يزخر كل من أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر بعدد هائل من الفعاليات والمنتديات والمؤتمرات والمعارض التي تستضيفها مملكة البحرين والتي أحدثت ومازالت تحدث انتعاشة كبيرة في الاقتصاد الوطني بشكل عام.

فما أن انتهت أعمال منتدى بوابة الخليج الذي نظمه مجلس التنمية الاقتصادية واستضاف أبرز الشخصيات الاقتصادية في العالم، حتى تم الكشف عن إعلانات وصفقات حدثت خلال انعقاده تفوق قيمتها 12 مليار دولار.

فقد حضر المنتدى 250 مشاركاً، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون وقادة أعمال من مختلف دول العالم، واستطاعوا التعرف على الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة بالمملكة باعتبارها بوابة منطقة الخليج العربي، هذا فضلا عن الترويج الإعلامي الذي شهده المنتدى بحضور كلا من قناتي BBC والعربية وسكاي نيوز إلى جانب الصحافة المحلية، ليفتح بوابة إعلامية واسعة على البحرين، رآها العالم أجمع بصورة اقتصادية بعد أن ظهرت بصورة رياضية، حين تابع على أرضها دورة الألعاب المدرسية.

ولا يكاد العالم يلتقط أنفاسه حتى يبدأ في الاستعداد لحدث آخر كبير، وهو معرض البحرين الدولي للطيران، الذي سينطلق بعد يومين، فتهبط على مدرجه أكبر وأضخم الشركات الصناعية في مجال الطيران والتقنيات المرتبطة به.

وقبل ذلك استضافت البحرين قادة صناعة الطيران العالميين ضمن معرض «روتس وورلد 2024» الذي يعتبر حدثاً دولياً تحرص كل شركات الطيران ومطارات العالم لأن تتواجد فيه لتعقد أكبر الصفقات، وتتلاقى لتناقش العديد من أمور القطاع الجوي، وهذا المعرض تستضيفه البحرين لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وقد سلط الأضواء على المملكة، وأرسل بطاقة تعريفية بهذا البلد العريق إلى كل أرجاء الكرة الأرضية ليكون أيضاً منصة ترويج سياحي غير مباشرة.

ولا يزال لدينا في جعبتنا المزيد فها نحن على موعد مع معرضي سيتي سكيب العقاري الأكبر على مستوى العالم، والجواهر العربية، خلال الفترة من 26 إلى 30 نوفمبر، ولكل منهما جمهوره ومريدوه الذين يحرصون على التواجد والمشاركة والتداول من خلالهما، وأرى فيمن وضع هذين المعرضين جنباً إلى جنب ذكاء وفطنة، فالمعرضان – ورغم اختلاف توجهاتهما – إلا أنهما يجذبان زبائن بعضهما البعض، ومن جاء لشراء عقارات سيتي سكيب، لن تفوته فرصة الزيارة والشراء من معرض الجواهر.

صراحة؛ أجد في هذه الأجندة ومن وضع استراتيجيتها ما يؤكد أن البحرين تعمل بنظام «فريق البحرين» الذي رسخ مفاهيمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، حيث تكاتف مجلس التنمية الاقتصادية مع وزارة السياحة وهيئة السياحة والمعارض، والوزارات المعنية مثل المواصلات والاتصالات، والصناعة والتجارة وجهات أخرى عديدة، ليعزفوا سيمفونية رائعة مازلنا نسمع نغماتها منذ مطلع أكتوبر وحتى نهاية ديسمبر.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية