كتب - وليد صبري:أكد أطباء أن النوم بصورة منتظمة وبساعات كافية يحد من ارتفاع ضغط الدم ويؤخر الشيخوخة، بينما يزيد الأرق خطر التداعيات المرتبطة بمرض السكري والسمنة وفقدان الذاكرة وارتفاع الضغط والشيخوخة المبكرة.وقال الأطباء إن الدراسات بينت أن نقص ساعات النوم خلال أسبوع واحد لدى المسنين، يمكن أن يغير مستوى الهرمونات في الجسم، وقدرته على التعامل مع المواد الكربوهيدراتية، مضيفين «أثناء فترة الحرمان من النوم يستغرق مستوى السكري في الدم وقتاً أطول بنحو 40% من الزمن ليعود لمستواه السابق بعد تعاطي وجبة غنية بالمواد النشوية».ونبه أستاذ الفارماكولوجي د.محمد غنيم إلى أن «القدرة على إفراز هرمون الأنسولين والاستجابة له بالنسبة لتنظيم سكر الدم تنقص بنحو 30%، وهذه التغيرات تشبه لحد ما حالة مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري، بينما الأرق ونقص ساعات النوم يزيد مستوى الكورتيزون».وأضاف «هناك اكتشافات مهمة في مجال علاقة النوم بالشيخوخة، واكتشف العلماء في جامعة شيكاغو أن هناك مرحلتين من العمر مرتبطتين زمنياً بالتدهور في النوم، ويبدأ في مراحله الأولى عند الذكور من 25 إلى 45 عاماً تقريباً، ورغم أن عدد ساعات النوم الكلية لم تتغير لدى هؤلاء الأفراد إلا أن نسبة النوم العميق قلت كثيراً، وعند عمر 45 فإن الكثير من الذكور يفقدون بعض قدرتهم على النوم العميق مصحوباً بمستويات متدنية من هرمون النمو، وزيادة البدانة ونقص كتلة العضلات وتدني القدرة في المجهود الجسماني».وأوضح أن «المرحلة الثانية من التدهور النومي المرتبط بتقدم العمر تحدث في الخمسين، وهي الفترة الانتقالية بين منتصف العمر وخريفه، حيث يحدث نقص في مدة النوم الكلية، ويقل بمتوسط نحو 27 دقيقة كل 10 سنوات، وتكون الاستيقاظات الليلية أكثر حدوثاً ومصحوبة بنقص في فترات نوم حركة العين السريعة أو ما يسمى بـ»نوم الأحلام» إلى نصف ما كانت عليه في مرحلة الشباب».وعزا أخصائي الصحة العامة د.أحمد شفيق «النقص في نوم حركة العين السريعة نتيجة زيادة هرمون الإجهاد الكورتيزول»، لافتاً إلى أن «هذا الهرمون يعرف باسم «حارب واهرب» ويزيد درجة اليقظة والانتباه، وعادة ما تكون لهرمون الكورتيزول مستويات مختلفة خلال الأربع وعشرين ساعة، حيث ترتفع خلال الصباح وتتناقص أثناء النهار وتصل لأقل مستوياتها مساءً، حيث تعطي الفرصة للأجهزة الجسمية كي تتعافى، والأشخاص ممن يعانون نقصاً في فترة نوم حركة العين السريعة ليس لديهم القدرة الكافية على إيجاد الفرصة والوقت للأجهزة الجسمية كي تتعافى، وهذا الخلل مرتبط بتدهور الذاكرة، ونقص تأثير هرمون الأنسولين في الجسم، وارتفاع نسبة الكورتيزول أثناء الليل يمكن أن يكون سبباً إضافياً لحدوث نقص النوم».ولفت إلى أن «بعض الأبحاث بينت أن التدهور في النوم خلال منتصف العمر مرتبط بتغيرات الساعة البيولوجية عكس ما كان شائعاً من أن التدهور في النوم مرتبط بالشيخوخة فقط، بعد أن تبين أنه يمكن أن يبدأ منتصف العمر».وقال إن «منتصف العمر يعتبر نقطة محورية بالنسبة للنوم، لأن النمط النومي يمكن أن يتغير عند عمر الثلاثين، ورغم أن هذه التغيرات النومية قد لا تكون ملحوظة في بداية الأمر ولكنها مع مرور الوقت تصبح مشكلة».
Variety
الأرق يرفع الضغط ويبكر بالشيخوخة
03 فبراير 2013