اكد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية ان ما يحدث في سوريا وصمة في جبين الأمة العربية وفي جبين المسئولين في سوريا بشكل خاص .وقال ان امسؤولين في سوريا يقفون عقبة أمام وصول هذا البلد إلى الاستقرار والسلام الذي يتوق إليه وهم يمنعون ويصرون على الماساة واستمرار الصراع واستمرار البحث عن حل عسكري مؤكدا ان هذا لا يمكن حله عسكريا , وكل ما سيأتي منه هو الدمار والخراب.وأكد الامير سعود الفيصل أن القيادة السورية فقدت شرعيتها عربيا واسلاميا ودوليا وأصبح لا مجال الآن إلا أن تتضافر جهود الدول العربية والإسلامية في دعم سوريا ومطالبتنا بأن تتخذ الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل خاص الموقف الذي ينهي هذا النزاع بالسرعة التي تحفظ بعض ماتبقى من إمكانيات البلد .جاء ذلك في كلمة للامير سعود الفيصل خلال ترؤوسه وفد بلاده في أعمال الدورة الثانية للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية واشار سمو الامير سعود الفيصل الى الوضع في اليمن فأكد أن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون عملت جاهدة مع الأشقاء في اليمن لانتقال السلطة سلميا في البلاد وهذا ما حدث ..معربا عن أمله في أن تكمل اليمن الخطوات التي بدأتها في تنفيذ مقترحات دول مجلس التعاون بهذا الخصوص.واشار الامير سعود الفيصل إلى أن السعودية تشارك تونس في الدعوة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل .وطالب وزير الخارجية السعودي إيران بالسعي إلى ذلك وأن تطبق قرارات و توصيات ومحاولات مجموعة خمسة زائد واحد في هذا الخصوص وقال :" إن إيران بلد كبير وجار لنا ونتمنى له كل الخير ، و أن يكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء في الخليج أوغيرها ؛ لأن العلاقات لا تبنى على التدخل في الشؤون الداخلية للجيران بل ببناء الثقة وبالمصلحة المشتركة".ورأى في الشأن العراقي أن هناك مسؤولية كبيرة أمام العراقيين أنفسهم ، داعيا الحكومة العراقية إلى أن تحكم بالعدل والإنصاف وأن تحفظ الوحدة الترابية للعراقيين ووحدة أبنائه بجميع أطيافهم و مساواتهم .وعبر عن الأمل في إدارة الأمور بحكمة من أجل وحدة العراق واستقلاله ورخاء أبنائه.وعلى الصعيد الفلسطيني رأى سموه ضرورة الاتكال على النفس في معالجة هذا الملف وقال :" إن هذه العقود التي ظلت فيها المشكلة قائمة تتطلب أن نسير بالاتكال على أنفسنا ؛ فوجود هذه القضية طوال هذه العقود برعاية الأمم المتحدة لم توصلنا الى أي نتيجة ".. محملا المسؤولية لمجلس الأمن الدولي بشكل خاص في هذه القضية .. وقال : لا أذكر أن هناك قضية واحدة أحيلت إلى مجلس الأمن وحلت وعلى رأسها أولى قضايا الأمم المتحدة وهي القضية الفلسطينية ؛ وبالتالي علينا أن ندعو إلى محاسبة مجلس الأمن على هذا الفشل طوال هذه السنين بالرغم من وجود قرارات ذهبت مع الريح .. و استمرت المذابح و احتلال الأراضي والتوسع الاسرائيلي.ودعا سموه الفلسطينيين إلى أن يواجهوا أنفسهم وأن يوحدوا صفوفهم.وتحدث الامير سعود الفيصل عن العلاقات السعودية التونسية فأكد ان على عمق العلاقات والروابط التي تجمع الجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية واصفاً إياها بأنها تبشر بالخير في ظل الإرادة السياسية لقيادتي البلدينوأضاف ولله الحمد فقد بدأت العلاقات الآن بعد الأحداث التي حصلت في هذا البلد العزيز تبشر بكل خير وسنتمكن إن شاء الله من الوصول إلى ما نصبوا إليه وإلى ما يكون من طموحات شعبينا وقيادتينا ونحن نرى في تونس دولة تاريخية متضامنة شعبها يحتوي على حضارة عريقة وبالتالي فنحن لا نخشى في مستقبل الأيام على هذا البلد وهو بلد محوري في الساحة العربية وفي الساحة الدولية ومفتاح لعلاقات ليس فقط عربية/عربية ولكن عربية خليجية متينة وفي صالح جميع الدول العربية.من جانبه اكد وزير الخارجية التونسي الدكتور رفيق عبدالسلام حرص بلاده على تأسيس مرحلة جديدة في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية هدفها الارتقاء بالمصالح المشتركة وتحقيق تطلعات البلدين لدعم علاقاتهما.وأكد عبدالسلام أن تونس تسعى لإقامة قواعد جديدة للتبادل التجاري وجلب الاستثمارات خاصة للمناطق الداخلية المحرومة مبيناً أن بلاده تعد المملكة في طليعة البلدان التي تأمل تونس بمساعدتها.وأوضح بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية التونسية أن أعمال الدورة الثانية للجنة المتابعة والتشاور السياسي السعودية التونسية تناولت بالبحث مختلف أوجه التعاون وسبل تطويرها وخاصة دعم المملكة لتونس في إنجاح المرحلة الانتقالية من خلال توسيع الاستثمارات السعودية وتطوير المبادلات التجارية وإزالة العوائق التي تعترض الاستثمارات والتجارة البينية وتدعيم التعاون الفني بين البلدين فضلا عن تنظيم عدد من الفعاليات الاقتصادية التونسية بالمملكة العربية السعودية خلال شهر مارس 2013 والعمل على عقد الدورة التاسعة للجنة التونسية السعودية المشتركة .. كما تم الاتفاق على الشروع في التفاوض حول اتفاقية قنصلية بين البلدين .كما أشار البيان إلى أن هذه الدورة كانت مناسبة للتشاور حول أهم القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأكدت التوافق في وجهات نظر البلدين تجاه هذه الملفات وخاصة تطورات الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني والشأن العراقي والوضع في اليمن إضافة إلى مستجدات الأحداث في مالي.