سعادة النواب، رئيساً ونائبيه وأعضاء، هذه رسالة اعتبروها من مواطن وليست من كاتب وإعلامي. إذ في النهاية كلنا انتخبنا من نظنّ أنه سيمثلنا خير تمثيل، ويكون أميناً على إيصال هموم الناس ورغباتهم، وأن يكون حائط صد ودفاع يحميهم.بالتالي ما ننتظره منكم هو عمل دائم مستمر هدفه تحقيق رضا الناس، وإيجاد أكبر قدر ممكن من الاستفادة لهم، والعمل على تطمينهم بألا شيء سيقبلون به قد يشكّل ضيقاً عليهم.هذا طبعاً إن كنا نريد اختصار التطلّعات بشأن أداء نوابنا إلى الحَدّ الأدنى. وسأُعيد صياغتها ببساطة: «حققوا طموحاتنا، دافعوا عن مكتسباتنا، أفيدونا ولا تضرونا».هل في هذه المطالب شيء خاطئ؟! طبعاً سؤال للناس والنواب أنفسهم، لأنها في الأساس ليست مطالبَ وليدة الساعة، بل هي ما يمكن اعتباره «أساس الشعارات الانتخابية»، هي تحديداً «الوعود الغليظة» التي قدمتوها للناس في حملاتكم الانتخابية، ليثقوا بعدها بمشاريعكم وبرامجكم وأفكاركم، وليمنحوكم أصواتهم بعدها لتصلوا إلى مواقعكم.وللمرة المليون سأقول: هناك من النواب حينما يقرأ هذا الكلام يعتبر ما نشير إليه «منّة» لا يجب أن تطالها، بالبحريني الفصيح «كل مرة تمنّون علينا»؟! والإجابة الواضحة مع احترامي للجميع: نعم من حق الناخب أن يمنّ عليكم، من حقه أن يذكّركم بأنه صوته أوصلكم، صوته الذي سعيتم له سعياً مباشراً وواضحاً، وعليه من حقه أن يطالبكم بتطبيق الوعود، أو أقلها أن يطالبكم بحماية مكاسبه وألا يكون هناك توجّه وتمرير لأي شيء يضيق عليه.وأكرر، مع احترامي لكل من اختاره الشعب، لا يجوز أن تكونوا أنتم كنواب «مصدراً للرعب والقلق» ليدبّ في أوساط الناس. لا يجوز أن تتحدثوا بأسلوب وكأنهم في موقع «الناخب» وليس «النائب». لا يقبل أن تكونوا «متحلطمين» بنفس الطريقة التي «يتحلطم» بها الناس. وإلا ما الفرق بينكم إذاً؟!الناخب يريد منكم الحلول والتحركات المؤثرة، لا يريد منكم أن «تصفّوا جنبه» وتتحدثوا بنفس وتيرته بالنقد والتعبير عن الاستياء! هو انتخبكم لتجعلوه في وضع أفضل، وتمنعوا صدور النقد والاستياء عبر تحقيق المطالب. ولم ينتخبكم لتخرجوا بين الفينة والأخرى وتتحدثوا وكأنكم لستم نواباً، أو أن تبينوا أنفسكم نواباً غير قادرين على إحداث التغيير أو تحقيق التأثير!لديكم أدواتكم الدستورية، وتعرفون جميعكم أنه يمكنكم إحداث التغيير في أي شيء تريدون، تعرفون تماماً أنكم كأربعين نائباً لو اجتمعتم على موقف واحد صنعتم الفارق، لكن بأسلوب صريح وواضح يجعل الناس تتفاءل وتُدرك بأن هناك بالفعل من يقاتل ويعمل لأجلها، لا من يُعلن رفع الراية البيضاء أو يُعلن انهزامه، أو من يسلّم الأمر بأن التغيير صعب، وأن وقف أي توجّه سيضايق الناس أمر صعب.بغضّ النظر عما دار مؤخراً، وطريقة الردود وكأنها مساجلات بين النواب أنفسهم، وهي أمور لا داعي لها أبداً لأن تأثيرها على الناس سلبيّ جداً. إذ هل يجوز أن يرتعب الناس هكذا؟! هل يجوز بأن يتساءلوا نصدّق من؟! وهل يجوز أن نجعلهم يضربون أخماساً في أسداس وينظرون لكل الأطراف وكأنها لا تريد للخير أن يتحقق، رغم أن الكل يعمل ويسعى لأجل تحقيق الأفضل قدر المستطاع في ظل ظروف عصيبة.يا نواب يا كرام، أنتم حائط الصّد، ويُفترض أنكم من يوصل هموم الناس ويعمل على تحقيقها، وهذه شعاراتكم ووعودكم أصلاً، فلا تكونوا مصدر رُعب لمن انتخبكم رجاءً.
Opinion
لا «تُرعبوا» الناس!
11 نوفمبر 2024