قال وزير الاتصال الجزائري مساء الجمعة، إن الحصيلة الأحدث للعملية العسكرية في عين أمناس بلغت 12 قتيلاً بين خاطفين ورهائن. وأوضح محمد السعيد لبرنامج "دائرة الضوء" على التلفزيون الجزائري أن "ظروف العملية العسكرية كانت معقدة للغاية وأن استهداف المنشأة النفطية هو استهداف للقمة وقوت الجزائريين". وقبل ذلك، أفادت قناة "الشروق" الجزائرية أنه جرى القبض على أربعة خاطفين، بينما أصيب رهينة فرنسي وضابط جزائري برتبة نقيب، بجروح. وكانت المجموعة الإسلامية التي تحتجز رهائن أجانب في الجزائر أعلنت الجمعة أنها تعرض التفاوض مع فرنسا والجزائر لوقف الحرب في شمال مالي، وتريد مبادلة الرهائن الأمريكيين لديها بالشيخ المصري عمر عبدالرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين في الولايات المتحدة. ويحدث هذا في وقت تحاصر قوات من النخبة الجزائرية المجموعة الإرهابية في مصنع لإنتاج الغاز بعين أمناس. وقالت وكالة نواكشوط للأنباء إن زعيم الخاطفين مختار بلمختار، المعروف باسم الأعور، "طالب الفرنسيين والجزائريين بالتفاوض من أجل وقف الحرب التي تشنها فرنسا على الأزواد وأعلن عن استعداده لمبادلة الرهائن الأمريكيين المحتجزين لديه" بالشيخ عبدالرحمن وصديقي. وأضافت الوكالة الموريتانية أن هذا العرض ورد في "شريط فيديو مصور سيرسل إلى وسائل الإعلام". وقبل ذلك، كشفت مصادر محلية من عين أمناس، جنوب شرق الجزائر، عن محاصرة قوات من النخبة في الجيش الجزائري، لمجموعة إرهابية، قوامها سبعة أشخاص على الأقل هربوا من قاعدة الحياة في المنشأة النفطية، وتوجهوا بسبب القصف إلى مصنع لتصفية الغاز للاحتماء به. وفي هذه الأثناء، وصلت إلى مستشفى عين أمناس جثث ثمانية إرهابيين، وجثث سبعة رهائن، يرجح أن بينهم أمريكيون وفرنسيون. ومن الإرهابيين عرف مقتل شخص يعرف باسم "أبو البراء"، واسمه الحقيقي الطاهر ابو شنب وهو ينحدر من ولاية ورقلة. والي إليزي المختطف سابقا يرأس خلية الأزمة ويتولى، محمد العيد خلفي، والي ولاية إليزي، الخلية الأمنية التي جرى تشكيلها لمتابعة ملف الرهائن. والوالي خلفي سبق وتعرض شخصيا لعملية اختطاف شجر جانفي الماضي، على الحدود مع ليبيا وجرى اقتياده إلى داخل التراب الليبي، قبل أن يطلق سراحه بتنسيق جزائري ليبي، حيث تم نقله إلى العاصمة طرابلس ومن ثمة إلى الجزائر. وفي تداعيات العملية العسكرية ضد مجموعة مختار بلمختار التي أغارت على قاعدة نفطية يعين أمناس، قالت مصادر "العربية.نت" أن "العملية العسكرية الأولى في قاعدة الحياة انتهت لكن هناك عملية أخرى جارية الآن في محيط مصنع إنتاج الغاز، تتحصن به المجموعة الإرهابية". ويحاصر عناصر من قوات النخبة هؤلاء الإرهابيين مع عدد من الرهائن، بينما تحوم طائرات مروحية في أجواء المصنع الغازي، خوفا من تفجيره على يد الخاطفين. وفي وقت سابق، الجمعة، أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية عن عملية عسكرية نفذها الجيش الجزائري، الخميس، لتحرير رهائن في منشأة للغاز احتجزهم مسلحون بداخلها، وسط انتقادات غربية للعملية التي أدت إلى مقتل 30 رهينة. 60 أجنبياً ما زالوا محتجزين أو مفقودين داخل محطة الغاز وأبلغ مصدر محلي رويترز الجمعة أن نحو 60 أجنبياً ما زالوا محتجزين أو مفقودين داخل منشأة الغاز الجزائرية، بعد أن خاض متشددون إسلاميون قتالا مع القوات الجزائرية التي اقتحمت المنشأة. ومن بين هؤلاء الأجانب الستين لم يعرف بعد عدد الرهائن الذين ما زالوا بين أيدي المسلحين وكم عدد الآخرين الذين قد يكونون مختبئين في المجمع مترامي الأطراف. ولم يعرف أيضا ما إذا كان البعض قد قتلوا ولم يتم العثور على جثثهم. مصدر أمني جزائري: حررنا 750 رهينة وتفادينا مجزرة كبيرة وفي سياق متصل، أفادت حصيلة أمنية "مؤقتة"، حصلت عليها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، اليوم الجمعة، من مصدر أمني لم تسمه، أن القوات الخاصة التابعة للمخابرات والدرك الوطني، حررت حوالي 650 رهينة في الاعتداء الذي ارتكبته الأربعاء الماضي المجموعة الإرهابية على مستوى الموقع الغازي بعين امناس بولاية اليزي. وقال البيان الأمني إنه تم تحرير "573 جزائري وأكثر من نصف عدد الرهائن الأجانب المقدرين بـ132 رهينة يعملون في الموقع الغازي"، وأضاف البيان أن "عملية إخراج مجموعة إرهابية تحصنت بالمحطة الغازية مستمرة". وأشار المصدر الأمني إلى أن القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي لازالت تحاول التوصل إلى "حل سلمي" قبل القضاء على المجموعة الإرهابية التي تحصنت بمصنع التكرير وتحرير مجموعة من الرهائن لازالت محتجزة، ما يعني إن مفاوضات تجري منذ يوم أمس بين المجموعة المتحصنة وقيادة العملية العسكرية. وقال المصدر الأمني إنه تم وقف تشغيل المحطة الغازية لتفادي خطر الانفجارات، بعد أن هدد الإرهابيون بتفجير الموقع الغازي الذي ينتج 15 بالمائة من الغاز الذي تصدره الجزائر إلى اوروبا. من جهة أخرى، كشف المصدر الأمني أن المجموعة الإرهابية التي شنت الهجوم يوم الأربعاء الماضي على الموقع الغازي لتقنتورين بعين أمناس، تتكون من قرابة ثلاثين إرهابيا من مختلف الجنسيات. وقال المصدر إن المجموعة "كانت مدججة بالأسلحة لاسيما بصواريخ وقاذفة صواريخ أسلحة حربية أخرى"، مشيرا الى أن المجموعة " كانت مصممة على فعلها الإجرامي. وكان بيان صادر عن وكالة الأنباء الجزائر، نسبة لمصدر الأمني، قال إن الوحدات الخاصة للجيش قضت على 18 إرهابيا في العملية. وأضاف المتحدث أن المجموعة "كانت تعتزم حجز العمال الأجانب على مستوى الموقع الغازي كرهائن وتحويلهم الى مالي من أجل ممارسة ضغوطات قاسية على البلدان المشاركة في عملية محاربة الإرهابيين في مالي وعلى المجتمع الدولي". وواصل يقول "عندما فشلت هذه المجموعة في الفرار بالرهائن، عزمت القضاء على الرهائن الأجانب من أجل تضخيم تأثيرها على المجتمع الدولي". وقد حاولت القوات الخاصة الجزائرية، التي حاصرت الاماكن طيلة صبيحة أمس الخميس، يضيف المتحدث، التوصل الى حل سلمي غير أن الإرهابيين، واستنادا الى معلومات تلقوها، قرروا القضاء على كل الرهائن وارتكاب مجزرة حقيقية بالموقع الغازي، وعليه، يواصل المصدر "قررت القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي، التي تتمتع بخبرة واحترافية بالغتين حسبما سجلته الأوساط المهنية الدولية، الهجوم برا بهدف القضاء على هذه المجموعة التي كانت تستعد للفرار مع الرهائن، والتي كانت على وشك أن تحدث كارثة".

وختم المصدر يقول "وقد أدى تدخل القوات الخاصة، الذي تم في ظروف جد معقدة، إلى تفادي مجزرة حقيقية في حق مئات الرهائن والمحطات الغازية بهذا الموقع". ولد قابلية: الخاطفون قدموا من ليبيا وأفادت مصادر جزائرية بمقتل أحد عشر مسلحاً على الأقل في عملية تحرير الرهائن، وبحسب المصادر، فإن المسلحين القتلى هم ثلاثة من الجنسية المصرية وجزائريان وتونسيان وليبيان، إضافة إلى مواطن فرنسي وآخر من الجنسية المالية. وقالت المصادر إنه تم التعرف إلى جثث ثمانية جزائريين ويابانيين وبريطانيين ومواطن فرنسي من الرهائن. ومن جانبه، قال وزير الداخلية الجزائري، دحو ولد قابلية، إن منفذي الهجوم قَدِموا من ليبيا، حيث قاموا بالتخطيط لعمليتهم الإرهابية هناك. وذكرت مصادر أمنية أمريكية وأوروبية أن التخطيط لعملية احتجاز الرهائن في الجزائر جرى قبل شن فرنسا حملتها العسكرية في مالي، مشيرة إلى أن الحصول على فدية والسعي إلى الإفراج عن معتقلين كان على الأرجح وراء احتجاز الرهائن. ومن جانبه، صرح موظف جزائري هرب من الخاطفين بأن المسلحين كانوا يعرفون الموقع جيداً، وهو محطة للغاز جنوب البلاد. من جهة أخرى، كشف المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، عن طلب الولايات المتحدة توضيحات من الجانب الجزائري بشأن الخسائر في الأرواح التي وقعت. كتيبة "الموقعون بالدماء" وتبنت كتيبة "الموقعون بالدماء" المرتبطة بالقاعدة، خطف رهائن جزائريين وغربيين جنوب شرق الجزائر، وطالبت بوقف ما وصفته بالعدوان على مالي. ويأتي هذا فيما أكد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، مقتل أحد الرهائن البريطانيين في العملية. هذا وذكرت وكالة نواكشوط الموريتانية للأنباء، أن عناصر إسلاميين مدججين بالسلاح صدوا محاولة من الجيش الجزائري لدخول منشأة للغاز يحتجز بداخلها رهائن أجانب. من جهتها، دعت السفارة الفرنسية في تونس رعاياها هناك إلى الحيطة والحذر بعد اختطاف أجانب غربيين في الجزائر المجاورة، تحسباً لأي عملية انتقامية من العملية العسكرية الفرنسية في مالي ضد مقاتلين إسلاميين.