أعلنت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عن تصدر مملكة البحرين لمؤشرات الأمم المتحدة بشأن مساهمة المرأة في قطاع الفضاء، جاء ذلك في الدراسة الصادرة مؤخرًا عن برنامج "الفضاء من أجل المرأة SPACE4WOMEN" التابع لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA) والتي تحمل عنوان "معالم المساواة بين الجنسين في قطاع الفضاء". هذه الدراسة الشاملة، التي تم الكشف عنها في المؤتمر الدولي الخامس والسبعين للملاحة الفضائية IAC 2024، هي الأكبر من نوعها، حيث تضم رؤى وبيانات إحصائية من 53 وكالة فضاء ومنظمة فضائية من مختلف دول العالم.
وكشفت الدراسة أن النساء يشكلن 30٪ من القوى العاملة في منظمات الفضاء في القطاع العام، لكن تمثيلهن يظل منخفضًا في المناصب القيادية ومجالس الإدارة حيث يشغلن 19٪ فقط من مناصب مجلس الإدارة و21٪ من المناصب القيادية. كما أوضحت الدراسة أن النساء ممثلات بشكل أقل بكثير في الأدوار الفنية ورواد الفضاء وصناعة السياسات، ومع ذلك تتصدر النساء في الأدوار التعليمية، والتوعية، والموارد البشرية، والإدارية.
تشير هذه الدراسة إلى خطوة محورية نحو سد الفجوة بين الجنسين في صناعة الفضاء، وتسلط الضوء على الجهود الجارية والحاجة إلى سياسات أكثر قوة لدمج المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء القطاع.
يذكر أنه تم إجراء هذه الدراسة بدعم سخي من حكومة جمهورية كوريا. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت حكومة كندا ووكالة الفضاء الكندية بمدخلات قيمة نحو تطوير "مجموعة أدوات دمج النوع الاجتماعي في قطاع الفضاء"، حيث توفر هذه المجموعة حلولاً عملية للدول الأعضاء لتعزيز المساواة بين الجنسين ودمج منظور النوع الاجتماعي في سياسات وممارسات الفضاء.
حول دور مملكة البحرين في إعداد هذه الدراسة والنتائج التي حققتها قال سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة: "شاركت مملكة البحرين ممثلة في الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بفعالية في إعداد هذه الدراسة من خلال تقديم المعلومات المطلوبة والاجابة على الاستفسارات من فريق الإعداد، إضافة لمساهمة عدد من منتسبات الهيئة في الجهود التي مهدت لتنفيذ هذه الدراسة الأممية. كما ان الهيئة حريصة على تعزيز المساواة بين الجنسين في مختلف مبادراتها الفضائية، بما يحقق توجيهات القيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها، ويعكس التزام مملكة البحرين بخلق قطاع فضائي وطني شامل من خلال مشاركتها في برامج مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي وجهودها لتنفيذ سياسات تمكين المرأة في قطاع مهم وحيوي مثل قطاع الفضاء. إن نجاحات المملكة في تمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يعد نموذجا لدول العالم التي تسعى إلى تحقيق التكافؤ بين الجنسين في صناعة الفضاء."
كما أوضح الدكتور العسيري في حديثه: "أن نتائج الدراسة أكدت على صحة النهج الذي تتبناه مملكة البحرين نحو تمكين المرأة بمتابعة من المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي قرينة ملك البلاد المعظم حفظها الله، حيث احتلت المملكة المركز الأول على مستوى دول آسيا والمحيط الهادئ، وعلى مستوى العالم احتلت المركز الثالث مكرر في مؤشر " التمثيل العام للمرأة في منظمات الفضاء في القطاع العام"، والمركز الرابع في مؤشر " القيادة النسائية في مؤسسات الفضاء بالقطاع العام"، والمركز الخامس في مؤشر "تمثيل المرأة في الإدارة في منظمات الفضاء في القطاع العام" حيث تجاوزت نسبة النساء 50% في كافة هذه المؤشرات. ومجلس إدارة الهيئة وإدارتها التنفيذية حريصين على المحافظة على هذه النتائج والسعي لتحقيق مزيد من التقدم في كافة المؤشرات بمشيئة الله".
من جانبها قالت مهندسة الفضاء عائشة الحرم رئيس قطاع تصميم الأقمار الاصطناعية في الهيئة: " إن تصدر مملكة البحرين لمؤشرات تمكين المرأة في هذا المجال هو إنجاز غير مسبوق ويُبرز التزام المملكة بتعزيز مكانة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي يجعلها مثالاً يُحتذى به في تمكين المرأة في قطاع الفضاء، وهو قطاع عالمي يُعرف بتدني تمثيل المرأة فيه. لقد أتاحت إدارة الهيئة لي الفرصة للمشاركة ضمن فريق الخبراء المعني بمبادرة "الفضاء من أجل المرأة" والذي ساهم في توفير المعلومات حول تمثيل المرأة في وكالات الفضاء والمنظمات العالمية المعنية بقطاع الفضاء، إضافة إلى إجراء مقارنات شاملة بين السياسات الداعمة لتواجد المرأة وتقدمها في قطاع الفضاء. وقد كانت التجربة فرصة مميزة لتعريف ممثلي الدول المشاركة بمكانة المرأة في المجتمع البحريني وما حققته من إنجازات على كافة الأصعدة تُظهر دعم قيادتنا الرشيدة في خلق بيئة متكاملة تسعى لتمكين المرأة وتقديمها كشريك حقيقي في التطور العلمي والمعرفي."
كما بينت الأستاذة أمل البنعلي رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي والمشاريع في الهيئة: "إن نتائج هذه الدراسة وحصول الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء هذا العام على شهادة تكريم من المنظمة الدولية للملاحة الفضائية نظير تحقيقها لتكافؤ الفرص بين الجنسين، وتمكين الشباب، وكذلك إحرازها في عام 2022 لجائزة "3G Diversity" العالمية المقدّمة من قبل المنظمة نفسها، لتميٌزها على أكثر من 75 دولة من حيث نسبة المرأة في قطاع الفضاء على المستوى العالمي، ومتوسط عمر منتسبيها وحرصها على التميز ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يؤكد على أن الهيئة ماضية قدماً في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في قطاع الفضاء وعلوم المستقبل بخطى ثابته ووفق منهجية مدروسة".