في ظل أجواء من القلق والإرباك، يواجه عالم الخيول في أزمة صحية خطيرة بسبب انتشار مرض فيروسي شديد العدوى يُعرف بـ"الرينوبنومونيا".

هذا المرض القاتل لا يهدد فقط صحة الخيول، بل يضع مستقبل قطاع الفروسية الفرنسي تحت خطر حقيقي.

فما هي أبعاده، وكيف يمكن الحد من تداعياته؟

وشهدت فرنسا في الأسابيع الأخيرة تفشيًا لمرض "الرينوبنومونيا"، وهو عدوى فيروسية تصيب الخيول، وتعد من أخطر التهديدات الصحية التي تواجه القطاع. هذا المرض، الذي يسببه فيروس الهربس الخيلي من نوعي HVE1 و HVE4، ينتقل بسرعة كبيرة بين الحيوانات، ما يجعل السيطرة عليه تحديًا كبيرًا.

أنواع المرض وتأثيراته، الشكل التنفسي، ويعد الأكثر شيوعًا، ويتسبب في ظهور أعراض مثل الحمى، فقدان الشهية، وصعوبة التنفس، والشكل العصبي الذي يعد الأكثر خطورة ونُدرة، حيث يؤدي إلى اضطرابات حركية، فقدان التوازن، وحتى الشلل والموت، بحسب محطة "20 مينيت" الفرنسية.

ورغم أن المرض لا يُشكل خطرًا على الإنسان، إلا أن عواقبه على صحة الخيول والقطاع الاقتصادي المرتبط بها كارثية.

مصدر العدوى والإجراءات الوقائية

وتشير التقارير إلى أن تجمعًا فروسياً في منطقة "سارث" قد يكون نقطة انطلاق انتشار المرض إلى عدة مقاطعات فرنسية.

ومنذ ذلك الحين، أصدرت السلطات الصحية إجراءات صارمة تهدف إلى احتواء العدوى، شملت؛ عزل الخيول المصابة لتجنب اختلاطها مع الحيوانات السليمة، التطعيم الإجباري للخيول في المناطق الموبوءة، تقييد حركة الخيول بين المناطق المشتبه بتفشي المرض فيها.

ويحذر خبراء القطاع من التأثيرات السلبية الكبيرة لهذه الأزمة، سواء على مستوى صحة الخيول أو الاقتصاد. يقول إتيان دوبريه، طبيب بيطري متخصص في الأمراض الفيروسية: "هذا التفشي غير المسبوق يعكس هشاشة نظام الوقاية لدينا.

إذا لم يتم اتخاذ تدابير فعالة، فقد نشهد انخفاضًا كبيرًا في أعداد الخيول وتراجعًا في النشاطات المرتبطة بها مثل السباقات والتدريب."

بدورها، أشارت ماري لافوا، مديرة اتحاد الفروسية الفرنسي، إلى أهمية التحرك السريع قائلة: "القطاع يواجه تحديًا مزدوجًا: حماية صحة الخيول وتأمين استمرارية النشاط الاقتصادي.

تكلفة هذا التفشي ليست فقط على المستوى الصحي، بل تطال آلاف الوظائف التي تعتمد على هذا القطاع."

وفي مواجهة هذا التحدي الكبير، يبقى الحل مرهونًا بالتعاون بين الجهات الصحية والمربين لتطبيق إجراءات الوقاية بصرامة. فالرينوبنومونيا لا تهدد فقط الخيول، بل تهز أركان صناعة بأكملها تعكس جزءًا من التراث والثقافة الفرنسية.