أكدت خبيرة في التعليم المالي للعائلات أن 98 في المائة من العائلات الثرية في جميع أنحاء العالم تفشل في المحافظة على ثرواتها قبل أن تصل إلى الجيل الرابع من العائلة. وقالت جولين جادفري الرئيس التنفيذي لشركة إندبندنت ميز خلال تقديمها ندوة بعنوان "كيف تنشئ عائلات أصحاء مالياً" نظمها مكتب العائلة في دبي أخيرا إن التغيرات الاقتصادية وفشل الآباء في نقل خبراتهم إلى أبنائهم يتسبب في فشل الأجيال اللاحقة في المحافظة على ميراث العائلة.وأضافت جادفري في تصريحاته التي نشرتها صحيفة الاقتصادية السعودية، أن مصير الثروات أهم ما يقلق الأجيال المتقدمة وأن هناك قلقا دائما من الأجداد والآباء على مصير ثرواتهم وكيف يمكن لأجيالهم القادمة الاستمرار في بناء وتنمية الثروات والمحافظة عليها. وأكدت أن تأهيل الأجيال الجديدة في العائلات ذات الثروات وإعدادهم للمستقبل قضية في غاية الأهمية، مشيرة إلى أن التحديات أمام الأجيال الجديدة تزداد تعقيدا نظرا لعولمة الاقتصاد وسرعة انتقال المشاكل الاقتصادية وزيادة تعقيدات التقنية وهو ما يتطلب مهارات جديدة لا تكون مطلوبة في الأجيال السابقة. وفي الندوة التي حضرها عدد من العائلات الثرية في الخليج قدمت المحاضرة عددا من الأدوات والتطبيقات والتقنيات التي تساهم في رفع قدرات النشء من جميع الأعمار بمهارات ومعارف تتلاءم مع المتغيرات العصرية لإعداد الأجيال الشابة لإدارة الإرث المالي لعائلاتها. وقدمت المحاضرة أساسيات المعرفة الاقتصادية للأجيال القادمة، وأساليب الاستفادة من تجارب العائلات الرائدة، ووسائل تطوير القدرات الاقتصادية للنشء ومراحل التثقيف الاقتصادي والمالي للنشء وفقا للمراحل العمرية. وقالت إن أساسيات المهارات المالية للنشء تتطلب عشر مهارات وهي كيف توفر، كيف تقدر ما تحتاج، كيف تنفق بحكمة، كيف تعيش بميزانية محددة، كيف تستثمر، كيف تطور قدراتك في إتمام الصفقات، كيف تتصرف بحكمة مع الائتمان، كيف تستخدم الأموال لتغيير العالم، كيف تصبح مواطنا عالميا. وأوضحت أن المرحلة الأولى في التثقيف المالي للنشء تبدأ من 5 إلى 8 سنوات، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بعد العملات ومراجعة الفواتير وفهم القيمة والغرض من المال والتفرقة بين الحاجة والرغبة. وتبدأ المرحلة الثانية من 9 إلى 12 ويتم فيها تأسيس السلوك والروح الاستثمارية وفتح حساب للطفل وحثه على إدارة حسابه وتنميته، وفي المرحلة الثالثة من 13 إلى 15 يجب تعويد الطفل على التسوق والمقارنة بين السلع وفهم العلاقة بين المال والوقت وأن يضع الطفل أهدافا توفيرية ويفهم أساسيات الاستثمار والقدرة على قراءة كشوفات الحسابات البنكية. أما المرحلة الرابعة فتمتد من 16 إلى 18 سنة ويصبح فيها النشء قادرا على التوفير والإنفاق والاستثمار ويربط بين الأهداف والخطط المستقبلية والتوفير، ويتحمل مسؤولية نفسه والآخرين، كما يمتلك القدرة على الحديث عن الأموال والخطط المستقبلية، ويفهم العلاقة بين القوة والمال. والمرحلة الخامسة والأخيرة تبدأ من 19 سنة ويجب أن يصبح فيها الشاب قادرا على ممارسة الأعمال، وقادرا على بناء تصنيف ائتماني قوي، وبناء علاقة مع المجتمع، ويأخذ مبادرات للتحضير لمستقبل اقتصادي على المدى القصير والطويل. وأوضحت جادفري أن كل مؤسسة عائلية تملك أربعة رؤوس أموال تكون الثروة الإجمالية وهي رأس المال الاجتماعي، رأس المال الإنساني، رأس المال الفكري، رأس المال الاقتصادي، وقالت إنه يجب تدريب الأجيال الجديدة على تنمية جميع أنماط رؤوس الأموال لأن كلا منها يؤثر في الآخر.