كتب ـ يحيى العمري:الصيد أو القنص هواية يتقنها ويعشقها أبناء البادية والصحراء، وكانت قديماً مهنة يعتاشون منها، والهواية استهوت الشعراء أيضاً وفاضت قريحتهم بأبيات عن مهارات الصيد واحترافه. تولع الصقار حسن بن علي المبروك الكعبي بهواية القنص، ورثها عن أبيه وأجداده، وصب جل اهتمامه بصقوره يعتني بها بشكل يومي، ولها مكان يخصها «المقيض» تقيض فيه طيوره ويعتني بها بحكم خبرته الطويلة في هذا المجال، ويقول «خلال فترة «المقيض» يبدل الطير ريشه ويعيد نشاطه استعداداً لموسم الصيد المقبل ورحلات القنص».الحفاظ على عادة القنص دليل رغبة الناس في ممارستها باستمرار، ويرى الكعبي أن رياضة الصقور أو كما يعتبرها البعض هواية تربية الصقور هي أحد أشكال التعبير عن تراث أهل البادية بشكل عام، وتراث القبائل البحرينية والخليجية عموماً. ويعتبر الكعبي ممارسة القنص إحياءً للتراث البحريني العريق وتمسكاً به، ويقول «تشجيع الناس على الاهتمام بالقنص دافع مهم لإبقاء الصبغة التراثية العربية مرسومة وواضحة المعالم في المجتمع البحريني».ويتمنى الكعبي على المسؤولين عن الرياضة الشبـــــابيـــــة، تنظيــم فعـــــاليـات ومسابقات تشجع الصقارة ودعمهم لمواصلة مشوارهم في ممارسة هواية توارثوها جيلاً بعد جيل، ويضيف أن هذه المسابقات تحتاج للدعم والتشجيع لتكون بمثابة لقاءات تحفز الصقارة وتوسع ثقافاتهم من خلال تبادل المعلومات لتكون الدافع الأساس لدعم وتطوير هذه الرياضة، وإنشاء ناد للقنص وللصقارة يكون بمثابة مركز لتبادل الثقافات والمعلومات حول الطيور والقنص.ويقول الشيخ خالد بن فيصل بن حمود آل خليفة أن المقناص في البحرين بسيط مقارنة مع الدول الأخرى «الطيور المهاجرة لم تعد تحط بأراضي المملكة شأنها في السنوات السابقة، والأعداد القليلة من الطيور البرية المسموح باصطيادها بدأت تتضاءل».ويرد ذلك إلى شبه انعدام الحياة الفطرية في أراضي البحرين مقارنة مع دول الجوار، لجهة المساحات البرية وأنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة.