حسن الستري


دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة في 14 من مايو 2022 حقبة جديدة ومشرقة من تاريخها الحديث، هي حقبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد أن انتخب حكام الإمارات السبع في دولة الإمارات العربية المتحدة، سموه رئيساً للدولة، ليبدأ رسمياً مع هذا التاريخ. كتابة سطور تاريخ حقبة محمد بن زايد الواعدة والطموحة، والمليئة بالكثير من الثقة والأمل.

واحتفلت الإمارات في ذلك اليوم بمبايعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهي على ثقة تامة بأنه الأمين على آمال وأحلام الإماراتيين، والقادر على إكمال مسيرة والده الراحل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وصاحب مرحلة التأسيس، وأخيه الراحل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، صاحب مرحلة التمكين، وكما كان متوقعاً، فقد كان الشيخ محمد على قدر تلك الآمال وأكثر، فكان الاستقرار والازدهار والتقدم، هو العنوان العريض لأول عامين من حقبته.

كانت الطريق أمام محمد بن زايد مليئة بالكثير من الصعوبات والعقبات، فقد استلم سموه قيادة الدولة بعد أسابيع قليلة فقط من بدء الحرب في أوكرانيا، وهي الحرب التي من الممكن أن تتحول في أي لحظة إلى حرب عالمية جديدة. كما أنه كان قد بدأ حقبته، في وقت كان العالم يدخل فيه في مرحلة التعافي بعد عامين من مرحلة جائحة فيروس كورونا القاسية.

وتجلت حكمة سموه بوضوح، من خلال العديد من القرارات والسياسات الرزينة والواقعية والحاسمة التي أتخذها بثقة وجعلته يمضي ببلاده قدماً نحو المزيد من التطور والازدهار. واتبع سموه سياسة اليد الممدودة والتسامح، وتعالى عن الكثير من الخلافات مع الجميع على حد سواء، وقد ساهم هذا التوجه في تهدئة الأمور في المنطقة، وصنع لبلاده مظلة متينة تصون أمنها واستقرارها من الشرارات المتطايرة الكثيرة، الناتجة عن الأزمات العديدة في هذه المنطقة، هذا ولم يكتف الشيخ محمد بذلك فقط، بل عمل أيضاً وبمسؤولية كبيرة على المساهمة في استقرار الدول الجارة والصديقة. فدعم مصر، وقدم لها الكثير من الدعم مراراً وتكراراً، وكان آخرها ضخ 35 مليار دولار في الاقتصاد المصري عبر مشروع رأس الحكمة.

ودفعته حكمته بشجاعة لاتخاذ موقف الحياد والابتعاد عن الاصطفافات في الأزمات الدولية، فكان في الحرب الأوكرانية على مسافة واحدة من الطرفين.

أما الشراكة فقد بنيت على فلسفة مفتوحة، فألهم سموه الشباب والنساء وشرائح المجتمع الإماراتي كافة، ليكونوا شركاء في صناعة ازدهار وتقدم بلادهم، بالإضافة طبعاً إلى المقيمين والمبدعين الذين كانوا شركاء حقيقيين في قصة نجاح دولة الإمارات. واستغل سموه بأفضل الطرق العائدات النفطية لضخ الأموال في الأسواق الداخلية، ولزيادة الاستثمار في العديد من المشاريع الحيوية في الدولة، فقام بتعزيز البنى التحتية التي تعتبر من العوامل الأساسية للتقدم والازدهار. وبالنسبة للتجارة غير النفطية في عهده، واصلت التجارة الخارجية غير النفطية للدولة في النصف الأول من العام 2024 مسارها الصاعد الذي بدأته منذ سنوات، واستمرت في زيادة مكاسبها نصف السنوية بشكل قياسي أعلى من حاجز التريليون درهم، الذي كانت قد تخطته لأول مرة في النصف الثاني من 2021.

وتعكس بيانات التجارة الخارجية الإماراتية خلال النصف الأول من 2024 الأداء القوي للصادرات التي تمكنت من زيادة حصتها من إجمالي التجارة الخارجية وصولاً إلى 18.4%، وحققت الصادرات غير النفطية مع أهم 10 شركاء تجاريين نمواً بنسبة 33.4% وباقي الدول نمواً بنسبة 12.6%

وبلغت قيمة عمليات إعادة التصدير 345.1 مليار درهم خلال النصف الأول من 2024 بنسبة نمو 2.7%، مقارنةً مع ذات الفترة من 2023، وبزيادة بلغت 11.2%، و40% بالمقارنة مع ذات الفترة من عامي 2022 و2021 على التوالي. وإجمالاً حققت عمليات إعادة التصدير نمواً بنسبة 7.6% مع أهم 10 شركاء تجاريين للدولة، وبالنسبة لواردات الدولة من السلع غير النفطية، فقد اقتربت من 800 مليار درهم خلال النصف الأول من 2024 بنمو 11.3% بالمقارنة مع ذات الفترة من 2023 وبزيادة 34.6% مقارنة مع ذات الفترة من 2022، وارتفعت الواردات الإماراتية من معظم الأسواق الرئيسية خلال النصف الأول من 2024، حيث شهدت أهم 10 أسواق تستورد منها الإمارات نمواً بنسبة 7.2%، وبحصة تتجاوز 48.7% من إجمالي واردات الدولة.

وبالمقابل فإن باقي الدول التي تستحوذ على ما نسبته 51.3% من الواردات الإماراتية حققت نمواً بنسبة 15.4% في النصف الأول من 2024 مقارنة مع ذات الفترة من 2023.