مع انقضاء النصف الأول من الموسم الكروي في إسبانيا، سجل نادي ريال مدريد في منتصف الموسم الثالث للمدرب البرتغالي الداهية جوزيه مورينيو أسوأ نتائج له على مدار المواسم السبعة الماضية.ويمكن مقارنة النتائج الحالية لنادي القرن الماضي في أوروبا والعالم بنتائجه السلبية في موسم 2005-2006 تحت قيادة المدرب خوان رامون لوبيز كارو، الذي أنهاه في المركز الثاني خلف غريمه الأزلي برشلونة بفارق 12 نقطة بدوري الليجا.وأختتم الريال النصف الأول من الليجا هذا الموسم بتعادل سلبي مخيب على أرض أوساسونا، ليستقر في المركز الثالث خلف عدوه برشلونة وجاره أتلتيكو مدريد، وذلك بعد أن اكتفى بجمع 37 نقطة في 19 مباراة.أما كارو فقد سجل قبل سبعة مواسم رصيدا أسوأ بقليل، حيث أنهى نصف الليجا الأول ب33 نقطة.وخلال الموسم الجاري فاز الفريق الملكي ب11 مباراة وخسر في أربعة وتعادل في مثلها، فقد تجرع مرارة الهزيمة امام خيتافي (1-2) وإشبيلية (0-1) وريال بيتيس (0-1) ومالاجا (2-3) وجميعم خارج ملعبه سانتياجو برنابيو.وفي المقابل تعادل ريال مورينيو بعقر داره مع فالنسيا (1-1) وإسبانيول (2-2)، وفي كامب نو بالكلاسيكو الأول مع البرسا (2-2) واخيرا في بامبلونا امام أوساسونا (0-0).وتيقنت كتيبة مورينيو من أن الليجا "بطولة خاسرة"، وأن الاحتفاظ باللقب "شبه مستحيل" في زمن ندرت فيه المعجزات، لذا اعتبر (المدرب الأوحد) الدوري بمثابة "دورة تدريبية" للتحضير للفوز بالكأس العاشرة في دوري أبطال أوروبا، وهو الهدف الأسمى الذي تعاقد من أجله النادي مع (مو)، بجانب كأس الملك كبطولة شرفية تقتضي الاجهاز على برشلونة.وكان مورينيو قد كسر احتكار البرسا لليجا الموسم الماضي، لكنه في المقابل خسر التشامبيونز ليج بالخروج بركلات الترجيح امام بايرن ميونخ الألماني في نصف النهائي، كما ودع الكأس امام غريمه الكتالوني من ربع النهائي.وخلال الجولات الأربعة الأولى من الليجا هذا الموسم سجل ريال مدريد أسوأ انطلاقة منذ 11 موسما، حيث جمع أربع نقاط فقط بخسارته امام خيتافي وإشبيلية وتعادله مع فالنسيا وفوزه على غرناطة، وبعدها بخمسة أشهر ساءت الأمور ليصل الفارق الى 16 نقطة وهو مرشح للزيادة الى 18 مع فوز برشلونة على مالاجا في الجولة الاخيرة بالنصف الأول.لكن التاريخ يؤكد أن انهاء النصف الأول من الدوري برصيد قليل من النقاط لا يعني خسارة البطولة، ففي موسم 2006-2007 تحت إدارة المدرب الإيطالي فابيو كابيللو اختتم الريال أول 19 جولة مسجلا 37 نقطة فقط وكان متأخرا عن برشلونة بفارق كبير، لكنه انتفض في النصف الثاني وحقق الاعجاز بالتتويج بالبطولة في الرمق الاخير بفارق الاهداف، في أحد أمتع مواسم البطولة على مر التاريخ.وفي الموسم التالي مع المدرب الألماني بيرن شوستر أنهى الميرينجي نفس الفترة حاصدا 47 نقطة، وظفر باللقب بفارق ثماني نقاط عن الوصيف فياريال.وب38 نقطة أنهى الريال منتصف الليجا تحت إمرة المدرب خواندي راموس في موسم 2008-2009 الذي خسره امام برشلونة بفارق تسع نقاط.وفي حقبة المدرب التشيلي مانويل بيليجريني بموسم 2009-2010 تحصل الريال على 44 نقطة حتى الشتاء، لكنه فشل في احراز اللقب امام سطوة "البلاوجرانا" الذي حسم الكأس بفارق ثلاث نقاط.ومع وصول مورينيو الى القلعة البيضاء نجح في تحقيق رقمين قياسيين بتجميع 48 و52 نقطة مع انتصاف موسمي 2010-2011 و2011-2012 ، قبل أن ينتكس في الموسم الثالث.وربما لم تحزن جماهير الفريق المدريدي على النتائج المخيبة خلال النصف المنقضي من الموسم، بقدر ما حزنت على سوء أداء اللاعبين في المباراة الاخيرة امام أوساسونا في غياب النجم البرتغالي الموقوف كريستيانو رونالدو، الذي يعتمد عليه الفريق بشكل كلي، وعجزهم عن الوصول الى مرمى الخصم بدونه، مما أوحى لهم بأن دوري الأبطال الذي يراهن عليه مورينيو بمثابة "قشة في مهب الريح".