عواصم - (وكالات) : يحاول منفذو الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس أمادو توماني توري في مالي والذين تزداد عزلتهم خارج مالي وداخلها، وضع حد لحالة الغموض الخطرة السائدة في البلاد والاستمرار في السيطرة على الوضع تحسباً لمواجهة حركة مضادة من الموالين للنظام، فيما ظهر زعيم الانقلاب أمادو سانوغو على التلفزيون ليقول: إنه "على قيد الحياة وفي حالة طيبة”، نافياً شائعات ذكرت أنه قتل في انقلاب مضاد. وذكرت تقارير أنه بعد ثلاثة أيام على الانقلاب، هناك هدوءاً نسبياً يتخلله توتر في بعض الأماكن في باماكو حيث لا تزال وتيرة النشاط بطيئة. وتجوب بعض الآليات العسكرية مسرعة كبرى شوارع العاصمة حيث ظلت المصارف ومحطات البنزين مغلقة ما أعاق الإمداد بالنقد والوقود. ودعا الانقلابيون في بيان مقتضب بثه التلفزيون الحكومي الذي يحتلونه "مالكي أصحاب محطات البنزين إلى فتح” المحطات. وقال متحدث باسم المتمردين إن "إجراءات أمنية اتخذت لتفادي أعمال النهب، مشيراً إلى أن "رئيس” حركة الانقلاب يواصل "التعبير عن عميق اسفه للتجاوزات التي ارتكبها”. وسرت معلومات متناقضة حول الوضع في باماكو ومصير قائد الانقلابيين أمادو سانوغو بعد حدوث انقطاع قصير في بث التلفزيون العام. ورد الانقلابيون في "اللجنة الوطنية للإصلاح والديمقراطية وإقامة الدولة” بالقول : إنها "شائعات”، مؤكدين أن الوضع ما زال تحت السيطرة. وقد أعلن جنود يقودهم الكابتن سانوغو أنهم اطاحوا بالرئيس توري وحلوا جميع مؤسسات البلاد وعلقوا العمل بالدستور بعد مواجهات مع الموالين للنظام حول مقر الرئاسة. وأعلن الكابتن سانوغو أن الرئيس "على ما يرام وهو في أمان”، رافضاً الكشف عن مكان تواجده، وقال ضابط إن مسؤولي الحكومة التي أطيح بها "سالمون معافون” و«سيحالون قريباً إلى القضاء المالي” واعداً بضمان "سلامتهم”. واستمرت الحوادث الأمنية مثل سرقة سيارات وعمليات نهب قام بها رجال يرتدون الزي العسكري وأطلقت عيارات نارية متقطعة في المدينة، في حين حصلت عدة عمليات نهب بعد الانقلاب أعرب قائد الانقلابيين عن أسفه لوقوعها ووعد بوضع حد لها. وزيادة على غموض الوضع العسكري يسود غموض سياسي حول مشاريع الانقلابيين. وندد 12 حزباً سياسياً مالياً في بيان مشترك بالانقلاب الذي حصل قبل 5 أسابيع من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 29 أبريل المقبل مما زاد في هشاشة موقف الانقلابيين.ومن أديس أبابا أعلن مصدر في الاتحاد الأفريقي أن قائد الانقلابيين وعد بالإفراج عن 3 مسؤولين في وزارات خارجية كينيا وزيمبابوي وتونس سالمين كانوا قد علقوا في باماكو إثر انقلاب الخميس الماضي. واجمع المجتمع الدولي على التنديد بالانقلاب في الدول المجاورة والمنظمة الاقتصادية لدول المنطقة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.من جهتها علّقت كندا مساعداتها إلى مالي إثر الانقلاب في باماكو الذي أدانته. ونصحت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها بعدم السفر إلى مالي بسبب الوضع "غير المستقر”.وأعلنت مجموعة مسلحة من حركة الطوارق أنها تستعد للاستيلاء على مدينة كيدال، إحدى أهم مدن شمال شرق مالي.
International
زعيم انقلاب مالي ينفي مقتله وعمليات نهب في باماكو
15 أبريل 2012