يشهد العالم تطوراً متسارعاً في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي بات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
ورغم الفوائد الجمة التي يجنيها البشر من هذا التطور، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن الآثار السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي على صحتنا النفسية.
الذكاء الاصطناعي.. نعمة أم نقمة؟
لا شك أن للذكاء الاصطناعي دورا كبيرا في تسهيل العديد من المهام وتسريع وتيرة الحياة، إلا أن الإفراط في الاعتماد عليه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
العديد من الدراسات أظهرت أن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة، خاصة في بيئات العمل التي تعتمد بشكل كبير على الأتمتة.
أيضا يشعر الكثيرون بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل البشر في العديد من الوظائف، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الضغوط النفسية.
كما قد يؤدي الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى الإدمان، مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية.
ومع تزايد الطلب على الخدمات النفسية، لجأ الكثيرون إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحصول على استشارات نفسية، ورغم أن هذه التطبيقات قد تقدم بعض النصائح والإرشادات المفيدة، إلا أنها لا تستطيع تقديم الدعم العاطفي والنفسي الذي يحتاجه الشخص.
من جانبها حذرت الدكتورة هيلجا علاء الدين، أستاذ علم النفس بجامعة بيروت العربية، من مخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية، وأكدت أن الاستشارات النفسية تتطلب تفاعلا بشريا حقيقيا، حيث يستطيع الطبيب النفسي قراءة لغة الجسد وتحليل المشاعر بطريقة لا تستطيع الآلات القيام بها.
فرص يوفرها الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية:
تشخيص الأمراض النفسية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية والاجتماعية لتحديد الأنماط التي تشير إلى وجود اضطرابات نفسية، مما يساعد في التشخيص المبكر والدقيق.
تطوير علاجات مخصصة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المرضى الفردية لتطوير خطط علاج مخصصة لكل مريض، مما يزيد من فعالية العلاج.
توفير الدعم النفسي المستمر: يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي توفير الدعم النفسي للمرضى على مدار الساعة، من خلال تقديم النصائح والإرشادات وتتبع تقدم العلاج.
تقليل وصمة العار: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير بيئة آمنة ومريحة للمرضى للتحدث عن مشاكلهم النفسية، مما يساعد في تقليل وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي.
المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي:
الاعتماد الزائد: قد يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية إلى إضعاف العلاقة بين المريض والمعالج، مما يقلل من الفعالية العلاجية.
الخصوصية: قد يتعرض المرضى لانتهاك خصوصيتهم إذا تم استخدام بياناتهم الشخصية دون موافقتهم.
عدم الدقة: قد تؤدي الأخطاء في البيانات أو الخوارزميات إلى تشخيصات خاطئة أو علاجات غير فعالة.
الافتقار إلى التعاطف الإنساني: لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشعر بالتعاطف والإنسانية التي يحتاجها المرضى النفسيون.
التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية:
القوانين والأخلاقيات: هناك حاجة إلى وضع قوانين وأطر أخلاقية واضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية.
التكلفة: قد تكون تكلفة تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي مرتفعة، مما يحد من وصولها إلى جميع المرضى.
القبول الاجتماعي: هناك حاجة إلى توعية المجتمع بأهمية الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية وتبديد المخاوف المرتبطة به.