حنان الخلفان
في أجواء الأعياد الوطنية، حيث تكتسي الشوارع باللونين الأحمر والأبيض وتنبض القلوب بحب الوطن والقيادة الرشيدة، تبرز أهمية استعادة روح الهوية البحرينية، ليس فقط في الاحتفالات، بل في التفاصيل الصغيرة التي تجمعنا وتجعلنا نعيش أصالتنا بثقة وفخر. ومن بين هذه التفاصيل، وكفكرة فقط يقف اللباس الشعبي كرمز أصيل يعكس جمال الهوية البحرينية وارتباطها بجذورها، لكن ماذا لو كان ارتداء الزي الشعبي شرطاً للدخول إلى احتفالات الأعياد الوطنية؟
كمقترح هي فكرة بروح وطنية، لطالما كانت الأعياد الوطنية فرصة لتعزيز الانتماء وتجديد العهد بالوفاء للوطن. ومن هنا، فكرة تنظيم فعالية مميزة تفرض على الرجال والأطفال الحاضرين ارتداء الثوب والغترة كشرط أساسي للدخول. هذه الفكرة ليست مجرد دعوة لارتداء زي، بل هي رسالة تستنهض فينا شعورًا عميقًا بالفخر بالهوية البحرينية.
تخيل مسرحاً كبيراً، يعج بالحضور، جميعهم يرتدون الثوب والغترة، لوحة متكاملة من الأصالة، وكأنها احتفالية تعيد رسم ملامح الماضي في حاضرنا. بين أصوات الفرح وألحان الفرق الشعبية، يكون اللباس الشعبي الحاضر الأكبر، شاهداً على عمق ارتباطنا بتراثنا.
اللباس الشعبي ليس مجرد ثوب يرتدى في المناسبات، بل هو مرآة لروح المجتمع، وجزء لا يتجزأ من ذاكرة الوطن. عندما يرتدي الأبناء هذا اللباس، فإنهم يتعلمون شيئاً أعمق من مجرد الالتزام بالزي، يتعلمون أن يكونوا امتداداً لأجدادهم، وأن يحملوا في تفاصيلهم بصمة وطنهم.
من خلال فرض شرط ارتداء اللباس الشعبي في احتفالات الأعياد الوطنية، نوجه رسالة للأجيال الجديدة أن الهوية ليست خياراً يمكن تجاوزه، بل هي جوهر يجب أن نفتخر به ونعكسه في كل مناسبة، نحن لا نرتدي الثوب والغترة لأننا مضطرون لذلك، بل لأنهما يعبران عن ثقافة غنية وتاريخ ممتد، ويمثلان رابطاً يجمعنا في زحمة الحداثة.
إلى جانب اللباس، وجود عروض موسيقية لفرق شعبية بحرينية بنفس طريقة الأعوام السابقة والتي تقدم أهازيج وأغاني وطنية تروي قصص الكفاح والنجاح. يمكن إقامة ورش عمل تفاعلية للأطفال لتعليمهم كيفية ارتداء الغترة بشكل صحيح، وإشراكهم في مسابقات تحتفي بجمال اللباس الشعبي. هذه التفاصيل تضفي على الفعالية طابعاً عائلياً وتراثياً يجعلها تتجاوز كونها احتفالاً إلى كونها تجربة تربوية وثقافية.
وما وراء الفكرة هو في ظل الانفتاح الثقافي وانتشار التأثيرات الأجنبية، يأتي اللباس الشعبي كخط دفاع أول لحماية الهوية، حين نشترط ارتداءه للدخول، فإننا نخلق شعوراً جماعياً بالانتماء والاعتزاز. إنها ليست محاولة لتقييد حرية الفرد، بل خطوة نحو تعزيز ثقافة الاحترام والالتزام بجمال تراثنا خاصةً في مناسبة العيد الوطني المجيد.
«والزي الشعبي شرط الدخول» ليست مجرد فكرة تنظيمية، بل هي دعوة لإحياء ما يجعل البحرين مختلفة ومتميزة. إنها فرصة للآباء لتقديم صورة حية عن ارتباطهم بتراثهم لأبنائهم، وللأبناء ليشعروا بأنهم جزء من شيء أكبر، تاريخ يعيش في الحاضر ويستمر في المستقبل.
وبصراحة.. إن الأعياد الوطنية ليست مجرد احتفالات عابرة، بل هي محطات نتوقف عندها لنستعيد هويتنا ونؤكد للعالم أن مملكة البحرين، بكل تطورها وانفتاحها، لاتزال تحتضن تراثها بكل فخر. وارتداء الثوب والغترة في هذا السياق ليس مجرد شرط للدخول، بل هو بوابة تعيد لنا شعور الأصالة، وتذكرنا بأننا حين نحتفل بوطننا، نحتفل أيضاً بما يجمعنا ويُميزنا عن الآخرين.لنجعل من هذه الفكرة بداية جديدة، عنوانها «الأصالة تجمعنا»، ولتكن احتفالاتنا مرآة تعكس عمق انتمائنا لوطن لا تنفصل حداثته عن جذوره.