كشف معرض البحرين الدولي للطيران مدى قوة وإمكانيات مملكة البحرين في قطاع الطيران والاتصال بداية من تنظيم المعرض واستقطاب الجهات المشاركة والعروض التي تعكس إمكانيات قطاع الطيران من مختلف الجهات وأهم التطورات الحديثة التي تصب في هذا القطاع إلى الكشف عن أهم الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في هذا المجال ومنها نيل مطار البحرين الدولي شهادة التقييم البيئي (IENVA) الإنجاز غير المسبوق في كونه أول مطار في العالم ينال شهادة التقييم البيئي الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي والذي يبرز نهج المطار المبتكر نحو الاستدامة البيئية والعمليات المسؤولة ومن جانب آخر نيل شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات شهادة الفئة الأولى بعد اجتيازه عملية التدقيق الشاملة التي أجرتها إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية «FAA» وغيرها.
إن هذه الإنجازات لمملكة البحرين تعزز من مكانتها كمنصة إقليمية لصناعة الطيران والدفاع وكمركز للابتكار في الشرق الأوسط ومنها تتحرك بوصلة المستثمرين في هذا المجال من القطاعين العام والخاص لتكون هي الاتفاقيات والصفقات المتعددة ومنها ما تم التوقيع عليها في هذا المعرض والتي تعد ثمرة نجاح الجهود الوطنية العاملة في هذا القطاع الذي يساهم في دعم الاقتصاد الوطني لتوفير فرص العمل وإقامة شراكات استراتيجية طويلة الأمد ومن هذه الاتفاقيات الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين أكاديمية الخليج للطيران وشركة Export FACILITATORS لاستقدام جهاز محاكاة طيران كلي من طراز بوينغ من المستوى D إلى البحرين والتي ستجعل البحرين وجهة رائد للتدريب على الطيران، وغيرها اتفاقية مبدئية لمدة 25 عاماً بين شركة المطار ودي اتش إل والتي تهدف إلى إنشاء أكبر منشأة لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات في المنطقة بمطار البحرين الدولي مما سيجعلها تلعب دوراً مهماً في دعم عمليات دي اتش إل وتعزيز مكانة مطار البحرين الدولي كمركز لوجستي رائد في المنطقة بجانب دفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة والنهوض بصناعة الطيران والنقل الجوي على مستوى المنطقة، ومذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها أيضاً بين طيران الخليج والشركة الأردنية لصيانة الطائرات المحدودة «جورامكو» لتزويد الشركة بخدمات الصيانة والإصلاح التي تحتاجها وذلك ضمن الشراكة طويلة الأمد منذ العام 2009 والتي أجرى خلالها أكثر من 250 فحصاً على طائرات أسطول طيران الخليج بنجاح، وغيرها من صفقات تجارية كبرى مع شركات دولية أخرى لتطوير البنية التحتية للطيران في المملكة حيث تحديث أنظمة الملاحة الجوية وتعزيز الأمن السيبراني في قطاع الطيران لتعزيز الابتكار والاستدامة في القطاع بما يتماشى مع رؤية مملكة البحرين 2030 والرؤية القادمة 2050.
إن معرض البحرين الدولي للطيران لهذا العام تميز بإبراز أهم التقنيات المتقدمة في الطيران المدني والدفاعي، بما في ذلك الطائرات ذات التقنيات الحديثة ونظم الطيران المبتكرة. كما كانت هناك المناقشات واللقاءات حول الاستدامة في صناعة الطيران، مع عرض حلول لتقليل انبعاثات الكربون وذلك بوجود اللاعبين الرئيسيين في الصناعة مما يعزز من حجم المشاركة الدولية في النسخ المقبلة وتطوير مساحات العرض والبني التحتية للحدث ليصبح وجهة مفضلة لجميع المهتمين بصناعة الطيران من خلال التركيز على الابتكار والتقنيات المستدامة حيث تهدف مملكة البحرين في تعزيز دورها كمساهم رئيس في دفع عجلة التطور في قطاع الطيران على مستوى العالم.
إن معرض البحرين الدولي للطيران يعد من أهم الفعاليات الناجحة للاستثمار في الفعاليات الكبرى التي تروج للبحرين على الصعيدين الإقليمي والدولي ومن الأحداث البارزة التي تعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية لتحقيق التنمية الاقتصادية وفرصة لفتح آفاق جديدة للتعاون وتقديم الابتكارات التي تخدم صناعة الطيران في المنطقة والعالم.
من هذا المعرض، يشهد العالم على مدى قدرة البحرين الفكرية والمهارية والحسية في صناعة الحدث لتكون وجهة مستدامة لتحقيق اقتصاد وطني متميز.
* إعلامية وباحثة أكاديمية