أكد الداعية الشيخ خالد السعدون أن "التقوى والإيمان والاستغفار والعلم سببٌ عظيمٌ لتحصيل الرزق، فالطاعات سببٌ للبركات، والمعصيات ممحقاتٌ للأرزاق”، مشيراً إلى أن "الأخذ بالأسباب والتوكل الصحيح والشرعي والتوسل إلى الله بالدعاء من الأمور والقواعد الواجبة في طلب الرزق”. وأشار إلى أن "قواعد الرزق تنقسم إلى 4 أبواب، الأول هو قواعد علمية عقدية في فقه الرزق، والثاني قواعد الطمأنينة في الرزق، والثالث قواعد عملية في تحصيل الرزق، والرابع قواعد منهجية مكملة وقرينة للقواعد العملية”. وأضاف أن "القواعد العمليةٌ في تحصيل الرزق تنقسم إلى 13 قاعدة على النحو التالي”: الرزق كفافوقال الشيخ السعدون إن القاعدة الأولى تنص على أن "”السنة أن يكون الرزق كفافاً”، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً”، وقال الرسول أيضاً "خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي”. وقد قيل "قليلٌ يكفي خيرٌ من كثير يطغي””. وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: "ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ! فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت الأسودان التمر والماء””.الأخذ بالأسبابوأوضح أن القاعدة الثانية هي "”الأخذ بالأسباب” فقد قال الحق تعالى: ?وفي السماء رزقكم وما توعدون? لكن هذا لا يعني أن السماء تمطر ذهباً، فلا بد من أخذ السبب لتحصيل هذا الرزق، وكلٌ بحسبه: فالعامل في مصنعه، والمعلم في مدرسته، والوزير في وزارته، فمن لاعمل له فليضرب في الأرض وليسع فيها كيما يحصل ذاك الذي هو سيأكله، كما قال العزيز تبارك وتعالى: ?هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور?". وروى أحمد حديثاً عظيماً في بيان ذلك من حديث عمر مرفوعاً: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير: تغدو خماصاً وتروح بطاناً”.شرعية الأسبابأما القاعدة الثالثة وفقاً للشيخ السعدون فهي أن تكون "”الأسباب شرعيةً”، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون على الله” فالتوكل ها هنا يستلزم أن يكون السبب شرعياً، ذلك بأن: "التوكل هو الأخذ بالسبب مع الاستعانة بالله في تحصيل المطلوب”. فقد يأخذ البعض بسبب ولكنه ليس شرعياً، كأن يعمل في تجارة، وهذا سببٌ طيبٌ لتحصيل الرزق، فيخبثه ببيع الخبائث”.التوكل الصحيحوأوضح أن القاعدة الرابعة هي "”التوكل الصحيح هو الذي يأتي بالرزق”، فالتوكل الضعيف لا يأتي إلا بفتح يناسبه، وكلما زاد التوكل ازداد النصر”.وقت الرزق وذكر الشيخ السعدون أن القاعدة الخامسة هي "أن يتخذ السبب في وقته”، فلا تؤخر المرأة زواجها إلى الخمسين من عمرها مثلاً، وذلك برد خطابها باطلاً! ثم تتزوج فتدعو ربها: "اللهم ارزقني ذريةً صالحةً”!! وقد علم أن المرأة في ذلك العمر لا تكاد تلد إلا برحمة من الله لعباده. فقد بارك الله لهذه الأمة في رزقها حين الغدو والبكور، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه لهذه الأمة أن يبارك لها في هذا الوقت، فقد روى أحمد عن صخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها””.الاستعانة بالدعاءولفت الشيخ السعدون إلى أن القاعدة السادسة هي "”الاستعانة بالدعاء لتحصيل الرزق”، فبعد الأخذ بالأسباب الشرعية، وفي وقتها الفاضل، ومع التوكل على الله حق توكله، نتوسل إلى الله بدعائه بصدق لتحصيل ما قدره لنا من رزق، وروى أحمد عن أم سلمة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً””.أسباب الرزقوقال إن القاعدة السابعة تنص على أن "التقوى والإيمان والاستغفار والعلم سببٌ عظيمٌ لتحصيل الرزق، ويكفي في بيان هذه القاعدة قوله تعالى: ?ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولـكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون?، وكذا فالتقوى والتوكل هي مفاتيح لما أغلق وضاق من الرزق وغيره، ودليله قوله تبارك وتعالى: ?ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه?. وكذا من الأسباب العظيمة لجلب الرزق، الاستغفار كما في قول نوح في القرآن: ?فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً?. كما إن الهجرة سببٌ عظيمٌ للرزق: قال تعالى: ?والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنةً ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون?. ومما تقدم تحصل لنا قاعدةٌ عامةٌ وهي: "الطاعات سببٌ للبركات، والمعصيات ممحقاتٌ””.الصدقة والشكروأوضح الشيخ السعدون أن القاعدة الثامنة هي "الصدقة والشكر نماءٌ للرزق”، قال الله عز وجل: ?وما آتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون?. وقال تعالى: ?وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديدٌ?. لذا فقد قيل "الشكر تثبيتٌ للموجود، وتحصيلٌ للمفقود”، وانظر كيف كانت الصدقة من أعظم أسباب زيادة الرزق: ?يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم?، ولئلا ينقطع رزق الله عنك، بل وليزداد فأنفق في سبيل الله لينفق الله عليك من خزائنه التي لا ينقصها شيءٌ، فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل أنفق أنفق عليك””.الصدق سبب البركةوقال الشيخ السعدون إن القاعدة التاسعة تقول إن "”الصدق والأمانة والنصح سببٌ للرزق والبركة”، وروى البخاري عن عروة البارقي: أن "النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ديناراً يشتري له به شاةً: فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه. وكان لو اشترى التراب لربح فيه”. وروى عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما””.صلة الأرحاموذكر أن القاعدة العاشرة تتعلق بصلة الأرحام حيث إن "”صلة الأرحام تبسط الأرزاق”، وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره: فليصل رحمه”، وقال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم: محبةٌ في الأهل، مثراةٌ في المال، منسأةٌ في أثره””.صحبة الضعفاء الأتقياءأما القاعدة الحادية عشر فتنص على أن "صحبة الضعفاء الأتقياء تنزل النصر والرزق من السماء”، ودليلها ما رواه البخاري عن مصعب بن سعد قال: "رأى سعدٌ أن له فضلاً على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم””.الحج ينفي الفقروشدد الشيخ السعدون على أن القاعدة الثانية عشر تؤكد أن "”الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب”، وروى أحمد عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة: فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة””. الولاء والبراء ورأى الشيخ السعدون أن القاعدة الثالثة عشر تنص على أن "”الولاء والبراء رزقٌ من السماء”، قال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلةً فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليمٌ حكيمٌ?. فالله سبحانه لما أمر المؤمنين أن يتبرؤوا من المشركين، علم سبحانه أن سيقال، لا طاقة لنا بفراق المشركين ومنابذتهم! فلنا معهم مصالح وأعمالٌ، ولو قاطعناهم لمسنا الفقر والحاجة!! فقال دفعاً لهذا القول: ?وإن خفتم عيلةً فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليمٌ حكيمٌ?. فصار بهذا الفهم أن الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين هو إما تحصيل رزق معدوم، أو بركة رزق قائم معلوم”.
Variety
السعدون: الطاعات سببٌ للبركات.. والمعصيات ممحقاتٌ للأرزاق
01 فبراير 2013