حوار ـ عبدالحمن خليلكشفت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية د. مريم الهاجري عن بروز 80 حالة جديدة من السكري من النوع الأول سنوياً، لافتة إلى أن نسبة انتشار المرض في تزايد مطّرد في مملكة البحرين. وبينت أن نسبة انتشار السكري من النوع الثاني تصل إلى 25 % من عدد السكان البالغين، ما يشكل مشكلة وطنية على المستوى الفردي والحكومي، متوقعة أن تزيد النسبة لدى الأطفال بسبب السمنة، والعوامل الوراثية وسوء العادات الصحية، لافتة إلى أن النوع الأول من السكري ينمو بمعدل 3 % سنوياً لدى الأطفال والمراهقين. وكشفت الهاجري في حوارها مع الوطن، عن جملة من الأمور الخاصة بمخيم شروق الرابع عشر للأطفال المصابين بالسكري، الذي تنظمه جمعية السكري البحرينية في الفترة من 7 إلى 9 فبراير الحالي، مشيرة الى أن المخيم يشارك فيه 30 طفلاً من داخل مملكة البحرين ومن دول مجلس التعاون، ومعظمهم من طلبة وطالبات المدارس، ويشاركون لأول مرة في المخيم. تتراوح أعمارهم ما بين التاسعة إلى الثامنة عشر سنة. كما يشارك قدامى الأطفال المصابين بالسكري كقادة ومدربين للأطفال، يقومون بتعليم وتثقيف الأطفال الجدد بكل ما يتعلق بالتطبيق الفعال لمبدأ العناية الذاتية والتحكم الجيد بالسكري، من خلال تجربتهم وخبرتهم وتعايشهم مع هذا الداء.ولفتت الى أن المخيم يضم طاقما صحيا متكاملا من الأطباء والممرضين وأخصائي التغذية والرياضة البدنية على مدار الساعة، لتقديم الرعاية والمتابعة المستمرة للأطفال. كما إن البرنامج يحتوي على العديد من الفعاليات والأنشطة التثقيفية والرياضية والترفيهية، مثل البرامج والمسابقات التعليمية عن العناية الذاتية بداء السكري والأنشطة الترفيهية وورش العمل الفنية وألعاب شعبية وسهرة مرح ومسابقات. وفيما يلي نص اللقاء... لنبدأ الحوار بنبذة عن مخيم شروق والفئة التي يستهدفها؟- مخيم شروق للأطفال المصابين بالسكري حدث سنوي تقيمه جمعية السكري البحرينية للأطفال المصابين بالسكري، على مدى ثلاثة أيام. حيث يشارك في المخيم من 30-40 طفل من المصابين بالسكري من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، ومعظمهم من طلبة وطالبات المدارس، ويشاركون لأول مرة في المخيم. وتتراوح أعمار الأطفال المشاركين من 7-18 سنة. كما يتم مشاركة قدامي الأطفال المصابين بالسكري، و ذوى التحكم الجيد بالمرض. حيث يتم تشكيل فريق من القادة والمدربين الصغار، ليقوموا بتعليم وتثقيف الأطفال الجدد بكل ما يتعلق بالتطبيق الفعال لمبدأ العناية الذاتية و التحكم الجيد بالسكري، من خلال تجربتهم وخبرتهم وتعايشهم مع هذا الداء. كما يتواجد في المخيم طاقم صحي متكامل من الأطباء والممرضين وأخصائي التغذية و الرياضة البدنية على مدار الساعة، لتقديم الرعاية والمتابعة المستمرة للأطفال. ويحتوي المخيم على العديد من الفعاليات والأنشطة التثقيفية والرياضية والترفيهية، مثل البرامج و المسابقات التعليمية عن العناية الذاتية بداء السكري و الأنشطة الترفيهية وورش العمل الفنية وألعاب شعبية وسهرة مرح ومسابقات.وما أهداف المخيم؟- نسعى لحصول الطفل المصاب بالسكري على رعاية طبية وصحية تهدف إلى رفع الوعي الصحي لديه، وذلك من خلال تثقيفه لكي يعيش بأمان مع داء السكري. حيث أن الوعي الصحي من أهم عوامل نجاح أي علاج وخاصة الأمراض المزمنة ومنها السكري، وقد دلت كل الدراسات والبحوث أن أفضل وسيلة للتعليم تأتي من خلال المخيمات التعليمية للأطفال المصابين بالسكري. إذ أنه ومن خلال تواجدهم في المخيمات، ترتفع معنوياتهم وثقتهم بأنفسهم. وما يلبث أن يزول ذلك القلق الذي ينتابهم، ويتلاشى شعورهم بأنهم أقل من زملائهم غير المصابين بالسكري. ومن ناحية أخرى فإن اختلاطهم بزملائهم المصابين بنفس المشكلة يعزز إرادتهم، ويقوي عزيمتهم وصداقتهم، ويساعدهم على تفهم مرضهم.والهدف العام من المخيم هو تعزيز مبدأ العناية الذاتية بالسكري لدى الأطفال، و يتم ذلك عن طريق: إعطاء فرصة أكبر للطاقم الصحي للاحتكاك المباشر والطويل مع الطفل للتعرف على مشاكله الخاصة وتفهمها، ومن ثم مساعدته على حلها والتعايش معها، التعرف على سبل العناية الذاتية و التحكم الجيد بالسكري، بصورة ودية ومرحة، تعليمهم كيفية اجتناب مضاعفات داء السكري، تعليمهم كيفية قياس السكر في الدم بأنفسهم ومعرفة دلالة النتيجة، تعليمهم كيفية حساب الكربوهيدرات و أخذ جرعة الأنسولين المناسبة و تدوير أماكن الحقن بشكل صحيح، ممارسة و تعزيز أنماط الحياة الصحية خصوصا التغذية ومزاولة الرياضة، التعرف على أعراض هبوط وارتفاع السكر وكيفية علاجه، كيفية التحكم في مرضهم خلال الأزمات المرضية (مثل الالتهابات الشائعة)، يعطي المخيم الطفل الفرصة للتقبل النفسي للمرض بشكل أفضل، إيجاد أصدقاء جدد من المصابين بداء السكري وتعميق هذه العلاقة. ماذا عن جهود جمعية السكري البحرينية في مكافحة الداء؟- أصبح داء السكري ومضاعفاته الكبيرة يمثل عبئاً على الفرد والمجتمع، ولا يقتصر ذلك عليهم فقط بل يؤدي إلى معاناة الدولة بأسرها، لقد بلغ عدد مصابي السكر حول العالم أكثر من 300 مليون مصاب، وما لم يتوفر الاهتمام العالمي للحد من هذا المرض فانه سيرتفع عدد المصابين بالمرض إلى أكثر من 380 مليوناً خلال عقد من الزمان. لذا وعلى مستوى مملكة البحرين فإن انتشار مرض السكري في تزايد مستمر حيث يصل انتشار النوع الثاني من السكري إلى 25 % من عدد السكان البالغين مما يجعل منه مشكلة وطنية على المستوى الفردي والحكومي, كما إن النوع الأول من السكري ينمو بمعدل 3 % سنوياً لدى كل من الأطفال والمراهقين ويقدر عدد الأطفال المصابين بالسكري تحت سن 15 سنة ب 1000 طفل, وقد كان من المعتقد أن النوع الثاني من السكري يقتصر على البالغين أما اليوم فينمو بشكل متزايد بين كل الأطفال والمراهقين. ويلاحظ من الاحصائات أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، ففي خلال السنوات الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من ما يقارب 18 حالة سنوياً في بداية التسعينات إلى ما يقارب 80 حالة سنوياً في الوقت الحاضر. كما إنه يتوقع زيادة في الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأطفال بسبب السمنة، و العوامل الوراثية و سوء قي العادات الصحية.ولا شك أن هذه النسبة العالية لها انعكاساتها على جميع المستويات، فهي تؤثر في الأفراد المصابين وعائلاتهم كما تنعكس تأثيراتها على المؤسسات لما تسببه من انقطاع عن المدرسة والعمل وضعف في الإنتاج، وتشكل خطراً كبيراً على المستوى الحكومي بسبب تكاليف علاج مرض السكري ومضاعفاته خصوصاً على القلب والكلى والعين والقدمين.ماهى أبرز نشاطات الجمعية؟ومنذ نشأة جمعية السكري البحرينية العام 1989 أي منذ ما يقارب أربع وعشرين سنة؛ ركزت أنشطتها على التوعية والعمل على تشجيع المصابين بالسكري والناس عامة على الاهتمام بالمحافظة على الوزن وممارسة الرياضة كوسيلة مهمة لتجنب الإصابة بالسكري، وللتمكن من السيطرة علي داء السكري بدأت الجمعية بتبني إنشاء مضامير للمشي، كما قامت بنشر التوعية بالمحاضرات وحملات فحص السكر بالدم وعقد الندوات وغيرها، وامتد نشاطها لتنظيم مخيم شروق والأنشطة الصيفية للأطفال المصابين بالسكري، بالإضافة إلى المشاركة مع المؤسسات الحكومية والأهلية في الفعاليات التثقيفية الهامة في المملكة.إن الدور الذي تقوم به الجمعية يرسخ مفهوم التكامل مع جميع المؤسسات المعنية بالرعاية الصحية حيث تعتبر الجمعية الركن الداعم، وجزء لا يتجزأ من النظام الصحي في مملكة البحرين واستكمالاً لهذا الدور فإن الجمعية تسعى إلى بناء مركز التأهيل والوقاية من السكري هذا المشروع الطموح الذي يحتاج للدعم والمساندة وينقل العمل بالجمعية نقلة نوعية كبيرة في التوعية بحيث تكون أكثر فعالية للمساهمة في التأثير في المجتمع بتقديم نوعية من البرامج لتوعية أفضل كماً وكيفاً وبالمساهمة الفعلية في تعليم المرضى وذويهم للسيطرة على السكري بطريقة علمية وعملية مما يعد مكملاً للبرامج الصحية في المراكز والمستشفيات العامة والخاصة وليس بديلاً لها، من هذا المنطلق فإن مسؤولية مكافحة السكري والحد من مضاعفاته هي مسؤولية مشتركة تحتاج لتضافر كل الجهود، وهذا ما تسعى إليه جمعية السكري البحرينية. إن داء السكري لدى الأطفال من النوع الأول هو أحد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الأطفال والناشئة، وينتج هذا المرض بسبب خلل في الجهاز المناعي، بالإضافة إلى تواجد القابلية الوراثية وعوامل بيئية مثل الالتهابات الفيروسية. مما يسبب تلف خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين. لذلك يترتب على الطفل أخذ عدة حقن من الأنسولين بشكل يومي لتنظيم مستوى السكر في الدم. فما أحدث مشاريعكم؟ - حيث إن الوعي الصحي من أهم عوامل نجاح أي علاج وخاصة الأمراض المزمنة ومنها السكري، ولابد للطفل المصاب بالسكري الحصول على رعاية طبية وصحية تهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى الطفل، من هذا المنطلق تبنت جمعية السكري البحرينية مشروع الوحدة المتنقلة لرعاية الأطفال المصابين بالسكري وهو أحد مشاريع جمعية السكري البحرينية وبالتعاون مع نادي روتاري المنامة وستقوم الوحدة بزيارات إلى المدارس الحكومية والخاصة بجميع المحافظات ( يوم بالأسبوع) من خلال هذه الزيارة سيتم نشر الوعي الصحي بداء السكري عند الأطفال