^   الهيبة في اللغة المهابة، والمهاب هو من كان موضع هيبة، وهي صفة لا يمتلكها كل شخص ولا تعني بالضرورة القسوة. والهيبة نوعان، هيبة مصطنعة كاذبة وهيبة حقة، أما الأولى فتتحقق بوسائل كالمال والمنصب ويسعى مبتغيها إلى إضافتها لنفسه، أي أنها ليست صفة لشخصيته ولكنه يريد أن يفرضها على من حوله، وأما الثانية فهي ما كانت “نتاجاً لقوة النفس التي تفيض على الخارج فتملأ محيا الشخص بقوة وتكسبه شخصية تفرض على من يراها الحب والتقدير والاحترام والمهابة”. وحسب البعض فإنه للتفريق بين الهيبة المصطنعة الكاذبة والهيبة الحقة يمكن تخيل إزالة مسببات هيبة الأول بتجريده من المال أو المنصب، فيتبين أنه عاد مثل سائر الناس لأنه من دون ذلك المال أو المنصب أو “الكشخة والنفخة” لا فرق بينه وبين الناس العاديين، بينما يظل الآخر بهيبة تأسر القلوب، فهيبته ليست بما يمتلك من أموال ولا بما هو فيه من منصب وجاه وإنما هي نتاج نفسه، فهو مهاب أينما حل وفي كل الأحوال. أما الأمثلة على النوع الأول فكثيرة ويكفي الالتفات يمنة ويسرة ليرى المرء منها الكثير خاصة بين محدثي النعمة وذوي العلاقة الحديثة بالمناصب بل أن مثل هؤلاء يجدون أنفسهم في وضع مختلف لمجرد أنهم يركبون سيارة فاخرة ويزداد انخداعهم بأنفسهم لو جلسوا في المقعد الخلفي وحدهم لا خلف المقود! وأما الأمثلة على النوع الثاني فقليلة ليس في المستوى المحلي أو الخليجي أو العربي فقط ولكن في مستوى العالم، فأصحاب الهيبة الحقة في كل بلد قليلون وهم كذلك في كل الأزمان، وبالتأكيد فإنه لا يختلف اثنان على أن أحدهم في البحرين هو رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي تفرض هيبته أينما حل حالة خاصة، واقفاً كان أم قاعداً. هل هذه مجاملة؟ بالتأكيد لا.. السؤال نفسه جهر به بصوت عال أحد الحاضرين في مجلس صاحب السمو الأربعاء الماضي وأجاب عنه، وذلك عندما عبر عن شعوره والحاضرين تجاه سموه إثر عودته الميمونة من الخارج، حيث قال ببساطة إن هيبة خليفة بن سلمان هيبة دولة وهيبة وطن، مختصراً بذلك ما يعتري في نفوس الكثيرين ومضيفاً تعريفاً جديداً للهيبة ترجمه المواطنون فور عودته بطريقتهم وهو ما رآه الداني والقاصي، فلسموه هيبة لا ينافسه فيها إلا القليلون وهو دائماً محل فخر واعتزاز. ما هو غريب ويمكن لأي شخص يزور مجلسه العامر أن يلاحظه هو أن لسمو الشيخ خليفة بن سلمان هيبة عجيبة، جالسه عشرات المرات وفي كل مرة تجده يهتم بإزالة أي حواجز بينك وبينه حتى تصل إلى مرحلة تشعر معها أن بإمكانك أن تتبادل معه الحديث وصولاً إلى القفشات، بل لعلك تفعل ذلك، وتجده يضحك ويمازح هذا وذاك ويعلق بلطف على أمور هنا وهناك ويتفاعل مع الجميع ببساطة متناهية وتواضع لكنك تظل تشعر بهيبته وكأنك تقابله لأول مرة. هذا سر عجيب لا جواب له سوى أن لصاحب السمو هيبة تفرضه على الحاضرين أينما كانوا، ليس في الداخل فقط ولكن في أي مكان يتواجد فيه، حيث يستقبل دائماً استقبالاً خاصاً يليق بمقامه كقائد وكسياسي محنك، فالمتعاملون معه يعرفون دوره في بناء البحرين الحديثة وإسهامه الحضاري ويدركون ما يتمتع به من مكانة عالية وعميقة في نفوس أبناء البحرين حتى أولئك الذين يختلفون معه، بل حتى أولئك الذين تجاوزوا حدودهم والعادات والتقاليد وسمحوا لأنفسهم بالتطاول على الثوابت. إن هيبة خليفة بن سلمان هيبة وطن.