قال مصدر دبلوماسي غربي، إن سوريا لن تكون بعد سقوط بشار الأسد أرض جهاد ومجاهدين، معتبراً أن هذا الكلام هو جزء من دعاية النظام السوري، فعناصر "جبهة النصرة"، كما قال، لا يتجاوز عددهم الألفي مقاتل وهو ما لا يسمح لهم بالإمساك بسوريا. من جهة أخرى، قال المصدر نفسه، لـ"العربية.نت" إن النظام السوري، وخلافا للدعاية التي يروج لها عن استعادته أراض ومناطق كانت بيد المعارضة، لا يسيطر على أكثر من ثلث سوريا وهو مضطر لنقل الإمدادات الى ثكناته المعزولة في بعض المناطق عبر جسر جوي. النظام لا يسيطر عمليا، بحسب "المصدر الدبلوماسي الغربي" في باريس سوى على دمشق وحمص ودرعا، "هذه المدن ستسقط ما إن تنجح المعارضة في إسقاط الثكنات المعزولة الكبيرة التي تحيط بها". وكشف المصدر أن اجتماع الاثنين الذي سينعقد في باريس حول الوضع في سوريا استعجله قادة الائتلاف الوطني السوري لدفع الدول نحو تنفيذ التزاماتها حيال الائتلاف وقال هؤلاء في معرض تبريرهم طلب هذا الاجتماع "إننا لن نستطيع بناء أنفسنا إلا إذا تم الوفاء بالوعود الدولية". وأقر المصدر بأن السوريين الذين يستعجلون سقوط الأسد يعربون في الوقت نفسه عن الحذر من اتباع بعض النماذج لدول الجوار، "هم يعتبرون أن النموذج العراقي مثلا سابقة لا يجوز اتباعها". وقال المصدر إن اجتماع باريس الذي ستحضره أكثر من خمسين دولة، على مستوى موظفين رفيعي المستوى وليس على المستوى الوزاري، سيساعد الائتلاف الوطني السوري على تعزيز خبراته في مجالات السياسة الخارجية والدفاع والقضاء والمال والإدارة، "بكلمة أخرى، سنساعد الائتلاف على مساعدة السوريين في الداخل عبر إعطائه الوسائل الكفيلة بمساعدة اللجان المحلية على الأرض".وتجدر الإشارة إلى أن كلام المصدر المذكور يأتي بعد يوم واحد على إعراب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تشاؤمه حيال قرب إيجاد مخرج للأزمة السورية.وقال فابيوس إن "المحادثات الدولية بهذا الصدد لم تحقق أي تقدم ولم تظهر مؤخرا علامات إيجابية تشير الى أن ما نتمناه أصبح قريب المنال وهو سقوط بشار الأسد ووصول الائتلاف الوطني الى السلطة ضمن التناوب عليها، نريد سوريا موحدة تحترم الأقليات وهو هدف ما زلنا أيضا بعيدين عنه"، ختم رئيس الدبلوماسية الفرنسية.