في الثاني من ديسمبر، يتوقف الزمن لحظة، ويعود بنا إلى يوم تاريخي في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة؛ يوم أعلن سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مع إخوانه حكام الإمارات، عن ولادة اتحاد قوي وأبدي، والذي كان بداية حكاية لم تقتصر على تحول سياسي؛ بل على قصة وطن مع طموحات بلا حدود وأحلام تلامس السماء.اليوم؛ وبعد 53 عاماً من الاتحاد، ما زالت الإمارات تحتفظ بتلك الرسالة التي زرعها سمو الشيخ زايد في قلوب شعبه، وأصبح كل إماراتي وإماراتية، حاملاً لهذا الإرث العظيم؛ فرسالة الاتحاد اليوم هي أمانة تنتقل عبر الأجيال، وأصبحت جزءاً من هوية كل فرد في الدولة.وبعد أكثر من نصف عقد من الزمن؛ نجحت الإمارات في التحول لدولة متقدمة على مستوى العالم، فما تحقق اليوم جعل من هذه الدولة الفتية أحد أبرز الدول في مجالات التنمية والابتكار؛ فمن المدن العصرية إلى الريادة في الفضاء والطاقة المتجددة، هذه المعجزة لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وها هي اليوم تستمر تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي حمل الرسالة وأكمل المسيرة.ولأن الإنجازات لا تتوقف الإبداع والإنجاز المادي فحسب؛ فللإمارات قصة أخرى عنوانها الرئيس، التسامح، حيث احتضنت جميع الجنسيات وفتحت أبوابها للجميع، وتجسدت فيها قيم العدل والمساواة التي زرعها المؤسس، لتصبح نموذجًا للتعايش، فأينما طفت فيها ترى روح الإنسان والحكمة في كل قرار وكل فعل، وتظل هذه الروح حية في قلوب أبناء الإمارات الذين يواصلون العمل من أجل غدٍ أفضل.ولا يمكننا في هذا اليوم العظيم أن ننسى العلاقة الخاصة التي تجمعنا في البحرين مع الإمارات. علاقة أخوة لا يمكن اختصارها بكلمات، فهي علاقة مبنية على وحدة الدم والمصير. منذ أيام الآباء المؤسسين، كان البحرين والإمارات يداً بيد، متحدين في التحديات، متعاونين في الآمال. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه العلاقة مثالاً للتعاون والتكامل بين دول الخليج في كل مجال، من الاقتصاد إلى الثقافة.اليوم، ونحن نحتفل بالاتحاد في الإمارات، نحتفل أيضًا بالعلاقة الأخوية بين البحرين والإمارات، التي شهدت تطوراً مستمراً في السنوات الأخيرة. ومع كل خطوة نخطوها معًا، نزداد قوة، سواء في مواجهة التحديات أو في بناء مستقبل مشترك. نعلم جميعاً أن هذا التعاون هو السبيل لتحقيق ما هو أفضل لنا ولأجيالنا القادمة.في هذه المناسبة، نتذكر أن الاتحاد هو سر القوة، وأن العلاقة بين البحرين والإمارات هي شهادة حية على أن التعاون بين دولنا هو الطريق لتحقيق الازدهار المشترك.كل عام والإمارات وأهلها بخير، وكل عام والعلاقة بين البحرين والإمارات تزداد عمقاً وتقدماً.