كتبت نورة عثمان:الوجوه البيضاء ذات الخدود الوردية.. العيون المستدقة برسمة قلم أسود.. الشعر المرفوع المتشابك بعصوين دقيقتين صغيرتين..وملابس ملونة.. خليط يمثل بمجموعه "دمى اليبان" بأشكالها وطقوسها التي تكوِّن تجسيدات للحب، تنطلق غداً الأحد في قاعة متحف البحرين الوطني ضمن فعالية تستمر حتى الثاني من مارس المقبل."دمى اليابان" إحدى الفعاليات التي تندرج ضمن برنامج وزارة الثقافة لـ"المنامة عاصمة السياحة العربية 2013" الذي اختارت الوزارة أن تغير به فصول السنة من شتاء وربيع وصيف وخريف، إلى "ثقافة" و"ترفيه" و"رياضة" و"اخضرار".أول ثلاثة شهور من 2013 تنتشر في ربوع المملكة سياحة بثيمة ثقافية، وما كانت هذه الثيمة استهلالة للسنة، إلا لما ارتأته الوزارة، حسب ما ورد في منشورها الأول لعاصمة السياحة العربية، من "مدن ليس للثقافة نصيب فيها، ليس للسياحة حظٌ أيضاً"، كما تأتي امتدادا لـ"المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012".الربع الأول من العام به ثقافة ظهرت بمتجاورات فنية متمردة على الأدلجة المجتمعية في "معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية" بإطلالته التاسعة والثلاثين تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر. سياحة ثقافية عبرت عن نفسها أيضاً بذلك الذي يرتجف بين حنجرتين، وهو ليس إلا وهناً من حب، بطريقة الصوت يحكي رواية الأوبرا الإيطالية الشهيرة "الريجوليتو".ولأن السياحة تمتد لتقارب المسافات، تقدم "المنامة عاصمة السياحة العربية 2013" محاضرة بثيمة ثقافية تقرب المملكة العربية السعودية يقدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار بالسعودية.ويوم الأحد يستعرض الحدث ثقافة الفرح متجسدة في دمى اليبان، ويبسط ثقافة الدمية اليابانية وطرق تجهيزها لتكون في سياق الهوية الوطنية اليابانية، وانعكاساً للمعتقدات والإرث الشعبي.وتلك المستديرة اللامعة الصغيرة، "اللؤلؤة"، لها نصيب أيضاً من السياحة بطريق كامل يسير بقائمة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو.. "طريق اللؤلؤ" الذي يفتتح موقعه الثاني المتمثل بقلعة بوماهر، ليكون ثقافة حياة اقتصادية عاشتها مدينة المحرق، وصاغت تاريخها بذاكرة الغوص والبحارة قديماً.والسياحة الثقافية للصغار أيضاً، مع "آنكي" ذاك هو الإله الصغير للماء في دلمون القديمة، يعود مجدداً بحلة "أنكيرو" الذي يثقف الأطفال بدلمونيات ترفيهية تعليمية."أنكيرو" لا يكتفي بالدلمونيات الأثرية، بل يقدم تجربة إعداد العطور الدلمونية أيضاً، ويعلم الصغار فنية الاستنشاق بورشة عمل تقام في متحف قلعة البحرين.الخيال، الهوية، الجسد وما يحيط به من ثرثرات اجتماعية وسياسية. الوعود التي تشي بمستقبل أجمل، التوتر السياسي في الوقت الراهن، الثقافة البصرية وطبيعتها التعددية، ومقدسات الحياة.. كل ذلك يأتي من تركيا في معرض "اسطنبول الحديثة –البحرين".وماذا يمكن أن تقول المنامة لهذا العالم إن وقفت في تقاطع الطريق ومنتصف المارة وزحمة الأشياء؟ الإجابة تقولها المنامة بمشاركتها في "بورصة برلين الدولية للسياحة"، أكبر تجمع لصناعة السياحة ومقاصدها في العالم.للمنامة توأمين تفخر بهما، "سياحة" و"ثقافة"، "ربيع الثقافة" الذي يأتي من 7-14 مارس، سيخلع -كعادته كل عام- النخبوية عن نفسه، ويكون قريباً جدًا من كل الملامح والتوجهات، إذ يعلن عن نفسه موسماً يحزم بداخله تفاصيل وأحداث كثيرة تتوازى فيها فكرة واحدة هي"الفرح" في احتفالات جماعية وشعبية.والمواجهات تفرض نفسها في "المنامة عاصمة السياحة العربية 2013" بين فرقة ماهلر وعشاق الموسيقى الكلاسيكية في أوركسترا تأتي في 27 مارس المقبل بمسرح البحرين الوطني لتدمغ بصمة حسية على خارطة الموسيقى في البحرين.وفي الفترة من 12 إلى 14 مارس المقبل، تستضيف وزارة الثقافة "الملتقى العربي الأول للإحصاء السياحي" في توجه من المنامة لقياس الواقع السياحي، وتشكيل قاعدة بيانات تطور ضمنها الاستراتيجيات العربية لتنمية الأوطان عبر السياحة والتنقل.وبدءاً من هذا الشهر إلى الذي يليه، تفتح المنامة "باب البحرين" ليكون مدخل سياحة لسوق المنامة القديم، في سبيل إنعاش الحركة السياحية في الأماكن التراثية في البحرين، وإبراز الملامح الجميلة التي خطها الزمن على شوارع المنامة القديمة وأحيائها الدافئة، لتكتسب رونقاً عريقاً من مزيج الحداثة والتقليد.وبمشروع مُتحفيّ يجاور باب البحرين، تجد رسالة أخيرة لازالت موجودة في "مبنى البريد القديم"، رسالة سياحية تسطر قصة تاريخ وطوابع، يقرؤها مستقبلوا الرسائل الذين يزورون المبنى بصفة سيّاح.ولأن السياحة أبرز ما بها من صفة أنها "عالمية"، يأتي العالم ملاحقاً المنامة بكاميرته الضوئية لا يكف عن مشاغبتها بالصورة، في دعوة قدمتها وزارة الثقافة لمصوري العالم، يلتقطون بومضاتهم زوايا وخبايا المنامة.وفي اليوم الأخير من شهر مارس، في آخر رحلة السياحة الثقافية تأتي "جائزة مملكة البحرين للكتاب"، حيث الورق مجرد جسد للثقافة، لأنهم في صنيعهم للعالم، يصيغونه مراراً بما ييبقي هذا الفكر مشغولاً بقضايا إنسانية لأن شيئاً ما يستوقف العابرين ويلوح لهم بيد الثقافة وقلبها، كي تكتب اليد التي أبدعت التأمل لأن وطننا العربي قادر على أن يقول حكاية، تحليلاً، قراءة ما مغايرة، ولا زال في ناسه من يوقظ الفكر والثقافة كتجربة فريدة."السياحة تثري"، تثري كل شيء، لذا كانت تلكما الكلمتان الثيمة العامة لـ"المنامة عاصمة السياحة العربية 2013"، ولذا، تأتي فعالية "وجهتك المنامة 2013" ليشترك كل ما في البحرين من أجل أن يعزز السياحة.. فـ"السياحة تثري".
Bahrain
المنامة تثري الربع الأول من 2013 بتوأمي السياحة والثقافة
07 فبراير 2013