نشر المجلس الأعلى للمرأة تقريراً مميزاً عن المكانة الرفيعة التي تبوأتها المرأة البحرينية عبر حراكها المجتمعي، وتضمن التقرير محطات عديدة قرنت بشعارات عكست الإنجازات المتميزة لنساء البحرين في السنوات الأخيرة، وتم الإعلان عن عنوان: «المرأة شريك جدير في بناء الدولة» احتفاء بيوم المرأة البحرينية لهذا العام، والذي يصادف اليوم، وترعى احتفاليته «سيدة البحرين الأولى» صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.

أشرت للتقرير لهدف، وهو تركيزه على التطورات الحديثة للمرأة البحرينية، في حين لو أردنا الحديث بشمولية عن المرأة البحرينية ودورها في بناء هذا الوطن، لاحتجنا لمجلدات عديدة، وسنضطر للعودة عقوداً طويلة في سجلات التاريخ لأكثر من قرن ونصف، حتى ندرك بأن نساء هذا الوطن كن أساساً لبناء البحرين.

نعم هم الأساس، لأنهن هم «مصنع الرجال» الذين بسواعدهم بنيت البحرين وتطورت ونمت وكبرت وأصبحت على ما هي عليه. ولأنهم لم يكن فقط سيدات منازلهن، بل كن فاعلات في المجتمع، وعاملات جنباً إلى جنب مع الرجل منذ القدم.

المرأة البحرينية كان لها السبق والريادة في المنطقة في جوانب عديدة، بدايتها مع التعليم النظامي بالتزامن مع الرجال، وبعدها في محافل العمل المختلفة، في الطب والتدريس وغيرها. بل يشهد تاريخ المنطقة على أن المرأة البحرينية كانت النموذج الجميل لأقرانها في المنطقة.

المجلس الأعلى للمرأة الذي أنشأه جلالة الملك المعظم، وترأسته سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، والذي سبق بتأسيسه حتى تحول البحرين إلى مملكة دستورية، جاء ليكون بمثابة «جوهرة التاج» بالنسبة لتاريخ المرأة، توثيقاً لهذا التاريخ الحافل، وإعلان انطلاقة مؤسسية منظمة ومدروسة لتمكين المرأة البحرينية، وترسيخ مكانتها كعنصر بناء فاعل لهذا الوطن، ومنها لعملية التطوير في الحضور وتولي المسؤولية، وشهدت المنطقة سطوع نجومية لبنات البحرين ونسائها عبر تولي المناصب الرفيعة، ودخول البرلمان ومنافسة الرجال، وإثبات الجدارة في كثير من المحطات.

اليوم حينما نحتفل بيوم المرأة البحرينية، فإننا لسنا نحتفل بمكون من مكونات الوطن، بل نحتفل بأساسه، نحتفل بالمرأة التي ولدت وربت وتعبت وكبرت وعملت وضحت، لأجل أن تصنع من نسلها رجالاً يخدمون أوطانهم ويذودون عنها. نحتفل بالمرأة التي لم تكتفِ ببناء بيتها وتعميره، بل مضت لتبني وطنها وعمره وتطور منه، وسجلت اسمها بقوة كعنصر فاعل لا يمكن إلغاؤه أو تجاهله، بل عنصر تنحني له الأعناق احتراماً، وتصفق له الأيادي تقديراً على الجهود والمنجزات.

تحية لكل فتاة وسيدة بحرينية في يوم المرأة البحرينية، لكل واحدة منهن فضل في بناء الوطن وصناعة رجاله. تحية إجلال لجلالة الملك المعظم الذي عزز من مكانة المرأة ووضع الثقة فيها وجعلها في مرتبة واحدة مع الرجال العاملين لأجل رفعة البحرين. تحية لأميرة البحرين، السيدة الأولى، أم سلمان، فإنجازات المرأة البحرينية تحت قيادة سموها تحكي الكثير والكثير، وتخلد في تاريخ هذا الوطن بماء الذهب.