وضع غريب يعيشه منتخبنا الوطني لكرة القدم، بعد فشله في تخطي المنتخب الأسترالي في المباراة التي جمعت المنتخبين على أرضنا وبين جماهيرنا قبل أيام.
الغرابة التي أقصدها تتمثل في استمرار منتخبنا في عدم استغلال الفرص السانحة التي جاءته على مدى الجولتين أو الثلاث الماضيات، التي شهدت تكرار تعثر المنافسين -عدا اليابان- حيث كان بالإمكان لمنتخبنا استغلال تلك التعثرات والظفر بوصافة المجموعة وبأريحية تامة، خاصة وأن هناك ثلاث مباريات على أرضنا فشل منتخبنا فيها من تحقيق تسع نقاط متاحة، وأقصد مباريات منتخبنا مع إندونيسيا والصين ومؤخراً أستراليا.
ولكن بدلاً من ذلك كله، فرّط منتخبنا في الفرص التي جاءته متتابعة وعلى أطباق من ذهب، لكي يستغل تعثرات المنافسين، ولكنه تعثر هو معهم، ومنح بذلك «قبلات الحياة» لمنتخبات لو صحت مع غفلتها فسنجد انفسنا خارج المنافسة تماماً، وأعني المنتخبين السعودي والأسترالي على وجه الخصوص.
إن منتخبنا رغم عثراته إلا إنه لايزال في صلب المنافسة، ولكن القادم سيكون صعباً بل هو الأصعب والكل يعلم بذلك، والمطلوب من المسؤولين في اتحاد الكرة لملمة الإخفاقات في الجولات الماضية، ومحاولة الاستعانة بأصحاب الخبرات للاستفادة من خبراتهم، والجلوس مع الجهازين الفني والإداري للتعرف على نقاط الضعف وتقويتها، وتعزيز الجوانب الإيجابية لمنتخبنا، رغم أنه في الجولات الأخيرة لم أجد منها ما يُذكر.
على منتخبنا أن يدرك جيداً أن الفرص التي جاءت من الصعب أن تتكرر، خاصة وأننا دخلنا مرحلة الحسم التي قد نجد فيها العملاقين السعودي والأسترالي ينفضان الغبار الكروي من على كاهليهما، ويحرثان الملاعب حرثاً لأجل التأهل لكأس العالم، وهنا تكمن الخطورة في أن يتحقق ذلك على حساب طموح منتخبنا، وهذا التحدي الأصعب القادم والذي على المنتخب والقائمين عليه أن يدركوه جيداً.
اختصاراً أقول: إن هناك احتمالات ثلاثة على منتخبنا اختيار أحدها وهي: إما التأهل المباشر ومرافقة اليابان التي لا يشك أحد في تأهلها، أو التأهل للملحق والدخول في مغامرة جديدة، أو عدم التأهل والخروج من الباب الذي اعتاد منتخبنا على الدخول منه. فهل يدرك القائمون على كرة القدم تلك الاحتمالات؟؟!
مسج إعلامي
ما تقدّمه دولتنا من دعم لامحدود في مختلف الألعاب الرياضية في مملكتنا الحبيبة، وخاصة لعبة كرة القدم، يجب أن يقابل بالتقدير والعرفان من اللاعبين والجهازين الفني والإداري للمنتخب، فبلادنا وجماهيرنا الوفية يستحقون الأفضل دائماً.