عمر البلوشي


أتمنى عودة جماهير المحرق لتشجيع الفريق بقوة في كل المباريات


أجمل ذكرياتي.. عزف السلام الوطني بتتويجنا أبطالاً على منصات التتويج


لا خلاف مع أيمن سلمان.. وهو رفيق دربي ونمتلك ذكريات وتاريخاً معاً


أكد أسطورة الكرة الطائرة البحرينية محمد جاسم مفتاح أن نادي المحرق منذ نشأته وحتى اليوم يعتبر مصنعاً للاعبين والمواهب في مختلف الألعاب.

وقال في حوار مع «الوطن الرياضي»، إن حب المحرق، وولاء اللاعبين هو السبب الرئيسي في تسيد المحرق الطائرة البحرينية لسنوات طويلة دون منازع، واحتكار بطولة الأندية الخليجية لثمانية سنوات متتالية، في إنجاز تاريخي، مشيراً إلى أن لاعبي المحرق كانوا يرون المركز الثاني مثل المركز الأخير، ولا يرضون بغير المركز الأول.

وأضاف «لا أعتقد أن هناك نادي خليجي حقق ما حققناه في أي لعب جماعية بهذا الاحتكار الطويل للألقاب المحلية والخليجية، وربما قد يكون ما حققناه رقم قياسي يصعب كسره».

وقال إن فريق المحرق التاريخي أو كما يعرف بطائرة الأحلام تأسس نتيجة بناء فريق قوي تدرج من فئة الناشئين وحتى الفريق الأول. وقال إن جماهير المحرق هم الروح التي تزرع الحماس في اللاعبين، معرباً عن أمله بعودة الجماهير المحرقاوية بقوة لتشجيع الفريق في مختلف المباريات.

وفيما يلي نص الحوار:

لماذا ابتعدت عن المشهد الرياضي بشكل نهائي؟ ولماذا لا نراك في العمل الإداري أو الفني؟

- أنا أتشرف بخدمة الرياضة البحرينية ونادي المحرق من أي موقع أتواجد فيه، وأسباب ابتعادي عن المشهد الرياضي يأتي في المقام الأول من أجل الراحة بعد مشوار طويل وناجح قضيته في لعبة الكرة الطائرة، وكذلك الرغبة في التركيز على عملي الوظيفي بشكل أكبر، و لله الحمد حققت العديد من أهدافي العملية منذ ابتعادي عن الرياضة.

وربما في المستقبل القريب أو البعيد ترى الجماهير محمد جاسم متواجداً في نادي المحرق أو اتحاد الطائرة.

أين ترى نفسك أكثر؟ في العمل الإداري أو الفني؟

- بالنسبة لي أرى نفسي في العمل الإداري أكثر من الفني، على الرغم من إنني كنت لاعباً وأمتلك الخبرة الفنية، لكنني سوف أختار العمل الإداري بشكل أكبر.

لماذا تغيب طائرة المحرق عن منصات التتويج؟

- من المفترض أن يتم التركيز بشكل أكبر على قاعدة الكرة الطائرة في النادي، من خلال اكتشاف المواهب والعناصر القادرة على خدمة الفريق في المستقبل عند بلوغ السن المناسب لتمثيل الفريق الأول، حيث إن هذا الأمر يعتبر مهماً والدليل على ذلك ما نراه من وصول فريق داركليب لمنصات التتويج في السنوات الأخيرة والذي يأتي نتاج العمل والاهتمام بالفئات العمرية.

وربما وجود لعبة واحدة في نادي داركليب والتركيز عليها، إلى جانب التجانس بين لاعبي النادي، وكذلك حب أبناء المنطقة للعبة، وما يتمتعون به من ثقافة كبيرة فيها جعل من لاعبيها عناصر قوية ومهمة في المنتخبات الوطنية، وكذلك في الأندية الوطنية.

وأنا على ثقة تامة بأن مجلس إدارة نادي المحرق وعلى رأسهم رئيس النادي الشيخ أحمد بن علي آل خليفة يولون الاهتمام الكبير بفرق النادي جميعها، فنادي المحرق منذ نشأته وحتى يومنا مصنع للاعبين والمواهب في مختلف الألعاب.

ما أسباب سيطرة المحرق على البطولات منذ منتصف التسعينات وحتى بداية الألفية الجديدة؟ والتي شهدت احتكار بطولتي الدوري والكأس وكذلك البطولة الخليجية لثمانية سنوات متتالية؟

- حب المحرق، والتضحيات والولاء للنادي هو السبب الرئيسي في تسيد المحرق للمشهد في الطائرة البحرينية لسنوات طويلة من دون منازع، حيث كنا نرى بأن المركز الثاني مثل المركز الأخير، ولا نرضى بغير المركز الأول، وهذا شعارنا حينها التتويج بالألقاب.

لقد كان التفكير فقط بالمركز الثاني مثل الخسارة لنا، ولا أعتقد أن هناك نادي خليجي حقق ما حققناه في أي لعب جماعية بهذا الاحتكار الطويل للألقاب المحلية والخليجية، وربما قد يكون ما حققناه رقم قياسي يصعب كسره.

لقد كان الولاء لنادي المحرق أمر محسوم لا جدال فيه في تحقيق هذه الإنجازات الكبيرة، والتي جاءت كذلك بعد الدعم الكبير لمجلس إدارة النادي، الذي وقف سنداً قوياً وداعماً رئيسياً خلفنا في مشوار تحقيق البطولات.

ما هو سبب خلافك مع أيمن سلمان؟

- في الحقيقة لا يوجد خلاف مع أيمن سلمان، فهو أخي ورفيق دربي، ونمتلك ذكريات وتاريخ يربطنا معاً، فقد كان الاختلاف في اللعب فقط وليس خلافاً شخصياً، والذي يأتي في المقام الأول من أجل مصلحة النادي والفريق واللعبة.

لكن كنا نقدم التضحيات الكبيرة من أجل النادي والمنتخب الوطني، وما كنا نتناقش فيه أنا وأيمن سلمان يصب في مصلحة نادي المحرق بشكل خاص، ولعبة كرة الطائرة بشكل عام، ولم تكن خلافاتنا الفنية تظهر في الملعب، فقد كنا نلعب ونقدم أفضل وكل ما نملك من قوة، والدليل النجاحات الكبيرة التي حققناها مع زملائنا اللاعبين في المحرق.

هناك ما يقول بأن فريق المحرق لكرة الطائرة تأسس نتيجة إلغاء بعض أندية جزيرة المحرق للعبة، فهل هذا أمر صحيح؟

- غير صحيح على الإطلاق، فقد ظهر نادي المحرق بكامل قوته مع وجود هذه الأندية في المنافسات المحلية، حيث تأسس فريق المحرق التاريخي أو كما يعرف بطائرة الأحلام نتيجة بناء فريق قوي تدرج من فئة الناشئين وحتى الفريق الأول.

ومع وصولنا للفريق الأول، كانت تنقصنا الخبرة، ونجح النادي في ضم اللاعبين المخضرمان خليفة الشوملي وأحمد سيف من نادي الحالة، حيث كان تواجد عنصري الخبرة أمراً مهماً معنا، فقد كنا فريق شاب وقوي ونفتقد للخبرة اللازمة، وكان تواجد الشوملي وسيف عاملاً مهماً للنجاح في المنظومة.

ولما صعد فريقنا من فئة الشباب إلى الأول، صعدت معنا البطولات، وخاصة أننا كنا نحتكرها في الفئات العمرية، ومع صعودنا في البداية كان ناديي الوحدة والنصر يحتكران البطولات، إلا أننا تمكنا بعدها من قلب المعادلة لصالحنا واحتكار البطولات لسنوات طويلة.

أين جماهير المحرق عن لعبة الكرة الطائرة اليوم؟

- جماهير المحرق هم الروح التي تزرع الحماس في اللاعبين، وهم الذين جعلوا من لاعبي المحرق نجوماً بسبب الوقفة الكبيرة والدعم اللامحدود الذي يقدمونه، ومثال على ذلك أن عدد من المحترفين وأبرزهم البرازيلي ريكو كسبوا حب واحترام جماهير المحرق، وكان هذا الحب دافعاً لتقديم أفضل المستويات التي خدمت النادي، وأتمنى أن أرى الجماهير المحرقاوية تعود بقوة لتشجيع الفريق في مختلف المباريات.

ما هي أجمل الذكريات لك في الكرة الطائرة؟

- أجمل الذكريات كانت عندما يعزف السلام الوطني بتتويجنا أبطالاً على منصات التتويج، فقد شهدت عزف السلام الوطني في كل دولة خليجية شاركنا فيها على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية، وهذه هي أسعد اللحظات في حياتي، فرفع شعار وراية الوطن في أي محفل خارجي شرف عظيم، وأمر نفخر به نحن البحرينيين جميعاً.

ولا يمكنني وصف مشاعر الشوق والحماس الكبير بانتظار العودة إلى الوطن، وكذلك وصولنا إلى أرض المملكة أبطالاً، فقد كانت الجماهير البحرينية تنتظرنا في المطار، ومن ثم نخرج معهم في مسيرات للاحتفال بالإنجازات التي حققناها.

«العملاق».. لقب أطلقته الصحافة والجماهير على نجم وأسطورة الكرة الطائرة البحرينية محمد جاسم مفتاح الذي كان عنصراً مهماً وأساسياً في المنتخبات الوطنية ونادي المحرق خلال تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة.

ارتبط أسم محمد جاسم مفتاح بنادي المحرق، فما أن تذكر الجماهير «طائرة الأحلام» إلا وكان العملاق أحد نجومها الحاسمين، الذين ساهموا في تسجيل التاريخ لنادي المحرق باحتكار البطولات لسنوات طويلة من دون أي منافس محلي أو خليجي.

ومنذ اعتزال عملاق المحرق لعبة الكرة الطائرة، كان الابتعاد عن الرياضة قراراً مهماً وحاسماً في مسيرته، حيث فضل التواجد خارج اللعبة والرياضة، وركز على العديد من الأمور الأخرى التي حالت أيضاً دون تواجده في العمل الفني أو الإداري لما يقارب أكثر من 15 عاماً.

ويعتبر مفتاح أحد الأسماء التي سجلت اسمها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ الرياضي في مملكة البحرين، ولعل أبرز إنجاز حققه كان مع المحرق باحتكار بطولة الأندية الخليجية لثمانية سنوات متتالية، في إنجاز تاريخي يصعب تكراره.