كتب ـ حسين التتان:أطلقت منامة السياحة أمس باكورة مشاريعها التراثية، ضمن استراتيجية شاملة هدفها تطوير المرفق الأثري والخدماتي، وخلق بيئة جاذبة لقطاعات واسعة من السياح. وفي إثراء للمشهد التراثي والسياحي افتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مساء أمس متجر «آيس كريم نصيف» ومقهى «زعفران» في سوق المنامة القديم، في استحضار لأنشطة تجارية طالما ميّزت السوق، فيما رافق الافتتاح عزف لفرقة محمد بن فارس الموسيقية.وقالت وزير الثقافة إن افتتاح المتجر والمقهى يأتي ضمن خطة لإحياء تراث المملكة من بوابة سوق المنامة وباب البحرين، في محاولة لإعادة التاجر البحريني إلى السوق، بعد أن سيطر عليها الأجانب.وأضافت الوزيرة في تصريح خصت به «الوطن»، أن هناك فعاليات مقبلة تشهدها المنامة، هدفها إحياء التراث البحريني، عبر برامج متعددة تشمل افتتاح متحف البريد وباب البحرين مارس المقبل، لافتة إلى أن الوزارة تعتزم افتتاح مكتب دائم للسياحة في سوق المنامة، يقدم الإرشادات للسياح ومعلومات عن البحرين، إضافة إلى افتتاح مكتبين لمنظمتي السياحة العربية والعالمية.ودعت الوزيرة كافة تجار المنامة إلى العودة للسوق، مشيرة إلى أن السوق يمثل التراث البحريني الأصيل، ومن الواجب أن يكون البحريني، هو من يمسك زمامه ويديره، وأن فعالية اليوم كانت لأجل هذه الرسالة.ونبهت وزيرة الثقافة إلى أن الوزارة تعمل على تنظيم مهرجان سوق باب البحرين، وهو مهرجان فني ثقافي في سوق المنامة، يقدّم فيه عدد من المصممين البحرينيين والمبدعين منتجاتهم المبتكرة في مجال تصميم المجوهرات والحلي والمصنوعات الحرفية.وأضافت أن المهرجان «يهدف إلى استعادة الحياة التجارية التي اشتهرت بها منطقة باب البحرين على مر التاريخ» فيما ترافق «سوق باب البحرين» نشاطات ثقافية وترفيهية منها العزف المباشر للفرق الموسيقية، بيع الأغذية المنتجة محلياً، ورش عمل فنيّة، معرض فني يعرض الأعمال البحرينية وبرنامج خاص بالأطفال، ما يضيف جواً من التلاقي والتفاعل بين مختلف الزائرين، والترويج السياحي لسوق البحرين القديم». من جهته أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ممتلكات» محمود الكوهجي، أن «إدامة» الخاضعة لإدارة ممتلكات، استلمت إدارة مشرع مجمع باب البحرين منذ فترة، ويعمل سوياً مع وزيرة الثقافة والمؤسسات الحكومية الأخرى لإحياء سوق المنامة. ولفت إلى أن هدف «إدامة» إدارة المجمع بشكل تجاري، ورسم خطط وحلول تجارية مبتكرة لتشجيع الناس على إحياء السوق، وملء السوق بالبضائع التراثية، خاصة أن هناك أسواق أخرى تجاور باب البحرين، و»هدفنا مساعدة التجار البسطاء وخلق مناخات استثمارية في المنطقة، وجعلها عامل جذب لكل البحرينيين والأجانب».ونبه الكوهجي إلى أن «إدامة» تعتزم وضع لوحات إرشادية للتعريف بسوق المنامة، فيما وافق مجلس إدارتها على تسويق السوق والترويج له، متمنياً أن يكون عام 2013 زاخراً بالنشاط التراثي.من جانبها أشارت أمينة نصيف صاحبة مشروع «نصيف للآيس كريم»، إلى أن مشروعها التجاري يهدف لإحياء تراث بحريني قديم، متمثلاً بصناعة الآيس كريم، مشيدة بجهود وزيرة الثقافة في إحياء التراث البحريني عموماً.وقالت «اليوم نعلن افتتاح مشروعنا من خلال مشروع إحياء سوق المنامة، لكن الافتتاح الرسمي لآيس كريم نصيف يصادف نهاية يناير الحالي داخل مجمع باب البحرين، ونعتزم أن نوفر لزبائننا الفطور اليومي وكافة أنواع الآيس كريم». ولفتت نصيف إلى أن تاريخ مصنع الآيس كريم الخاص بها يعود لعام 1920، إذ كان جدها أول من صنع الآيس كريم البحريني، وأن من أهم مميزاته أن كل مكوناته محلية، وأن الحليب المستخدم طازج، وليس مستحضراً من البودرة، وهي تصنعه اليوم بنفسها.وأضافت «كل الفضل في نجاح فكرة المشروع التراثي، يعود للشيخة مي آل خليفة، فهي ساندتني ودفعت بي لإحياء المشروع، ونحن بصدد افتتاح فرع للمشروع بعد 3 أشهر في سوق القيصرية، في عمارة بن مطر».ونوهت نصيف إلى أن مشروعها ليس تجارياً بقدر ما هو إحياء للتراث البحريني، بدليل أسعاره المخفضة، لأن آيس كريم نصيف، هو تراث قبل أن يكون أرباحاً تجارية، وشكرت كل من «إدامة» وشركة DHL و»تمكين» لدعمهم المشروع.وقالت ناريس قمبر صاحبة مشروع مطعم «زعفران» التراثي، إنها فضلت أن يكون تدشين مشروعها متزامناً مع إحياء سوق المنامة، لافتة إلى أن المطعم يفتتح رسمياً مارس المقبل في مجمع باب البحرين.ولفتت إلى أنها تريد من «زعفران» أن يكون على خارطة البحرين السياحية، من خلال إحياء الوجبات الشعبية والتراثية، ولهذا فهي حريصة على أن يكون الديكور ذا طابع تراثي، مضافاً إليه الأغاني الشعبية، وأن كل محلات «زعفران»، لابد أن تكون في أماكن تراثية، مثل سوقي القيصرية والمنامة.وشكرت قمبر وزيرة الثقافة على دعمها المستمر لإحياء التراث البحريني، لافتة إلى أن الوزيرة أحيت سوق القيصرية بالمحرق، وهي اليوم تعيد بنفسها إحياء سوق المنامة.