يعتبر وسام «فارس الصليب الأعظم الملكي الفيكتوري» الذي منحه جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، تكريماً رفيعاً وأحد أرفع الأوسمة التي يمنحها ملك بريطانيا. يأتي هذا التكريم تقديراً للعلاقات التاريخية الراسخة بين المملكتين على مدار أكثر من قرنين، ويعكس الاحترام المتبادل لدور قيادة البحرين في دعم الاستقرار وتعزيز التعاون بين البلدين.يمثل هذا الوسام، الذي يعد من أعلى الأوسمة البريطانية، تقديراً لجهود جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في تقوية أواصر الصداقة بين البحرين والمملكة المتحدة. وقد عبر جلالة الملك المعظم عن شكره لجلالة الملك تشارلز الثالث على هذا التكريم، مؤكداً على عمق العلاقات التي تربط المملكتين ورغبة البحرين في تعزيز التعاون المشترك.تعود العلاقات البريطانية البحرينية لأكثر من 200 عام، وشهدت زيارات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة السابقة إلى بريطانيا اهتماماً بتطوير هذه العلاقات، حيث ناقش جلالته وقيادة المملكة المتحدة سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي. وقد أسهمت هذه الزيارات في تأسيس شراكات قوية تعزز من التفاهم والاحترام المتبادل.على الصعيد الاقتصادي، تُعد المملكة المتحدة شريكاً رئيسياً للبحرين، وتشهد العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين نمواً متزايداً. وتعمل الشركات البريطانية في البحرين على تطوير قطاعات حيوية مثل النفط والغاز، والقطاع المالي، والبنية التحتية، بينما تمثل البحرين بوابة للمستثمرين البريطانيين إلى منطقة الخليج العربي، مما يعزز من دورها كحلقة وصل اقتصادية مهمة في المنطقة.أما سياسياً، فتتسم العلاقات البحرينية البريطانية بتعاون وثيق يشمل التنسيق في قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، حيث تعتبر بريطانيا شريكاً استراتيجياً للبحرين في تعزيز السلام والأمن في الخليج. وتعمل المملكتان معاً على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، مما يعكس الرؤية المشتركة لقيادتي البلدين لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.كما يحظى الشعب البحريني بتقدير خاص للجالية البريطانية المقيمة في البحرين، خاصة للعاملين في قطاع التعليم، الذين أسهموا بدور مهم في تطوير الأجيال الجديدة ونقل الخبرات العالمية للشباب البحريني، مما يدعم التنمية ويعزز التفاهم الثقافي بين البلدين.وتعتبر المملكة المتحدة وجهة تعليمية مفضلة للطلاب البحرينيين، حيث يسهم خريجو الجامعات البريطانية في نقل المهارات والمعرفة المكتسبة إلى وطنهم، مما يعزز مكانة بريطانيا في قلوب الشعب البحريني كمركز للمعرفة والتميز الأكاديمي.وتأتي زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى المملكة المتحدة ومراسم منحه هذا الوسام تأكيداً على متانة هذه الشراكة التاريخية. في ظل التحديات العالمية، تعكس هذه الزيارة حرص المملكتين على تعزيز الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة والتطلع إلى رؤية مشتركة نحو التنمية المستدامة.إن هذه الزيارات والتكريمات تسلط الضوء على عمق العلاقات بين المملكتين التي أصبحت نموذجاً يُحتذى به في العلاقات الدولية.