثياً بين الإبراهيمي ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، هو الثاني منذ 9 ديسمبر الماضي حول سوريا. وكانت روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، رأت وجوب مواصلة المفاوضات الدولية حول الوضع السوري «مع أخذ بعض الأفكار» من خطاب الأسد في الاعتبار، في حين اعتبرت الولايات المتحدة أن طرح الأسد «منفصل عن الواقع». ودعت موسكو القوى العالمية إلى أن تترك للشعب السوري مسؤولية اتخاذ قرار حول مستقبله. وفي بيان حازم، قالت موسكو إن كل التصريحات، خصوصاً تلك التي تصدر من واشنطن، حول سبل إزاحة الرئيس السوري من السلطة خاطئة لأن الخيار النهائي هو للشعب السوري. في المقابل، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن على القوى العالمية رفع مستوى استجابتها للنزاع في سوريا في حال تفاقم العنف، مؤكداً أن جميع الخيارات مطروحة للبحث. وفي القاهرة، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في ختام محادثات مع الرئيس المصري محمد مرسي الدول المجاورة لسوريا إلى تشجيع حل سياسي للنزاع في سوريا ومنع أي تدخل أجنبي. وعلى عكس طهران، أبرز حليفة للنظام السوري في المنطقة، تطالب القاهرة بإلحاح بتنحي بشار الأسد. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن وزير الخارجية المصري قوله إن مصر «أكدت منذ البداية على ضرورة أن يكون الحل في إطار الشعب السوري ونريد تجنيب الشعب السوري المزيد من المعاناة ونرى أن إيران لايزال لها دور في هذا الشأن». على صعيد آخر، وصل إلى طهران الرهائن الإيرانيون الـ48 الذين أفرج عنهم مسلحون معارضون بعد احتجازهم في سوريا لأكثر من 5 أشهر.واعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن صفقة التبادل التي أطلق بموجبها المقاتلون المعارضون رهائن إيرانيين في مقابل إطلاق أكثر من ألفي معتقل في السجون السورية، تكشف «تبعية» نظام الرئيس بشار الأسد لإيران. وفي بروكسل، صرح مسؤول في الحلف الأطلسي أنه تم «رصد إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى في سوريا» بعد إطلاق مماثل «بداية الشهر الجاري».على الأرض، تقدم المقاتلون المعارضون داخل مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب وسيطروا على أجزاء واسعة منه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.وفي روما، ذكرت وكالة «فيديس» التابعة للفاتيكان أن ألف مسيحي محاصرون في قرية اليعقوبية السورية شمال حلب ومحرومون من كل الحاجات الأساسية بسبب المواجهات بين القوات النظامية والمعارضين.