العملات المشفرة الخضراء هي عملات رقمية تهدف إلى تقليل الأثر البيئي المرتبط بتعدين العملات المشفرة من خلال تقنيات مبتكرة تركز على كفاءة الطاقة والاستدامة.

وتستخدم تلك العملات تقنيات مثل "إثبات الحصة"Proof of Stake بدلا من "إثبات العمل"Proof of Work ، ويقلل ذلك بشكل كبير من استهلاك الطاقة، ومن أبرزها "كاردانو، وألجوراند، وتشيا" التي تتسم باستهلاك أقل للطاقة وتكنولوجيا صديقة للبيئة.

أهمية العملات المشفرة الخضراء

تعتبر العملات المشفرة الخضراء مهمة بشكل خاص في ظل الوعي المتزايد بشأن التغيرات المناخية وأثر الأنشطة البشرية على البيئة.

وتشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف المستثمرين يهتمون بتأثير الشركات على البيئة عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.

إضافة إلى ذلك، فإن تقنيات التعدين التقليدية مثل تلك المستخدمة في بيتكوين تساهم في انبعاثات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون، حيث تشير التقارير إلى أن الأصول المشفرة تنتج ما بين 110 إلى 170 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. لذا، يعتبر التحول إلى العملات المشفرة الخضراء خطوة مهمة نحو تقليل هذا الأثر البيئي.

كيف تعمل العملات المشفرة الخضراء؟

تستخدم معظم العملات المشفرة الخضراء تقنيات مثل إثبات الحصةPoS ، حيث يقوم المستخدمون "بالمراهنة" بعملاتهم للتحقق من المعاملات بدلا من الاعتماد على عملية التعدين المكثفة للطاقة.

ومن خلال ذلك النظام، يتم اختيار المشاركين بشكل عشوائي للتحقق من الكتل بناءً على عدد العملات التي راهنوا بها، مما يقلل من الحاجة إلى استهلاك طاقة هائلة في عمليات التعدين.

ومثال على ذلك هو الإيثريوم، الذي تحول إلى إثبات الحصة بعد دمجه في عام 2022، مما أدى إلى خفض انبعاثاته الكربونية بنسبة 99.992%.

الاستراتيجيات لتقليل البصمة الكربونية

لتعزيز الاستدامة، تعتمد العملات المشفرة الخضراء على عدة استراتيجيات مبتكرة:

استخدام الطاقة المتجددة: العديد من العملات المشفرة الخضراء تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

برامج أرصدة الكربون: تقوم بعض العملات مثل كاردانو وألجوراند بتعويض انبعاثاتها الكربونية من خلال شراء أرصدة كربونية من مشاريع أخرى تهدف إلى الحد من التلوث.

التعدين المسبق: تقنية "التعدين المسبق" التي تستخدمها بعض العملات مثل "XRP" وتقلل من الحاجة للطاقة من خلال سك الرموز مسبقًا قبل طرحها في السوق.

ما هي التحديات والعوائق أمامها

على الرغم من الفوائد البيئية للعملات المشفرة الخضراء، تواجه هذه العملات بعض التحديات التي تعيق تبنيها على نطاق واسع:

المقاومة الثقافية: يتردد البعض في التحول إلى تقنيات جديدة مثل إثبات الحصة بسبب اعتمادهم على تقنيات التعدين التقليدية التي اعتادوا عليها.

التحديات التنظيمية: يفتقر قطاع العملات المشفرة إلى لوائح بيئية واضحة، مما يجعل من الصعب تطبيق معايير بيئية فعالة.

الشكوك في فعالية تعويض الكربون: لا يزال البعض يشكك في مدى فعالية برامج تعويض الكربون، ويعتقدون أنها قد تكون مجرد أداة دعائية للشركات دون أن تحقق تغييرًا حقيقيًا في البيئة.

وفي النهاية العملات المشفرة الخضراء تقدم حلًا واعدًا في مواجهة التحديات البيئية المرتبطة بتعدين العملات المشفرة التقليدية.

ويتم استخدام تقنيات مثل إثبات الحصة والطاقة المتجددة، يمكن لهذه العملات أن تلعب دورًا مهمًا في تقليل البصمة الكربونية لصناعة العملات الرقمية.

ومع ذلك، يحتاج القطاع إلى مزيد من الدعم من خلال تشريعات واضحة وبرامج تعويض كربوني فعالة لضمان نجاح هذه المبادرات على المدى الطويل.