نجح فريق جراحي بمركز "نيويورك لانجون" الطبي NYU Langone في إجراء عملية زرع رئتين باستخدام تقنيات روبوتية بالكامل، في سابقة هي الأولى على مستوى العالم.

وقادت العملية الجراحية ستيفاني تشانج، الأستاذة المساعدة في قسم جراحة الصدر والقلب ومديرة برنامج زراعة الرئة في المركز.

واستخدمت تشانج، وفريقها نظام "دافنشي 5" Da Vinci XI الروبوتي، لإجراء جميع مراحل العملية، بداية من إزالة الرئتين القديمتين للمريضة، مروراً بتحضير منطقة الزرع، وصولاً إلى زرع الرئتين الجديدتين.

وتمت العملية من خلال شقوق صغيرة بين الأضلاع، مما قلل من الأضرار الجراحية، وزاد من سرعة تعافي المريضة.

ويُعتبر "دافنشي 5" النظام الأكثر استخداماً عالمياً للجراحة الروبوتية متعددة المنافذ، ويتميز بقدرات متقدمة تشمل أدوات جراحية مبتكرة، وتقنيات تصوير متطورة مثل التنظير الفلوري، وحركة الطاولة المتكاملة.

والتنظير الفلوري هو تقنية تصوير متقدمة تُستخدم لتشخيص مجموعة واسعة من الحالات الطبية، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي والرئتين والكلى.

وتستخدم هذه التقنية صبغة فلورية تُحقن في الجسم، تمكّن الأطباء من رؤية الأنسجة والأعضاء بدقة عالية، ما يسمح لهم باكتشاف التشوهات والأمراض بشكل مبكر وفعال.

الجراحة الروبوتية

ويتسم النظام بالمرونة والتنوع، مما يتيح استخدامه في مجموعة واسعة من الإجراءات الجراحية، كما يُساهم في تحسين إدارة المخزون، وكفاءة غرف العمليات بفضل معاييره الموحدة.

ويتميز النظام كذلك بتصميمه الفريد للجراحة من خلال شق واحد أو الفتحات الطبيعية.

كما يعتمد على ذراع واحدة، تقدم 3 أدوات متعددة المفاصل، ومنظار ثلاثي الأبعاد عالي الدقة لتمكين الرؤية، والتحكم في المساحات الضيقة.

الانسداد الرئوي المزمن

خضعت المريضة شيريل ميركار (57 عاماً) للعملية في 22 أكتوبر 2024، بعد 4 أيام فقط من إضافتها إلى قائمة زراعة الرئة.

وعانت ميركار من مرض الانسداد الرئوي المزمن منذ عام 2010، وازدادت حالتها سوءاً بعد إصابتها بعدوى كورونا المستجد في عام 2022.

والانسداد الرئوي المزمن من الأمراض الرئوية الخطيرة وطويلة الأمد.

ويُعتبر مرض الانسداد الرئوي المزمن ثالث أكبر سبب للوفاة عالمياً، ويشمل تفاقم الأعراض صعوبة في التنفس والسعال، وفق منظمة الصحة العالمية.

وأكدت تشانج أن هذا الإنجاز يُمثّل نقلة نوعية في الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن استخدام الأنظمة الروبوتية يحد من الألم بعد العملية، ويضمن أفضل النتائج الممكنة للمرضى.

التكنولوجيا وصحة الإنسان

وتُعد الاستخدامات الطبية المتنوعة لمنتجات عصر الذكاء الاصطناعي من أبرز المجالات التي يبرز فيها دور التكنولوجيا في خدمة صحة البشر.

وفي وقت سابق هذا الشهر، نجح باحثون في توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل عينات بول للمرضى، والتنبؤ بوقت حدوث نوبات تفاقم أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن.

وأظهرت نتائج دراسة لهؤلاء الباحثين، نشرتها دورية "ERJ Open Research"، إمكانات كبيرة لتحسين طرق العلاج والوقاية للمرضى الذين يعانون من هذا المرض المزمن. وخلال الدراسة، أجرى المرضى اختباراً يومياً بسيطاً باستخدام شرائط اختبار البول، ثم أرسلوا نتائجهم عبر هواتفهم المحمولة إلى الباحثين.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات، تَمكّن الباحثون من التنبؤ بتدهور الأعراض قبل حدوثها، مما أتاح اتخاذ خطوات استباقية، مثل تعديل العلاج لتقليل، أو منع تفاقم الأعراض.

واستخدم الباحثون نوعاً من الذكاء الاصطناعي يُسمى الشبكة العصبية الاصطناعية لتحليل التغيرات في مستويات المؤشرات الحيوية، وتوقع موعد تفاقم الأعراض.

وأظهرت نتائج تحليل المشاركين في الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بتفاقم الأعراض قبل نحو 7 أيام من ظهور أي علامات سريرية.