اتهم النائب عن ائتلاف "العراقية" مظهر خضر الجنابي جهات ايرانية بالوقوف وراء حملة استهداف واغتيال زعماء الصحوات السنية في محافظة الأنبار غرب العراق.ونقلت صحيفة"السياسة" الكويتية عن الجنابي في معرض حديثه عن اغتيال النائب عن "العراقية" زعيم الصحوة عيفان العيساوي في مدينة الفلوجة اول من امس ومحاولتي اغتيال الوزير رافع العيساوي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي في مدينة سامراء, إن زعماء "الصحوات" لديهم صراع وجود مع تنظيم "القاعدة" منذ العام 2006, وهذا صحيح وهو دليل على أن هؤلاء هم من أنقذوا العراق من شر هذا التنظيم الارهابي, "غير ان القاعدة التي نتحدث عنها هي القاعدة المدعومة من ايران".وأضاف ان بدء موجة جديدة من استهداف زعماء "الصحوات" بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة لرئيس الحكومة نوري المالكي يطرح الكثير من علامات الاستفهام لأن قادة "الصحوات" لديهم دور رئيسي في تنظيم هذه الاحتجاجات ورعايتها.وفي السياق نفسه, كشف مصدر مقرب من زعيمي الصحوات في محافظة الأنبار أحمد أبو ريشة وعلي حاتم ان الاتصالات بين الاستخباراتية الايرانية والسورية وبين قيادة "القاعدة" لم تتوقف, وان العلاقة بين الطرفين ازدادت قوة بعد مقتل اسامة بن لادن وتولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم.وقال المصدر ان احدى مهام قائد "فيلق القدس" الايراني قاسم سليماني في العراق منذ سنوات عدة هي تأمين دخول مقاتلي "القاعدة" عبر الاراضي الايرانية قادمين من أفغانستان وباكستان الى المدن العراقية, كاشفاً أن أهداف السياسة الايرانية من تمويل "القاعدة" تصب في امرين رئيسيين: الأول هو التصدي لعناصر "حزب البعث" المنحل وبالفعل فرضت "القاعدة" سيطرتها على الاحياء والمدن السنية في أعوام 2005 و2006 و2007 على حساب قوة نفوذ البعثيين, وهذا أمر حيوي لإيران. والأمر الثاني يتمثل بتعزيز العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال الاميركي في وقتها, ولذلك كان النظام السوري يتعاطى مع اجنحة داخل "القاعدة" ويوفر لها معسكرات تدريب داخل الأراضي السورية بدعم وتنسيق مع طهران.وأشار المصدر وثيق الصلة بأحمد أبو ريشة, أحد أهم زعماء "الصحوات", إلى أن القوات الأميركية كانت على علم بهذا التنسيق والعلاقة بين ايران و"القاعدة", حيث تم اعتقال أعضاء في المجاميع الخاصة التابعة للميليشيات الشيعية اعترفوا بأنهم قنوات اتصال وتنسيق مع مجاميع اخرى من "القاعدة", ولذلك أبلغت الاستخبارات الأميركية قيادة "الصحوات" مراراً أن القيادة الايرانية فتحت حدودها وجيوبها بسخاء لعناصر "القاعدة" في السنوات السابقة.وبحسب المصدر, فإن بن لادن كان من أشد المعارضين للعلاقة بين إيران و"القاعدة", إلا أن الظواهري وقيادات أخرى كانت ترى ان العلاقة مع الاجهزة الايرانية مهمة لتوسع التنظيم ونموه في منطقة الخليج العربي والعراق, رغم طبيعة المعركة على الساحة العراقية.وكانت الاستخبارات الايرانية تدعم "القاعدة", وفقاً للمصدر, رغم ان بعض مجموعاتها التابعة لزعيم التنظيم في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي نفذت عمليات انتحارية ضد الشيعة في المدن العراقية, غير أنه اتضح في ما بعد ان دوائر ايرانية كانت مستفيدة من صدى هذه الاعمال الارهابية ذات الطبيعة الطائفية لدعم مشروعها الطائفي في العراق ضد السنة.ولفت المصدر إلى أن حكومة المالكي وقبلها حكومة إبراهيم الجعفري والاستخبارات الاميركية يملكون اعترافات موثقة عن الصلة الامنية بين النظامين الايراني والسوري وبين "القاعدة", إلا أنه جرى التكتم عليها من جميع الاطراف لاعتبارات ترتبط بالتفاهمات الإيرانية - الأميركية وبمشاركة أطراف في التحالف الشيعي, لأنه كان هدف هؤلاء جميعاً هو القضاء على فلول "حزب البعث" واجهزة النظام السابق.وحسب المصدر, فإن حكومة الجعفري ومن خلال وزير الداخلية العراقي الأسبق باقر الزبيدي كانت تعتبر فدائيي صدام العدو الأول قبل "القاعدة", كما ان حكومة المالكي كانت تريد توجيه "الصحوات" السنية الى قتال البعثيين قبل قتال "القاعدة", وهو ما أثار الكثير من الريبة في قراءة موقف التحالف الشيعي داخل السلطة, بدليل ان المالكي من اشد المعترضين على دمج عناصر "الصحوات" في القوات الامنية العراقية, كما ان القيادة الايرانية حذرته من فعل ذلك, وهذا معناه ببساطة انه لا خوف من عودة "القاعدة", وبالتالي كل ما يقال عن خطر التنظيم من قبل قادة التحالف الشيعي هو مجرد شعارات مضللة.وقال المصدر ان دوائر ايرانية وسورية وبعض اطراف التحالف الشيعي الذي يقود حكومة المالكي يرون في عودة "القاعدة" إلى المدن السنية أمراً ضرورياً في المرحلة الراهنة لمواجهة ائتلاف "العراقية" وعودة نشاط "حزب البعث" بقيادة عزت الدوري, وقد يكون ذلك مقدمة لاقتتال سني - سني, وهذا يمثل الغاية الستراتيجية في الحسابات السورية والايرانية في الوقت الحاضر, في ظل وجود تقارير تتحدث عن اتصالات بين "الصحوات" و"الجيش السوري الحر" وبين "الصحوات" والبعثيين.واشار المصدر إلى أن "القاعدة" المرتبطة بإيران, ربما تكون احد الخيارات المطروحة امام الحكومة العراقية والنظامين الايراني والسوري لتصفية نفوذ التنظيمات السلفية في سورية ك¯"جبهة النصرة" و"غرباء الشام" اللذين يقاتلان قوات نظام الاسد بشراسة ويعتقد انهما مدعومان من الاردن وتركيا ومصر وقطر, بحسب قناعة المالكي ونظامي طهران ودمشق.