كتبت نورة عثمان:هاتف ذكي.. صورة جميلة.. وصفة أجمل..هذه كل الأدوات التي تستخدمها سكينة الرفاعي منذ بداية شهر ربيع الأول الحالي، ليصل إلى هاتفي المتنقل كما يصل إلى هواتف الكثيرين، رسالة عن طريق برنامج التراسل الفوري "واتس أب"، تتكون من جزئين بسيطين، نص وصورة.ورغم وجود فكرة واحدة في كل النصوص والصور، إلا أنها تحمل معنى مختلفاً يومياً ، فالفكرة تتلخص بكتابة نص فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لإحدى صفات النبي الخَلقية أو الخُلقية، بتصميم بسيط على صورة جميلة.سكينة الرفاعي، صاحبة الفكرة، شابة أرادت أن تحتفي بالمولد النبوي في هذا الشهر بطريقة خاصة، فأتت بفكرة التصماميم لهدف واحد تعبر عنه بقولها: "أنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكلنا نحبه، ومن يحب بالتأكيد يعرف صفات حبيبه جيداً ليتقرب منه، لذا فكرت بنشر صفات النبي صلى الله عليه وسلم لنتقرب أكثر ممن نحب".كانت سكينة مترددة في البداية حول تنفيذ الفكرة خوفاً من عدم انتشار التصاميم بالشكل المطلوب لتحقيق الهدف، فعرضت فكرتها قبل التنفيذ على زميلاتها، وتقول: "تلقيت ردودا مشجعة كثيرة، فبدأت التنفيذ، وحين اكتشفت مدى انتشار التصاميم في وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً تويتر وإنستغرام، ازداد تصميمي على الاستمرار، كما يشجعني والدي في الجانب التنفيذي عن طريق مساعدتي في اختيار الألوان المناسبة للتصميم". يتابع تصاميم سكينة اليومية 25 شخصاً تتواصل معهم بشكل شخصي يومياً عن طريق "واتس أب"، وتضيف: "في المتوسط، يعيد هؤلاء إرسال التصاميم إلى ثلاثة أشخاص على الأقل، وبذلك تصل التصاميم إلى 75 شخصاً، لكني متأكدة أن العدد أكبرمن ذلك بكثير، نظراً لعدد "اللايكات" الكثيرة للصور في الفيس بوك والتويتر والانستغرام، كما أن إحداهن أخبرتني أن الصورة وصلتها في إحدى المرات من عشر قروبات مختلفة، وانتشرت التصاميم لتصل إلى الخليج أيضاً، وجاءتني تعليقات تشجع على الفكرة والتوسع فيها"، مضيفة: "مع أول تصميم أعلنت للجميع أنه يمكن لأي كان إعادة نشر التصاميم بأي وسيلة، فأنا لا أريد "ملكية فكرية" للتصميم، وهذا ما شجع الآخرين على إعادة النشر". لكن هذا الانتشار ليس إلا البداية.تحمل تصاميم سكينة توقيعاً خاصاً هو "Sakan"، تقول عنه: " لا أريد من التوقيع أن يعرف الناس صاحبة التصميم، فهذا لا يهمني، لكن الهدف هو اجتناب ما يقوم به البعض من كتابة تعليقات سيئة على التصاميم ونسبها لي".وعن أكثر ما أحبته سكينة في تجربتها، كونها تنفذ الفكرة لأول مرة، تقول: "أحب أن يعلق الأشخاص بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يكفيني".تصاميم سكينة مازجت بين ذكر الصفات الخَلقية (الجسدية) للنبي صلى الله عليه وسلم، وبين الصفات الخُلقية، إلا أن ذكر الصفات الخَلقية كان أكثر، وهو ما عزته إلى أن "كثيراً من العلماء يركزون على ذكر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء ممتاز يشجع أكثر على الاقتداء به، لكن الاقتداء يأتي من بعد الحب له عليه الصلاة والسلام، وذكر صفاته الخَلقية يقربنا من النبي ويعرفنا ويحببنا به، كما أن كثيراً من الصحابة؛ ومنهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهند بنت أبي هالة، وغيرهم، أعطوا وصفاً دقيقاً جداً للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أحرص على تبيانه في التصاميم".ولا تخفي سكينة فرحتها وهي تصف ردود الفعل على تصميماتها، قائلة: "التفاعل أكثر من رائع مع مضمون التصاميم، فمثلاً: أحد تصاميمي ذكرت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كفه كف عطار، سواء مسها بالطيب أو لم يمسها. وعلق مستقبلوا التصميم بأمنيات تظهر الشوق لمصافحة كفه الكريمة ومسها وتقبيلها".ولتطوير فكرتها، تخطط سكينة لنشر التصاميم مستقبلاً باللغة الإنجليزية: "نحن العرب نعرف أكثر من الأجانب عن النبي صلى الله عليه، لكن الأجانب والمسلمين منهم خصوصاً، يحبون معرفة المزيد عنه، وهذا ما لمسته من تصميم نشرته باللغة الإنجليزية ولاقى تجاوباً كبيراً فاق التجاوب مع نفس التصميم المنشور باللغة العربية، كما أن التصميم باللغة الإنجليزية بالتأكيد يفتح الباب أمام غير المسلمين للتعرف أكثر على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه بخلاف ما يذكر عنه من سوء في بعض وسائل الإعلام الأجنبية".وتأمل سكينة بطباعة تصاميمها مستقبلاً، وقد تلقت عرضا لتقديمها في معرض بمكان عام.الفكرة بسيطة، كما الأدوات. لكن حسن التوظيف يمكن أن يحول هذه البساطة إلى مادة مؤثرة بدرجة قد تفوق التوقعات.