في حدث عربيّ مشرق يعكس التميّز والابتكار؛ احتضن مقرّ الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة في القاهرة يوم 28 نوفمبر 2024 فعاليّات حفل توزيع جائزة التميّز الحكوميّ العربيّ في دورتها الثالثة. وقد جمع هذا الحدث نخبة من الشخصيّات البارزة، يتقدّمهم معالي السيّد أحمد أبوالغيط، الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة، ومعالي السيد محمّد بن عبداللّه القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء الجائزة بدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، إلى جانب عدد من القادة والمسؤولين من مختلف الدول العربيّة.

تعتبر هذه الجائزة، الّتي أطلقت لأوّل مرّة في مايو 2019 برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، منبراً رائداً لتكريم الابتكار والإبداع في الإدارة الحكوميّة، وتسليط الضوء على النماذج الملهمة الّتي تعزّز ثقافة الجودة والتميّز في العالم العربيّ.

حقّقت مملكة البحرين إنجازاً استثنائيّاً يليق بتاريخها المشرق وطموحاتها المستقبليّة، وذلك بحصدها عدّة جوائز مرموقة ضمن فعاليّات هذا الحدث البارز. كان في مقدّمتها تكريم معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير الماليّة والاقتصاد الوطنيّ، بجائزة "أفضل وزير عربيّ"، في اعتراف دوليّ ملهم يبرز جهود معاليه في توجيه دفّة مسيرة الاقتصاد البحرينيّ نحو آفاق جديدة من التميّز. وجاء هذا التقدير ثمرة لرؤى استراتيجيّة وخطط طموحة تنفّذ بأياد بحرينيّة متفانية. كما يجسّد هذا الإنجاز شهادة عالميّة على قدرة المملكة على تطوير العمل الحكوميّ بأساليب عصريّة تتماشى مع تطلّعات رؤية البحرين الاقتصاديّة 2030، مؤكّدة بذلك مكانتها الرائدة على الساحتين الإقليميّة والدوليّة.

كما حصدت مملكة البحرين جائزة "أفضل مشروع حكوميّ عربيّ في تمكين الشباب" بفضل المشروع الوطنيّ "لامع"، الّذي أطلقته وزارة شؤون الشباب ليجسّد رؤية مبتكرة ومستقبليّة تمكّن الشباب البحرينيّ من تعزيز تنافسيّته عالميّاً. جاء هذا الإنجاز ترجمة لاستراتيجيّة رائدة وضعها سموّ الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثّل جلالة الملك للأعمال الإنسانيّة وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، تهدف إلى صقل المواهب والمهارات عبر برامج نوعيّة متخصّصة تبرز الشباب البحرينيّ كركيزة أساسيّة في بناء مستقبل مشرق، وكمساهم فعّال في التنمية الوطنيّة. كما يعكس هذا الإنجاز التزام البحرين المستمرّ بإطلاق مبادرات مبتكرة تُلهم العالم العربيّ في مجال تمكين الشباب.

وفي خطوة ملهمة لتعزيز قيم العدالة والتنمية؛ حصدت البحرين جائزة التميّز العربيّ لتنمية المجتمع عن مشروع "العقوبات البديلة"، الّذي تنفّذه الإدارة العامّة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة. ويعكس هذا الإنجاز القيم والمبادئ السامية الّتي يزخر بها العهد الإصلاحيّ لجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، والدعم المتواصل الّذي يقدّمه سموّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، لتحقيق المعاني النبيلة الّتي يتضمّنها هذا المشروع الرائد. كما أنّ هذا المشروع برز كمنارة عالميّة بفضل حرص معالي وزير الداخليّة الموقر على تطبيق أفضل المعايير الدوليّة، ممّا أهله ليكون نموذجاً يحتذى به عالميّاً، ويحصد اعترافاً واسعاً وجوائز مرموقة في المحافل الدوليّة؛ ليشكّل نقلة نوعيّة مبتكرة في المنظومة الإصلاحيّة، ويساهم في تنمية المجتمع من خلال إعادة دمج المستفيدين في المجتمع كأفراد منتجين.

إنّ هذه الإنجازات الباهرة تُمثّل فصلاً جديداً ولوحة ختاميّة لعام مليء بالتميّز وحصاد مفعم بالفخر والإبداع، تجسّد مسيرة البحرين الرياديّة في العمل الحكوميّ؛ لتعانق هذه النجاحات روح الاحتفالات الوطنيّة الّتي تزيّن شهر ديسمبر المجيد، وترسم بفرشاة التميّز ملامح مستقبل مشرق ومستدام. إنّها شهادة متجدّدة على رؤية القيادة الرشيدة في بناء وطن يمزج بين الطموح والعطاء، ويضيء دروب التقدّم بإنجازات تستحقّ الفخر، لتكون البحرين دائماً مصدراً للإلهام في كلّ مناسبة وطنيّة وعربيّة.

مبارك لمملكة البحرين وقيادتها وشعبها هذه النجاحات المستحقّة، ودمت يا وطناً منارةً للريادة وعنواناً للفخر.