كتبت ـ شيخة العسم: قلعة البحرين أو ما كان يعرف سابقاً بـ«قلعة البرتغالي»، جزء بارز من موقع كبير يطل على الساحل الشمالي لجزيرة البحرين، ويعتبر من أهم المواقع الأثرية في المملكة. تتربع القلعة على تلة ترتفع 8 أمتار عن سطح البحر، وأبعادها 600 × 300م، وتكونت التلة بفعل تراكم بقايا أثرية قديمة تمتد مابين سنة 2300 ق.م والقرن السادس عشر الميلادي.أُدرج الموقع على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 2005 بناءً على القيمة العالمية الاستثنائية للموقع، وكشفت التنقيبات الأثرية في السنوات الماضية في 25% من مساحة التل، عن وجود بقايا معمارية عبارة عن منشآت سكنية وتجارية ودينية وعسكرية، وهذه البقايا شاهدة على أهمية الموقع كميناء ومدينة تجارية دامت قروناً. ويتوج أعلى التل قلعة ضخمة بُنيت من قبل سكان البحرين القدماء إبّان القرن الخامس عشر، وآخر تجديد وتوسعة تمت لها كانت بواسطة البرتغاليين ما بين 1521 ـ 1602م، والموقع هو عاصمة «دلمون» واحدة من أهم حضارات المنطقة. قلعة عرادتتوضع القلعة على ساحل منطقة عراد في جزيرة المحرق، بنيت على الطراز الإسلامي في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي، واستخدمت عبر التاريخ حصناً للدفاع عن جزيرة المحرق نظراً لموقعها الاستراتيجي المطل على بعض الممرات البحرية للجزيرة.واستخدمت القلعة للأغراض الدفاعية منذ الاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر الميلادي، وأُعيد بناؤها من قبل العثمانيين عند غزوهم للبحرين عام 1801م، ورُممت القلعة في ثمانينات القرن الماضي واستمر العمل فيها مدة 3 سنوات، واستخدمت في أعمال الترميم مواد البناء التقليدية مثل الأحجار البحرية والجير وجذوع النخل.قلعة الفاتحتقع القلعة عند جرف صخري يسيطر على المنطقة الصحراوية المنخفضة الواقعة بين بلدتي الرفاع القديمة ومدينة الرفاع الغربي الحديثة، وتعتبر واحدة من القلاع التاريخية المهمة في البحرين، وبُنيت بواسطة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح عام 1812 على بقايا قلعة قديمة بناها فرير بن رحال في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي.تتميز القلعة بموقعها الاستراتيجي، وبُنيت كحصن عسكري لأغراض دفاعية وملحق بها مسجد صغير، واستخدمت في نهاية القرن التاسع عشر كمقر سكني، وتمثل القلعة نموذجاً للعمارة الإسلامية الدفاعية.قلعة بوماهرتحتل القلعة الجزء الجنوبي من مدينة المحرق في حالة أبوماهر، وتعتبر من القلاع المهمة في تاريخ البحرين، ويعود تاريخ بنائها إلى الفترة البرتغالية أيضاً، وسميت بقلعة بوماهر نظراً لوجودها قرب عين أبو ماهر. أعاد الشيخ عبدالله بن أحمد الفاتح الحاكم الثالث للبحرين بناء القلعة على أنقاض القلعة القديمة عام 1810، وسُميت بقلعة المحرق، وتعرضت القلعة لتدمير معظم أجزائها بواسطة البوارج البريطانية ولم يتبقَ منها سوى برج واحد. ورُممت القلعة في السبعينات وأُعيد بناء بعض أجزائها، وفي عام 2010 تمت أعمال تنقيب أثرية واسعة في قلعة بو ماهر كشفت عن الشكل الكامل للقلعة.مقصد سياحيويعلق رئيس قسم الترميم والخدمات البشرية بإدارة الآثار والتراث بوزارة الثقافة سلمان المحاري، عن تأثير القلاع على السياحة في البحرين «القلاع لها تأثير كبير على السياحة في البلاد خاصة قلعة البحرين، كونها تندرج على قائمة التراث العالمي، وبالتالي زاد نسبة زوارها، وأصبح الكثير من المهتمين بالتراث يستقطبهم موقعها للاطلاع عليها وعلى تاريخها».ويلفت إلى أن وجود متحف بالقلعة هو إضافة لها ودعم لدورها السياحي، ويضيف «مشاريع إضاءة القلاع الثلاث ساعد على إقبال الزوار عليها عدا قلعة بوماهر، ونخطط مستقبلاً لمشروعين في قلعتي عراد والرفاع، لإنشاء مركز للزوار ومتحف للمعلومات في قلعة الرفاع». وبالنسبة لتوظيف القلاع سياحياً يرى المحاري ضرورة فرض رسوم رمزية لدخول القلاع ويقول «نخلق بذلك توازنين، الأول الاستمتاع بالزيارة وأخذ المعلومات، والثاني توفير دخل يساعد في صيانة القلاع وترميمها». الإعلام ومسؤولية الترويجالخبير السياحي علي المسلم يقول «بالنسبة لوعي المواطن البحريني أو السائح المحلي، لا وجود لتوجه لهذه المناطق الأثرية مقارنة بالفترات السابقة، حيث لم يكن البحريني يجد بدائل للأماكن السياحية، وهذا بالمقام الأول يقع على عاتق الدولة والإعلام البحريني في الترويج للأماكن والمقاصد الأثرية في المملكة، فهي لم تأخذ نصيبها من الاهتمام الإعلامي، وكانت هناك فترة لا يوجد فيها اهتمام بتاتاً بالسياحة في البحرين، حتى قدمت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبدا هناك اهتمام حقيقي وخطوات لإظهار الجانب الثقافي في البلد».ويواصل المسلم «بالنسبة للجانب السياحي واستقطاب القلاع للسياح من خارج البحرين، فهو أيضاً من مسؤوليات الإعلام الخارجي والسفارات» مضيفاً «لابد أن تتجه السفارات إلى إبراز البحرين كمقصد سياحي، والترويج للأماكن الأثرية والسياحية في المملكة».