التقى زعيم المعارضة السورية مع وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف والايراني على اكبر صالحي أمس السبت وهو ما يفتح الباب امام انفراجة محتملة في جهود انهاء الحرب الأهلية في سوريا.وروسيا وايران من اوفى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد خلال الانتفاضة على حكمه واي تفاهم يمكن التوصل اليه بينهما وبين المعارضة السورية قد يساهم في تخطي مشكلة رفض الجانبين للتفاوض.وفي مؤتمر سنوي للأمن يعقد في ميونيخ اجرى معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض محادثات مع وزير الخارجية الروسي ربما قادت اليها اشارة الخطيب إلى استعداده للتفاوض مع دمشق.وقال الخطيب بعد الاجتماع "لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل."وبعد اجتماع استمر 45 دقيقة مع صالحي قال الخطيب لرويترز "اتفقنا على ضرورة ايجاد حل لانهاء معاناة الشعب السوري."والتقى الخطيب ايضا بشكل منفصل بكل من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ومبعوث الأمم المتحدة الخاص الأخضر الإبراهيمي.وقال الخطيب ان الغرض من اجتماعاته هو "بحث إيجاد سبيل لإزاحة النظام بأقل قدر ممكن من إراقة الدماء وإزهاق الأرواح.وعرقلت روسيا ثلاثة قرارات لمجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة كانت تستهدف ابعاد الأسد او اجباره على انهاء الحرب في سوريا التي راح ضحيتها حتى الان اكثر من 60 الف شخص. لكن موسكو حاولت في الوقت نفسه ان تنأى بنفسها عن تصرفات الأسد حيث قالت انها لا تحاول الدفاع عنه ولن تعرض عليه اللجوء اليها.وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه "المحادثات بشأن سوريا تتزايد والإيرانيون يشاركون. دعونا نر ما ستؤول إليه."وخاطر الخطيب بسلطته في الائتلاف الوطني في الأسبوع الماضي عندما صرح برغبته في لقاء مسؤولين سوريين لمناقشة الانتقال السياسي اذا افرج الأسد عن السجناء السياسيين الذين اعتقلوا خلال الانتفاضة.وطلب المكتب السياسي للائتلاف الوطني السوري الذي يضم 12 عضوا من الخطيب عدم الرد على اي مقترحات تطرح عليه في ميونيخ دون الرجوع اليه أولا وقال مصدر بالمعارضة ان هناك مخاوف من ان تؤدي خطوة الخطيب إلى تهديد للروح المعنوية للانتفاضة.واشادت وزيرة الخارجية الامريكية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون بما بدا استعدادا من جانب الخطيب للاجتماع بممثلين للأسد خارج سوريا ووصفته بأنه "ليس شجاعا فحسب وانما ذكي ايضا."واعربت عن قلقها من زيادة ايران في الآونة الأخيرة لدعمها للأسد.وبينما يبدو ان تقدما يتحقق في ميونيخ قالت وسائل اعلام ايرانية ان سعيد جليلي من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سافر إلى دمشق للقاء المسؤولين ولمساعدة الأسد على "الوقوف امام المؤامرات التي تحيكها الغطرسة الدولية" - في اشارة إلى الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية.وتلقت بعض الدوائر ما قاله رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الأسبوع الماضي عن ان فرص بقاء الأسد في السلطة تتضاءل على انها مؤشر على تحول في سياسة الكرملين تجاه سوريا.وفي الوقت نفسه وصف المعارض السوري البارز حسن بالي الذي يحضر في ميونيخ بصفة المراقب المستقل الاجتماع مع بايدن بأنه "اشارة قوية من الأمريكيين" بأنهم يزيدون دعمهم للمعارضة. وقال بايدن انه حث الخطيب "على عزل العناصر المتطرفة داخل المعارضة والانفتاح على نطاق عريض من الطوائف داخل سوريا بما في ذلك العلويين والمسيحيين والأكراد."ولم تظهر أي علامة في مؤتمر ميونيخ على تقارب موقف البلدين تجاه مصير الأسد.وقال لافروف "إصرار من يقولون إن الأولوية الأولى تتمثل في رحيل الأسد هو أكبر سبب لاستمرار المأساة في سوريا."وقال بايدن إن البيت الأبيض "على اقتناع بأن الرئيس الأسد طاغية يستميت في التشبث بالسلطة لم يعد مناسبا لقيادة الشعب السوري وعليه أن يرحل."وقال جون مكين الذي دأب منذ فترة طويلة على انتقاد تردد حكومة الرئيس باراك أوباما في التدخل في سوريا ان الولايات المتحدة وحلفاءها "وقفوا متفرجين وهم يشاهدون ذبح 60 ألفا من الأبرياء."وأضاف مكين للصحفيين أثناء حضوره المؤتمر الأمني في ميونيخ إنه يتعين على أوباما أن يشرح للشعب الأمريكي الحاجة الى التدخل لكن ذلك "يتطلب قيادة... وحتى الآن لا توجد قيادة رئاسية أمريكية."