^ في تظاهرة نظمها أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في منطقة الصدر في بغداد وكركوك وفي مدن جنوبية بينها الكوفة، حيث تقام صلاة الجمعة، في تظاهرات حاملين أعلاماً بحرينيَة ومرددين شعارات داعمة لمطالب بعض أطراف المعارضة. كما رفعوا لافتات تؤكد دعم الاحتجاجات في البحرين وكتبوا على لافتات رفعوها «من العراق للبحرين شعب مو شعبين». وطالب المتظاهرون بعرض مطالب المحتجين البحرينيين على القمة العربية التي ستعقد في بغداد في 29 من الشهر الحالي. ودعا المتظاهرون الدول العربية إلى «توضيح موقفها بشأن ما يحدث في البحرين»، موجهين نداء إلى الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لاتخاذ موقف حازم لنصرة الشعب البحريني. وهنا نقول إلى جماعة مقتدى الصدر؛ كان من الأجدر أن تدافع عن حقوق الشعب العراقي المظلوم، وأن تدافع عن الأمن المفقود والبطالة والأيتام والأرامل وتدافع عن الثروات المسروقة وإقامة الديمقراطية التي جاء بها المحتل، ومراعاة شؤون اللاجئين على أرض العراق سواء من أخوتنا الفلسطينيين أو سكان مدينة أشرف وهم يتعرضون إلى شتى الاعتداءات اليومية المستمرة. أما سمعتم أو قرأتم بيان الممثلية للأمم المتحدة في العراق «يونامي» الذي صدر في السادس من مارس الجاري، والذي دافع فيه عن حقوق المرأة العراقية المظلومة وعلى لسان ممثل الأمم المتحدة السيد مارتين كوبلر الذي طلب «أن يكون للمرأة العراقية دورها ووضعه الحقيقي كما هو مقرر بكافة المواثيق الدولية التي التزم العراق بها»، مؤكداً «استعداد الأمم المتحدة التام لمواصلة تقديم المساعدة لتعزيز الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للنساء وحماية تلك الحقوق»، فأين أنتم من المرأة العراقية التي فقدت زوجها أو أخيها أو ابنها ما بين القتل العشوائي وما بين السجون التي اكتظت بهم ودون وجهة حق. أما شاهدتم أو سمعتم أو قرأتم معاناة النسوة الأشرفيات، والوضع الإنساني المزري لـ 1000 امرأة تعيش في مخيم أشرف تحت الحصار اللا إنساني منذ ثلاث سنوات ويزيد؟ وأين صوتكم بتوفير الحياة الكريمة لهذه الفئة من المجاهدين والمعارضين لحكومة ملالي إيران؟ كان من الأجدر بهذه المظاهرات أن تخرج لتطالب بحقوق كل العراقيين والعراقيات ومن سكن على أرضهم؟ كيف تبحثون عن الديمقراطية عن طريق التدخل في شؤون دولة عربية وجارة وهي البحرين، وتنسون أقرب الناس لكم وهن النساء المجاهدات الأشرفيات بوضعهن في كرفانات مستهلكة لا تتوفر فيها أدنى المستويات للحياة الكريمة؟ ويفتقر إلى الخدمات لدرجة أن المياه الثقيلة منتشرة في مساحات كبيرة من أرض المخيم، كما تنسون دور الأيتام والعجزة والعاطلين عن العمل وتخرجون في تظاهرات من أجل الديمقراطية في البحرين؟ أي ديمقراطية لشعب آمن بحكومته وتفانى من أجلها وهو يعيش بكرامته وإنسانيته، لكن التدخل الإيراني وإثارة الفتن وتصديرها من أجل السيطرة على منطقة الخليج هو الهدف الأول من خروجكم هذا اليوم، ونحن هنا ندين وبشدة هذه التظاهرات التي تعتبر تدخلاً سافراً في شؤون مملكة البحرين بإيعاز من ملالي إيران من أجل إثارة الفتن في المنطقة العربية، وكان الأجدر من هذه التظاهرات أن تطالب الدول العربية بعدم عقد مؤتمر القمة في بغداد إلا بعد أن يتم حل جميع المشاكل السياسية والفجوات الأمنية، وأن يتم حل الخلافات بين كافة الكتل السياسية وعقد مؤتمر وطني والبدء في حياة جديدة مبنية على التسامح والحوار الديمقراطي ووضع الحق في نصابه.. إن هذه التظاهرات وبإيعاز من حكومة طهران ستشكل إحراجاً للشعب العراقي المظلوم، وستزيد من عزلته العربية التي تتطلع إلى مشاركة البحرين فيها والتي كانت قد هددت بمقاطعة القمة احتجاجاً على تصريحات الصدر وسياسيين عراقيين آخرين ضدها. إن التأكيد الذي جاء من وزارة الخارجية بحضور كل الدول العربية، عدا سوريا، وأن 14 زعيماً سيمثلون بلدانهم، بينهم ملك الأردن وأمير الكويت فيما وعدت باقي الدول العربية بحضور القمة وأن تمثلها وفود رفيعة المستوى، لابد أن يستغل وجودهم من أجل حل معاناة الشعب العراقي والمهزلة التي يعيشها يومياً من انفجارات وسرقة قوته من قبل عصابة حكومة الاحتلال الخامسة والتي تفردت بالسلطة.. نعم فقد صدق السيد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة حينما صرح سابقاً بعدم المشاركة في قمة بغداد، وذلك باستغلال الأحداث السياسية في بلاده وتصدير «الشر» لها يومياً على حد تعبيره، نعم مادامت إيران في العراق وفيلق القدس يخطط لسياسة حكومة الاحتلال الخامسة فسوف تكون البحرين وكل منطقة الخليج عرضة لهذه التدخلات وتصدير الشر إلى كل المنطقة. ونناشد جماعة الصدر بإصدار بيانات والدعوة لخروج تظاهرات من أجل مقاطعة مؤتمر القمة العربي بسبب الفوضى الأمنية أولاً وبسبب الخلافات بين الكتل السياسية وبسبب الوضع المتوتر في عموم العراق؛ وأولها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب، والقائمة العراقية منسحبة من العملية السياسية ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك مبعد حالياً عن العملية السياسية، وثانياً التظاهرات في المحافظات الجنوبية؛ حيث تظاهر المئات من أتباع محمود الحسني الصرخي في ساحة التحرير وسط بغداد احتجاجاً على ما قالوا إنها عمليات حرق قام بها أنصار علي السيستاني لمساجد ومقرات تابعة لهم في محافظات جنوبية مطالبين بردّ اعتبارهم من قبل الحكومة والمراجع على الرغم من نفي مرجعية السيستاني أي علاقة لهم بذلك.. وبالتوازي مع ذلك فقد اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة في المحافظات الجنوبية لمنع تجدد المواجهات الشيعية - الشيعية. وفرضت القيادات الأمنية في النجف -مقر مرجعية السيستاني- إجراءات أمنية مشددة إثر حدوث بعض الخروقات الأمنية على خلفية تلك الأحداث، فيما اتهم نائب رئيس مجلس محافظة النجف خضير الجبوري جهات خارجية بمحاولة خلق صراع بين أبناء الطائفة الواحدة على حد تعبيره. وقد شددت السلطات الأمنية إجراءاتها حول البلدة القديمة حيث الصحن الحيدري ومكاتب المرجعيات والمؤسسات الدينية في المدينة. وهنا نذكر الكتلة الصدرية أن تلتفت إلى شعبها المظلوم وتحل جميع الإشكالات وحل جميع الخلافات بين الكتل، ومطالبة حكومة الاحتلال الخامسة بالإفراج عن النساء المعتقلات فوراً، والنظر في قضايا السجناء بحالة إنسانية بدل التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، والتي جاءت بإيعاز من حكومة ملالي طهران والتي تدعو إلى التدخل في أحداث البحرين