كتب - أحمد الجناحي وياسمين صلاح:رغم فكرة المسرحية المذهلة، وسعيها لمعالجة قضية مظلومية المرأة من كافة جوانبها، إلا أن العرض لم يحسن استغلال أدواته لإيصال الفكرة للمشاهد.على أنغام العود وفي مسرح الصالة الثقافية، بدأ عرض «قيد امرأة» أمس قبل يوم من ختام فعاليات مهرجان أوال المسرحي السابع، واستمر العرض على ذات الوتيرة مدة ساعة كاملة، وحاول مقاربة مفهوم تحرير المرأة من عادات قديمة كسرت أجنحتها في جميع أنحاء العالم وخاصة بالوطن العربي. كسر العرض روتين استخدام اللغة العامية الدارجة، منتقلاً إلى العربية الفصحى الجميلة، لكن المخرج وقع في الفخ، وتململ المشاهد بدأ بالنظر لساعته رغم قصر المسرحية، حيث كانت المسرحية عبارة عن مشهد واحد بين ممثلين اثنين، يتبادلان أطراف الحديث ويتشاجران دون تغيير، ورغم حركتهم الدائمة على خشبة المسرح، يشعر المشاهد بروداً في المشهد رغم سخونة السيناريو، وهذه كانت مسؤولية الممثلين.لم يستغل العرض كل الإمكانات والأساليب لإيصال فكرته للجمهور، بل ترك في أذهانهم أسئلة مختلفة وترك بعض الأفكار دون أن يكملها بالصورة الصحيحة.أسلوب المسرحية الجاف والنمط الواحد المتكرر في المشاهد كان باباً تسلل منه الملل، إلى جانب محاولة الوصول للخطوط الحمراء كأن يحاول الأب تفريغ شهوته بابنته متجاهلاً جمهوراً متحفظاً يتابع العرض. وبين ديكور غير واضح واستخدام لأدوات في غير محلها، تتخبط العقول محاولة تحليل كل العناصر المرئية، ويتشتت المتلقي ولا يجد أي رابط بين تلك الاستخدامات المختلفة لذلك كان السؤال الأهم ما المقصود من البراويز المستخدمة في الديكور؟ ويبقى السؤال معلقاً دون إجابة حيث تركها المخرج محمد الحجيري مفتوحة التفسير للجمهور.في تعليقه على العمل ركز المخرج والمؤلف محمد الحجيري على أهمية حفظ كرامة المرأة وإعطائها حريتها كاملة، لافتاً إلى أن البحرين تعتبر دولة متقدمة تكفل حرية المرأة.وقال «أردت أن أوصل للجمهور دور المرأة في الحياة، فنحن كشعوب عربية نعامل المرأة كأنها شيء ثانوي في الحياة رغم أنها نصف الحياة والمجتمع؟ ومقولة إن الرجل العربي يظلم المرأة خاطئة، لأنها مظلومة في جميع أنحاء العالم هذا من وجهة نظري، وهذا ما طرحته في النص، ووجود المجلس الأعلى للمرأة في البحرين يعطي المرأة البحرينية حقها». الممثل سيد محمد باقر لم يتردد في تمثيل المسرحية لإيمانه بأهمية إعطاء المرأة حقوقها وحريتها لتكون صانعة للمستقبل، ويقول «أرى في المجتمع في الفترة الأخيرة تطوراً لإعطاء المرأة حرياتها، ولكن مازالت هناك عقول قديمة تقيدها».