عواصم - (وكالات): أكد قائد وحدة النخبة في الشرطة الوطنية الفرنسية اموري دي هوتكلوك أن وحدته تركت المجال مفتوحاً أمام محمد مراح "حتى آخر فرصة”، لكن تصرفات الشاب فاجأته. وأكد دي هوتكلوك أنه "إذا كان هناك هجوم فمراح هو من بدأه” بينما كانت الخطة التي وافق عليها قائد وحدة النخبة "تقضي بالسيطرة على الموقع بأمان للتأكد من بقاء مراح على قيد الحياة”. ومع ذلك، كانت القوة على علم بما تواجهه. وقال اموري دي هوتكلوك إنه عندما قطع "القاتل صاحب الدراجة النارية” المفاوضات كان قد "قال لي أنا مجاهد وأريد أن أقاوم حتى الموت. ستقتلوني وأنا فخور بذلك. يشرفني أن أقاتل وحدة النخبة وسأحاول أن أقتل أكبر عدد منكم ". وأضاف أن مراح أكد له أن "خلال فترة المفاوضات كلها لم يكن ينوي البتة الاستسلام بل استفاد من تلك اللحظات ليستريح ويكون على استعداد لمواجهتنا”. وروى أنه عندما "وصلنا إلى منزله أطلق النار علينا عبر الباب”. لكن رغم ذلك "أعطيته فرصة حتى النهاية وأبقيت على مفاوض أمام بابه يحاول التحدث إليه طول الليل. وفي الوقت نفسه أمرت بإطلاق الرصاص علي المنزل باستمرار لمنعه من النوم”. وأضاف أنه "وبعد سد كل المنافذ” وخلع الباب دخل شرطيو النخبة إلى شقة تحولت إلى ميدان قتال سدت فيه كل المنافذ بالأثاث لتعطيل تقدمنا وتعقيده”. وكان المخطط ينص على "محاصرته في الحمام الصغير حيث كان معتصماً وشل حركته بالغازات المسيلة للدموع بعد فتح ثغرة والتأكد من أنه سليم”. وكان رجال الشرطة جميعاً "يرتدون أقنعة مضادة للغازات إضافة إلى أسلحتهم الفردية من بندقية ضغط وقاذفة رصاص دفاعية”. وتابع "عندما وصلنا إلى الحمام لم يتحرك فبدأنا نفتح ثغرة لإدخال قنبلة مسيلة للدموع عندئذ أخذ يطلق النار عبر الجدار ويتصدى لنا. ورغم ذلك أمرت بإطلاق قنابل هجومية عليه لكن بشكل يحدث صدمة ويسمح لنا بالقبض عليه حياً”. لكنه "استمر في إطلاق النار وبما أن الجدران في شقته لم تكن سميكة بدأت شظايا الرصاص تصيب رجالي ورغم ذلك لم نرد عليه”. وبعدها "اندفع من الحمام أي أنه اختار طريقة تحركه وهاجم رجال النخبة”. وتابع "أخذ يطلق النار على كل الرجال يميناً وشمالاً إلى الأمام والوراء ويتقدم كالمجنون حتى وصل إلى شرفة نافذة الوسط حيث أصاب أحد رجالي في عنقه وأرغمه على التراجع إلى الوراء والسقوط على العشب”. وحينها "استعاد الرجال الذين كانوا في مواقع حماية حول النوافذ مواقع وراء الشرفة فحاول مطاردتهم وقتلهم بإخراج يده فوق الشرفة فأطلق عليه القناصة النار”. وتابع دي هوتكلوك أنه "عندما سقط كان ميتاً على الأرجح وكنت تحت الشرفة حين وقع الهجوم ورأيته يسقط تقريباً أمامي”. وبالنهاية يرى دي هوتكلوك أن العملية "لم تكن فاشلة ولا ناجحة، أظن أننا قمنا بعملنا بأفضل طريقة وبكل شجاعة مغامرين بحياتنا”.من ناحية أخرى، نقل شقيق مراح إلى باريس لمزيد من الاستجواب بشأن المذبحة التي أثارت تساؤلات بشأن الأمن الداخلي قبل 4 أسابيع من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. واستدعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء وعدداً من أعضاء الحكومة ومسؤولين في الشرطة للبحث في القضايا الأمنية، في حين كانت فعالية أجهزة الشرطة موضع تشكيك في التحقيق في عمليات القتل.