كتب- حسن الستريأكَّد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، خلال افتتاحه أمس الإثنين جامع رأس رمان الكبير بالدور اللافت الذي يضطلع به المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إنشاء الجوامع وإعمارها، مجدداً التأكيد على استمرار المجلس في خطته السنوية لبناء الجوامع. وقال إن مملكة البحرين وبتوجيهات سامية من القيادة الرشيدة تحرص على رعاية الجوامع والمساجد ودور العبادة، لافتاً سموه إلى أنَّ متابعتها المستمرة على رأس أولويات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وأعرب سموه في تصريح على هامش حفل الافتتاح عن سعادته الكبيرة بافتتاح الجامع وبالصورة النهائية التي ظهر بها، مشيداً سموه بتاريخ جامع رأس رمان الكبير، متمنياً أن يضطلع الجامع بدوره التاريخي المشهود في إعلاء كلمة الحق والاعتدال بما يعود بالنفع على البحرين وأهلها، سائلاً الله تعالى أنْ يوفق القيمين عليه إلى الخير والصلاح.وكان سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة قد افتتح صباح أمس جامع رأس رمان الكبير بحضور عدد من المسؤولين وأصحاب الفضيلة العلماء والوجهاء. من جهته، كشف رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية حسين العلوي عن توجه حكومي لبناء جامع ضخم في الدراز ليكون بديلاً لجامع الإمام الصادق، لتعذر توسعة الأخير.وقال في تصريح صحافي، إن: "جلالة الملك المفدى تبرع بأرض لبناء جامع بالدراز مساحتها 65 ألف متر مربع، وذلك بعد تعذر توسعة جامع الإمام الصادق لوجوده داخل المقبرة، ولعدم كفايته لاستيعاب القديم، ومن المتوقع أن يبنى فيه مواقف سيارات ومحلات وقفية للجامع، وسيكون في مستوى جامع سترة الكبير، ولم تحدد موازنته لحد الآن”. ويؤم حالياً الشيخ عيسى قاسم صلاة الجمعة بجامع الإمام الصادق”.من جهته، أعرب عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وكيل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف للشؤون الإسلامية الشيخ د.فريد المفتاح عن سعادته بافتتاح الجامع، مؤكداً أن "عمارة بيوت الله تعالى؛ تشييداً وبناءً وتعبداً وذكراً؛ تعدُّ من أجلِّ وأعظم القربات إلى الله تعالى”.وأضاف أن "المسلمين منذ عصر النبوة وحتى يومنا هذا، وإلى قيام الساعة إنْ شاء الله تعالى، دأبوا على التسابق والتنافس في خدمة بيوت الله تعالى بتشييدها وصيانتها وعمارتها، وتوارث المسلمون جيلاً بعد جيل هذه الرسالة الخالدة النبيلة”. وأكد حرص القيادة الرشيدة على المضي قدماً في حمل هذه الرسالة، وتكليف الجهات المعنية ودعمها بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي؛ للقيام بدورها المنوط بها في خدمة المساجد والجوامع والحفاظ عليها، ببنائها وصيانتها وتعهدها”، مشيراً إلى أن الدولة، أنفقت ما يزيد على 24 مليون دينار في غضون ثماني سنوات، على بناء وتشييد دور العبادة من جوامع ومساجد وصيانة مقابر”. وأضاف أنَّ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يأتي في مقدمة تلك الجهات لعنايته واهتمامه في بناء وتشييد الجوامع، إضافة إلى ما يبذله المجلس من جهود مشهودة، في تشييد العديد من الجوامع والمساجد الكبرى في مختلف محافظات ومناطق البحرين”. منوهاً بالتوجيهات السامية من قبل جلالة الملك إلى تقديم كل أشكال الدعم للجهات المختصة بتشييد وعمارة الجوامع والمساجد والمآتم، وأشاد بالمتابعة الحثيثة المستمرة من قبل الحكومة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وبما يبذله صاحب السمو الملكي ولي العهد من رعايةٍ واهتمام بهذا الجانب.وأثنى المفتاح على جهود رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، واهتمامه البالغ ودوره الدؤوب الفاعل في بناء الجوامع والمساجد، مستعرضاً بعض الجهود التي تبذلها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وما تقوم به إدارتا الأوقاف السنية والجعفرية لرعاية دور العبادة. وفي سياق ذي صلة، أكد أن "الجوامع من مسمَّاها ومضمون رسالتها وأهدافها تؤسس للاجتماع، وتدعو للتصالح؛ بل وتُعمق الوحدة، وتربِّي على الأخلاق النبيلة، وتنبذ الخلاف والعنف والفرقة”، مضيفاً: "لقد عشنا معاً على هذه الأرض الطيبة المباركة، على أرض مملكة البحرين، هذا الوطن العزيز، الذي تعايشنا فيه باحترام وتعاون وسلام، وسنظل كذلك إخوةً متحابِّين متآلفين، توحِّدنا هذه الجوامع، وتجمع قلوبنا على محبة الله تعالى ومحبة رسوله "عليه الصلاة والسلام” وآل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وعلى محبة هذا الوطن وأهله جميعاً”، حاثّاً على التعاون والتوافق لتثبيت دعائم الأخوة والوحدة واجتماع الكلمة، مشاركين في نهضة بلادنا وتقدمها؛ بالحفاظ على وحدتها واستقرارها ورخائها وازدهارها. ودعا إلى المصالحة والتكاتف والتفاهم والتنازل عن بعض الرغبات والمطالب والمصالح من أجل اجتماع الكلمة، وتماسك الصف، وتوحُّد البلاد، مقدِّراً المواقف والمبادرات التي قَدَّمت المصلحة العامة للوطن من شخصيات دينية ووطنية حكيمة عاقلة من كل الأطراف. إلى ذلك، ألقى رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية حسين العلوي كلمة بالمناسبة رفع فيها شكره وتقديره إلى القيادة الرشيدة على المساعي الطيبة، والجهود الحثيثة والبناءة التي تُبذل من أجل تشييد دور العبادة في ربوع الوطن.وقدم شكره إلى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة على تشريفه الحفل ورعاية سموه له، مشيداً بجهود سموه الكبيرة ورعايته وإشرافه المتواصلين من أجل إعادة بناء الجامع. كما شكر أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على إسهاماتهم في إتمام بناء الجامع.وأكد أن "افتتاح هذا الجامع اليوم يحقق أسمى أهداف إعمار بيوت الله، وهذا ما عهدنا عليه الجهات الرسمية، ومنها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وإدارتا الأوقافين”.ويقع جامع رأس رمان الكبير على مساحة تقدَّر بـ880 متراً مربعاً، ويتسع لأكثر من 1800 مصلٍّ، واستغرقت مدة إعادة البناء للجامع نحو أربع سنوات.