جاءت الزيارة الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم للمملكة المتحدة لتعبّر عن عمق العلاقات والمكانة الخاصة التي تحظى بها البحرين لدى بريطانيا العظمى وخاصة جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، حيث تعتبر العلاقة البحرينية البريطانية ذات جذور متأصلة شهدت خلالها البحرين العديد من الإنجازات والمشاريع البنيوية والتطويرية وحتى التأسيسية منذ عشرينات القرن الماضي.وتأتي العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين امتداداً لذلك الإرث القديم، حيث عمل جلالة الملك المعظم على تطوير وتأصيل تلك العلاقات عبر العديد من التعاونات والاتفاقيات والشراكات على مختلف الأصعدة، سواء في المجال العسكري والثقافي والاجتماعي وأيضاً على المستوى الرياضي.ولطالما حمل جلالة الملك المعظم شعلة السلام والانفتاح على العالم، من خلال دعوته الدائمة للتعايش والتسامح بين الشعوب، والتي تتمثل بحزمة من المبادرات ذات الطابع العالمي، والتي كان من أبرزها ملتقى البحرين للحوار والذي حمل شعار الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي، بمشاركة قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين متحدثاً من الشخصيات الفكرية البارزة وممثلي الأديان من 79 دولة، ذلك الملتقى الذي صنفه العديد من السياسيين بأنه ملتقى تاريخي يعزّز من أهمية الحوار والتعايش السلمي ومفهوم الشراكة من أجل الإنسانية، حيث اختُتمت أعمال ذلك الملتقى بالإعلان عن إنشاء جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي.إن ذلك الملتقى لم يكن الخطوة الأولى في خاطرة جلالة ملك البلاد المعظم في سعيه نحو نشر ثقافة السلام والتعايش، بل كان بمثابة حجر الأساس لتعبيد طريق طويل تظلّله جملة من المبادرات والملتقيات التي تعكس حرص جلالته على تعزيز التآخي الإنساني والحوار بين الشعوب والثقافات بسلام، ودعم جلالته اللامحدود لتسخير الخير والتقارب بين البشر من دون تمييز من أجل رفعة الأمم والشعوب، وتبرز حرص مملكة البحرين على إبراز مبادئ التسامح والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل بين الجميع في وقت يمر فيه العالم بتحديات صعبة من خلال العديد من المبادرات المبتكرة.أعلى الأوسمة البريطانية جاء تأكيداً على تلك النوايا الإنسانية التي يحملها ملك القلوب للعالم أجمع، وهي رسالة نبيلة وصادقة من ملك لا تغادر الابتسامة محيّاه، يبعث من خلالها رسائل حب وسلام وتسامح تشع من البحرين لتنير العالم بأسره.