قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، تعبير عظيم للحث على العمل وفعل الخير حتى في أصعب وأحرج الأوقات، فالأفعال الخيّرة والعمل الصالح أيضاً غراس يعطي صاحبه الكثير كمحصول يدركه عند حصاده في الوقت الذي يحتاجه، والحديث الشريف يدلنا أيضاً على التحفيز على الزراعة وما لها من نفع وخير على الفرد وعلى المجتمع وجودة حياة.

من هذا الحديث الشريف ومن هذا المنطلق تسعى مملكة البحرين لتحقيق التوازن البيئي من خلال التشجير لتحقيق الحياد الكربوني وتفعيل توازن بين انبعاثات الكربون وامتصاصه من الغلاف الجوي، وذلك تماشياً مع الخطة الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني التي أعلن عنها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والتي أكد عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على أهمية تبنّي المبادرات الوطنية التنموية منها البيئية، فالاحتفاء بأسبوع الشجرة ومبادرة سموه في زراعة شجرة بقصر القضيبية هو اقتداء ودعوة للمجتمع البحريني بالاهتمام بالزراعة والتشجير، وما يحقق ذلك من أهداف واعدة لتعزيز الوعي البيئي والتشجيع على التشجير والاهتمام في تحويل بعض المساحات إلى مساحات خضراء بالإضافة إلى ممارسات مختلفة للحفاظ على البيئة وديمومتها كأصدقاء حقيقيين للبيئة لإدامة الأجواء المنعشة للعيش الصحي في ظل التلوث البيئي الذي يتعرّض له كوكب الأرض من كل حدب.

مبادرة سمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أعطت دفعاً لكثير من المؤسسات المختلفة في تبنّي هذه المبادرة الوطنية القيّمة من أجل تحقيق التزام المملكة للوصول للحياد الكربوني بحلول 2060 وما سيحقق من جودة حياة للأجيال القادمة من تنقية الهواء وتبريد المناطق لقدرة الأشجار على التأثير على الاحتباس الحراري، فهذا الاهتمام بالتأكيد سوف يعزّز الجانب الجمالي والتنوع البيولوجي في الحفاظ على النباتات والطيور وكذلك الحياة البرية.

التشجير استثمار حقيقي في الحفاظ على صحة الإنسان، فلنتخيل أن المجتمع البحريني الواعي حرص على استغلال كل المساحات المهدرة لتحويلها إلى مساحات خضراء أمام المنازل وفوق الأسطح وكل شبر يستطيع أن يغرس فسيلة أو زراعة لبعض أنواع الخضروات والفواكه لتحقيق الاكتفاء الذاتي لبعض المحاصيل، أظنها فكرة سديدة تستدعي تعاوناً مشتركاً لتحقيق ذلك، وأظن بأن الوقت قد آن للعودة إلى ما بدأ به أجدادنا في الزراعة والتشجير للحفاظ على الأمن الغذائي والتوازن البيئي.