المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك يلقي كلمة المجموعة العربية في الاجتماع الأول للمفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن
أكدت المجموعة العربية في نيويورك على رؤيتها وموقفها الثابت من أن الهدف الرئيسي والأشمل لعملية إصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضويته هو ضمان أن تكون كافة المجموعات الجغرافية والإقليمية ممثلة بشكل عادل ومتناسب في عضوية المجلس، وأهمية تركيز عملية الإصلاح على رفع الظلم الواقع على الدول النامية، وخاصة الدول العربية والدول الأفريقية غير الممثلة على الإطلاق بفئة المقاعد الدائمة في مجلس الأمن.
جاء ذلك خلال كلمة المجموعة العربية التي ألقاها سعادة السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بصفته منسق المجموعة العربية في نيويورك لمسألة إصلاح مجلس الأمن، في الاجتماع الأول للمفاوضات الحكومية الدولية خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة حول مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه والمسائل الأخرى المتصلة بمجلس الأمن.
وجدد سعادة المندوب الدائم مطالبة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بتمثيل عربي دائم بكامل الصلاحيات في فئة المقاعد الدائمة في حال أي توسع مستقبلي للمجلس، وأن عدالة التمثيل تتطلب تمثيلًا عربيًا متناسبًا في فئة المقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن الموسع.
وأوضح سعادة السفير أن مطالب المجموعة العربية تستند إلى معايير موضوعية تتمثل في الكثافة السكانية في الدول العربية، وعدد الدول العربية في عضوية الأمم المتحدة، فضلًا عن أن جانبًا كبيرًا من أعمال المجلس والقضايا المطروحة أمامه تتعلق بالمنطقة العربية، وهو ما يستدعي تمثيلًا عربيًا عادلًا ومتناسبًا في المجلس الموسع.
وأضاف سعادة المندوب الدائم أن الأحداث الجارية في المنطقة العربية في الوقت الراهن، خاصةً ما يشهده قطاع غزة منذ أكثر من عام من عدوان إسرائيلي وتوسعه إلى لبنان واعتداءاته المتكررة على سوريا، لدليل واضح على الأهمية القصوى لإصلاح مجلس الأمن وضمان التمثيل العربي الدائم فيه، لما للقرارات التي يتخذها المجلس من تأثير على أمن وسلام المنطقة العربية، بما يجعل من الضرورة تمكين المجموعة العربية متمثلةً بالعضو العربي من المشاركة في اتخاذ قرارات المجلس التي تمس أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وجدد سعادة السفير الترحيب بما تضمنه ميثاق المستقبل الذي اعتمد مؤخرًا من إشارة إلى المجموعة العربية فيما يتعلق بتمثيل المجموعات العابرة للأقاليم، فضلًا عن الإشارة إلى معالجة الظلم التاريخي الواقع على أفريقيا كأولوية.
وأكد سعادة المندوب الدائم على أهمية مسألة التمثيل العابر للأقاليم بالنسبة للمجموعة العربية، حيث إنه ينبغي الاعتراف بخصوصية المجموعة العربية كمجموعة إقليمية في حد ذاتها بمجلس الأمن الموسع دون أن تكون محسوبة على المجموعة الأفريقية أو مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، ويأتي هذا من منطلق أن كل إقليم له خصوصياته التي يستحق أن يُبرزها في مجلس الأمن الموسع.
وأضاف سعادة السفير أن المجموعة العربية تحث على مواصلة المناقشات في أجواء إيجابية بهدف تقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية مشتركة لتحقيق إصلاح موضوعي وجذري لمجلس الأمن، بصفته الجهة المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ليصبح المجلس أكثر قدرةً وفعاليةً على مواجهة التحديات الراهنة والتهديدات المستجدة، في إطار أكثر تمثيلًا وشفافيةً وحيادية ومصداقيةً.