قال وزير التربية والتعليم د. ماجد النعيمي رئيس مجلس أمناء جامعة البحرين، إن التعليم يسهم في إحلال التسامح والتعاون الدولي، ويلعب دورا أكيدا في تحسين حالة افرد والمجتمع، وفي المحافظة على التراث الثقافي للشعوب والقيم والثوابت الوطنية وقدرة الفرد على الانفتاح على العالم والانخراط في فضاءاته المتعددة، خصوصا بعد اتساع نطاق الثورة العلمية والتكنولوجية والاتصالية.وأكد وزير التربية والتعليم، خلال افتتاحه المؤتمر السنوي الثالث للمجمع الخليجي للدراسات التربوية المقارنة الذي حمل عنوان” دراسة مقارنة للمجتمع التعليمي بدول مجلس التعاون”، برعاية مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، وبمشاركة 200 من الخبراء والتربويين من عدة دول، والذي تنظمه جامعة البحرين” كلية المعلمين”، أن” هذا المؤتمر الذي يناقش في ندواته التحولات المحلية والعالمية واتجاهات تطوير التعليم في العالم، يشكل فرصة سانحة للعصف الذهني والتفكير بصوت مرتفع حول قضايا جوهرية، مثل التغيرات العالمية الحاصلة في مجال التعليم، وتأثيرها علينا وتأثرنا بها، والقضايا ذات الصلة بالجودة، وعلاقة المخرجات بسوق العمل، وعلاقة التعليم الأساسي والثانوي بالتعليم العالي، وما يطرحه كل ذلك من رؤى وحلول وإشكاليات، مشيراً إلى أن جميع دول العالم بمن في ذلك الدول المتقدمة، تضع ملف التعليم على الطاولة باستمرار، باعتباره محركاً للتنمية وأداة أساسية يمكن من خلالها إعداد الطاقات الوطنية وتدريبها وتهيئتها لقيادة دفة التنمية، كما إن التعليم يعين على ضمان إيجاد عالم إنساني أكثر تقدماً ورخاءً وسلامةً، ويسهم في ذات الوقت في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي”.وأضاف الوزير أن” الوزارة ومنذ التشخيص الأول الخارجي لعمل المؤسسات التعليمية، ومنذ ورشة العمل الكبرى المنجزة في العام 2005 برعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى، وبمشاركة بيوت خبرة عالمية ونخبة من الأكاديميين والتربويين في مملكة البحرين، سعت إلى مراجعة النظام التعليمي في اتجاه التركيز على تحسين الأداء وعلى جودة المخرجات وجسر الهوة بين التعليم وسوق العمل قدر الإمكان، وذلك من خلال خمس مبادرات رائدة ومرحلية لتحقيق جودة التعليم وهي مبادرة المعلمين، وتطوير التعليم العالي، وإنشاء كلية البولتكنيك والتلمذة المهنية، وإنشاء هيئة ضمان الجودة”.وأكد أن” الوزارة تعمل اليوم بشكل حثيث على تنفيذ برنامج تحسين أداء المدارس الذي يشمل حالياً 50% من المدارس الحكومية، وسيتم تعميمه في العام الدراسي المقبل على بقية المدارس متضمناً التركيز على تطوير التدريس وزيادة زمن التعلم والارتقاء بالبيئة المدرسية وجعل السلوك في خدمة التعلم والتلمذة المهنية”. من جهته قدم وكيل الوزارة للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة رئيس مجلس إدارة كلية المعلمين، عرضاً تناول فيه الخطوات التي اتخذتها الوزارة لتحسين أداء المخرجات التعليمية، حيث بدأ التشخيص الأول لمستوى أداء الطلبة في مادتي العلوم والرياضيات منذ العام 2003م، وتم التعاون مع اليونسكو وبيوت الخبرة العالمية من أجل إحداث التطوير المناسب لأداء المعلمين والقيادة المدرسية والارتقاء بمهارات الطلبة، وشهد العام 2008، انطلاق برنامج تحسين أداء المدارس بمبادراته المختلفة والذي شمل عشر مدارس في المرحلة الأولى، كما تم إعداد استراتيجية لعمل الوزارة للأعوام 2009 وحتى 2014م تتضمن تطوير جودة التعليم، وفي العام 2010م تم استحداث "رئيس المدارس”، الذي يشرف على 10-15 مدرسة لمتابعة أدائها، أما العام 2011م، فقد شهد إنشاء مكاتب الدعم والمساندة للمدارس للارتقاء بالأداء إلى جانب تدريب المزيد من المعلمين على استراتيجيات التدريس الحديثة، أما في العام 2012، أطلقت الوزارة، مشروع تحسين أداء المدارس وتدريب 3200 معلم ومعلمة على كيفية الاستغلال الأمثل للوقت في عملية التدريس وجعل الطالب محوراً في العملية التعليمية وتعزيز الأنشطة المصاحبة للمناهج التعليمية”.وبدوره أشار مدير المجمع الخليجي للدراسات التربوية المقارنة د.علي إبراهيم، إلى أن المجمع الذي افتتح عام 2008م، يسعى إلى تبادل الخبرات بين المتخصصين في الشؤون التعليمية من أجل تقديم الأفكار والمقترحات الهادفة إلى تحقيق الجودة في التعليم، مما يعين المسؤولين عن التعليم على اتخاذ القرارات السليمة في هذا الشأن، مؤكداً أهمية المؤتمر بالنسبة لدول الخليج التي تطمح إلى تحقيق الجودة في أنظمتها التعليمية، وأضاف أن” المواضيع المطروحة في المؤتمر تتعلق بمناقشة التغييرات العالمية الحاصلة في مجال التعليم، ومدى تأثر دول الخليج، خصوصاً بها وكيفية الاستفادة منها للارتقاء بالمخرجات التعليمية”.جدير بالذكر أن” المؤتمر يشمل حلقات نقاشية مهمة يشارك فيها عدد من المتحدثين الرسميين مثل:« البروفسور ديفيد غويل من معهد التربية بجامعة لندن الذي سيقدم حلقة نقاش بعنوان: اقتصاد المعرفة : إعادة تصور للدور والعلاقة بين التعليم الفني والمهني في دول الخليج، وعميدة كلية التربية بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان د. ثويبة البرواني، وتلقي محاضرة بعنوان عجلة التطوير: نحو ابتكارات مستدامة وشاملة في منطقة الخليج، والبروفسور مارك براي المحاضر في جامعة هونغ كونغ الذي يلقي محاضرة بعنوان مناهج وأساليب في التعليم المقارن: اختيار وحدات للاختبار والتحليل، بالإضافة إلى العديد من المتحدثين التربويين”.
النعيمـي: نشـر التسامـح الدولـي مـن خـلال التعليـم
15 أبريل 2012